• ×
الأحد 28 أبريل 2024 | 04-27-2024
اماسا

زووم

اماسا

 2  0  1871
اماسا
زووم
لا للإستعجال في الحكم على اللاعبين..!
الآلاف من أنصار المريخ توجهت إلى الإستاد وهي تمني نفسها بمشاهدة نجوم الفريق الجدد على أفضل ما يتمنونه، حتى نحن ذهبنا إلى هناك وكل منا يضع صورة وردية للاعبي المريخ القدامى والجدد وكأنهم قد خضعوا لعمليات جراحية في فترة الراحة ما بين الموسمين لزيادة المخزون المهاري ومضاعفة الموهبة، ولكن الحقيقة المهمة التي ما بين أحلامنا والواقع أنه لا يجدر بنا ان نستعجل مثل هذه الأشياء، وأن نفرق بين ما نتمناه نحن لفريق نحبه ويحبه الملايين غيرنا وبين الشيء المعقول، فهؤلاء اللاعبين ليسوا بالقدرة المهولة على الإدهاش بدرجة أنهم سيكونوا على أفضل مستوياتهم في أول ظهور لهم في الموسم، مع كل الأحمال البدنية التي بذلت في معسكر كازاراني، والشيء الطبيعي أن نحاول السيطرة على الأحاسيس والمشاعر وألا نندفع في إطلاق الأحكام النهائية على اللاعبين المحترفين والوطنيين وأن نهيء أنفسنا والآخرين لمنحهم فرصة التأقلم مع زملائهم إذا كانوا جدد، ومن ثم التأقلم على أجواء المريخ وتقاليد الفريق إن وجدت، وأظن أنه من الثوابت أن يكون أي لاعب جديد في أي فريق بحاجة إلى وقت لكي يظهر بأفضل مستوياته حتى لو كان في أكبر الأندية العالمية وأكثرها مثالية في الأجواء.
تحدث الكثير ممن شهدوا مباراة الفريق الأحمر أمام بطل دوري الدرجة الأولى بالخرطوم، ولا أبالغ أن بعضهم قد تحدث عن الفريق الخصم على خلفية أم بدة في الثمانينيات.. تلك المنطقة التي تقع في الأصقاع الغربية من أم درمان وتنتشر فيها الهوام من أسود وضباع وثعابين، وهذا فهم متأخر بعض الشيء لأن أم درمان التي يعرفها السكان القدامى من عصر المهدية ما عادت هي ذاتها، بل امتدت وترامت أطرافها غرباً إلى حدود كردفان، ما يعني ان أمبده بصورتها القديمة لم تعد لها وجود بتاتاً، والدليل على ذلك أن نصف نجوم الدوري الممتاز اليوم يسكنون تلك المدينة، وأن الفريق الذي لاعبه المريخ هو بطل أعرق الدوريات في السودان، وبذلك هو فريق محترم ولا غرابة إذا قدم مستوى جيد أمام المريخ وأحرجه لأكثر من سبعين دقيقة من عمر المباراة وقدم السهل الممتنع الذي كان يبدو صعباً وعصياً على نجوم الفريق الكبير المدجج بالنجوم.. لذلك قلت في مقال الأمس أن (الإنسجام) لن يكون سلعة تباع وتشترى في كرة القدم، وإنما تصنع باستمرارية العمل الدقيق والمخلص وهو ما نرجوه من القائمين على أمر الفريق.
عموماً كانت التجربة رائعة بالنسبة للمريخ، ولكنها غير كافية لأية آراء تحكم على مستويات اللاعبين مهما كانت محدودة، ولو كان الحديث عن لاعب تألق، فكم من اللاعبين تألقوا في بدايات مشوارهم مع المريخ ومع مرور الوقت ذهبوا وكأنهم لم يمروا على بوابة التأريخ في النادي، لدرجة أن بعضهم دخل قائمة المنتخبات من الأيام الأولى، غير أنهم لم يصمدوا كثيراً وكانوا في نهاية ذات الموسم في عداد المشكوبين، وكم من الوافدين الجدد تشائم الناس بظهورهم الاول وحكموا عليهم بالإعدام ومع مرور الوقت ظهرت مواهبهم وتفجرت وكانوا من النجوم التأريخيين..!
لقد آن الأوان أن يستوعب اهل المريخ العبر والدروس من تجاربهم السابقة، ويتمهلوا قليلاً في إطلاق الأحكام على اللاعبين الجدد والقدامى في بدايات الموسم، وتهيئة انفسهم وكل من هم حول الفريق من مشجعين على الصبر لأربعة أسابيع قبل أن تطمح في عرض مميز وجاذب يليق بالفريق الكبير والجماهيري، ولكن في البدايات دائماً تبقى النتائج فقط هي الأهم، وقبلها لابد من الإطمئنان على أن فترة معسكر كينيا قد صنع للاعبين مخزوناً لياقياً جيداً يكفيهم للنصف الأول من الموسم على الأقل ويجعلهم يتفوقون على بقية فرق الدوري الممتاز (المجتهدة) وكذلك فرق الأدوار المبكرة في البطولات الأفريقية، خاصة وأن مشكلات الفريق في كل المواسم التي خرج فيها مبكراً كانت تتمثل في عدم التعامل الجيد مع فترة الإعداد، والتباطؤ العجيب في أداء أكبر عدد من المباريات الكبيرة التي تعني الإنسجام في أبسط معانيها، لذلك خسر الفريق أمام الإنتر الانجولي في الموسم الماضي وبعد خمسة أسابيع في الدوري ظهر بالمستوى الذي كان ينبغي أن يؤدي به أمام ذلك الفريق.. ومن ذلك الدرس نتعلم أنه يتوجب على المريخ الآن أن يركز على أداء أكبر عدد من المباريات الودية بغض النظر عن نتائجها.. وأولى الفوائد التي سنجنيها أن هجوم الفريق سيتخلص من الخوف الذي ظهر عليهم أمام الشباك وادى لإهدار عدد كبير من الفرص السهلة.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    عبدالرحمن الدول 02-12-2012 11:0
    افتقدناك زمنا استاذ اماسا وانتابتنا الهواجش ان يكون اخطبوط الفساد الذي تحاربه قد التهمك
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019