• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
اماسا

زووم

اماسا

 2  0  1994
اماسا
سوق عكاظ في المريخ..!
الحمد لله الذي وفقنا في حضور حقبة من الزمان الجميل (إجتماعياً) في المريخ، عندما كانت العلاقات بين الأفراد كما ينبغي لها أن تكون في أفضل حالات العلاقات الإنسانية بين البشر ولا أحد ليفكر بذلك العمق الذي تكتنفه نظريات التآمر والتصنيفات القائمة على أسس لم نشهد لها مثيلاً من قبل في الأوساط الرياضية في السودان أو في غيره، ولا أحد يجرؤ على تقييم الناس على أساس أرصدتهم في البنوك وموديلات سياراتهم وفخامة منازلهم، وقد شهدنا كل مراحل التحول التي مر بها مجتمع المريخ والتناقضات التي تسللت إليه بالتدرج من أقصى مجتمعات التكافل والتحابب والإلفة إلى أقصى مراحل الفكر الرأسمالي الذي يسود فيه الغني بماله ويهمش فيه الفقير بعلمه، ولعل أدهى ما عايشنا في الفترات الماضية برغم الشكل الجميل الذي يظهر به الفريق في المنافسات المحلية والخارجية والسمعة الكبيرة التي يحظى بها النادي خراجياً أنهم قد خلطوا إقتصاديات المريخ بإقتصاديات الأفراد في واحدة من التداخلات التي ستفرز فيما بعد الكثير من الوضعيات الناسفة وهو حديث لا يتحمله الكثير من أهل المريخ وخاصة أصحاب الحظوة من الذين يسبقون الكوب إلى الأرض قبل أن يسقط ويتحطم على (البلاط).. ولكن بعد أن تنتهي الأدوار وتفترق الطرق وينفد المفعول.. وعلى سبيل المثال ظهرت شركة (سما ميديا) للدعاية والإعلان في فترة ما بعد بروز كزام للدعاية، حيث كانت الأخيرة أول من بادر بإحتكار الإعلان داخل الإستاد مقابل مبلغ قدر وقتها بمائة ألف دولار دفعت نقداً وعداً لإدارة المريخ وفي وقت لم يكن فيها الطرق قد عُبَّدت بعد لملايين الدولارات التي تدخل وتخرج اليوم من خزينة النادي بلا حسيب أو رقيب، وكان هنالك شرط يقضي برفع عشرة بالمائة من قيمة العقد في كل عام تلقائياً على أن يكون مدته القانونية عشر سنوات، بمعنى أن العقد في عامه الأخير سيتضاعف في القيمة الكلية وهو ما يحسب مكسباً للمريخ، وذلك فضلاً عن العقد الملحق الذي كان يشمل إنتاج هدايا وتواشيح وفانلات الفريق وكل ما له علاقة بالشعار وتسويقها على أن تحسب الأرباح مناصفة بين النادي وشركة كزام، ولكن بعد أربع سنوات أو خمسة من بداية العمل به نقض مجلس المريخ العقد والعهد وألقى بشركة كزام خارج الحدود برغم مريخية أصحابها، واستعاض بالشركة الثانية (سماميديا) بديلاً عنها، وكنت وقتها أسأل عن هوية هذا الإسم الذي ظهر فجأة على الساحة المريخية وبهذه الطريقة التي أحدثت نوعاً من (الخلعة) وساقت القضية بين المريخ وكزام إلى أروقة المحاكم من تأريخها وحتى اليوم، ومازلت أسأل عن ماهة سماميديا هذه حتى اكتشفت بنفس القدر من الفجائية أن عضو المجلس الأسبق الفاتح عزالدين من بين مالكي هذه الشركة وأن من بين عضوية مجلس إدارتها شخصيات ناشطة حالياً في المجال الإداري للنادي وهنا يظهر خلط يفوح منه روائح غريبة بين مصلحة المريخ والصفقات التي تبرم في الغالب بينه وبعض المؤسسات الإقتصادية، خاصة وأنها لاتتم على أساس من الشفافية، والدليل على ذلك أنهم ربطوا فيما بعد تأخر مناقشة ملفات بطولة سيكافا بإلتزامات هذه الشركة وللإجابة على السؤال المشروع: كيف اختلطت حسابات سيكافا بحسابات هذه الشركة فإنه يتوجب علينا توخي الدقة في الأرقام وبعض الحقائق حتى لا نظلم أحداً في حضرة المريخ فنحن نبحث عن حلقات مفقودة فقط ولا نريد أن نرمى أحداً بجرم.
فيما يتعلق بكافة الإستثمارات الإعلامية المتعلقة بإسم المريخ يمكنني الآن الإشارة إلى ضلوع إداريي النادي في هذا المجال بحثاً عن أعمال تدعم الخط الإداري وتبني حائط صد بينهم والإنتقادات بغض النظر عن هويتها وأنها حريصة على مصلحة النادي أم أنها مدفوعة من جهات أخرى وخفية كما يقولون، ورغم أن زيادة عدد الصحف الرياضية التي تحمل اللونين الاحمر والأصفر فيه ضرر بليغ على الكيان ووحدته، إلا أن أفراد المجلس وبعض الأقطاب المواليين من الناحيتين الإقتصادية والعاطفية لا يمانعون في إضافة أعداد أخرى حرصاً على تدعيم السياسة الإعلامية من ناحية وتأكيد نظرية الإقتصاد المريخي الحر ومن ناحية ثالثة حماية المصالح وحراستها بالكلمة.. وإلا لماذا يتكالبون على الإستثمار في الصحف بينما صحيفة المريخ نفسها ملقاة على قارعة المضمار؟.. هل أصبح هذا المجال أكثر ربحاً من مصانع الإسمنت والحديد وشركات النقل والمواصلات وخطوط السكك الحديدية وشركات الإتصالات؟.. ومع هذه المستجدات المخيفة على الخارطة المريخية نقف عند خط التماس أو نجلس على (الحيطة) لنستطلع أخبار الغد.. وإن غداً لناظره قريب..!
المريخ يمكنه الإستفادة من مؤسسة إعلامية واحدة تحمل أحلام وأشواق كل شعبه، بعيداً عن الجماعات التي بثت من سموم العصبية ما لا يمكننا تصنيفها من الفوائد مطلقاً، ويمكنه الإستفادة من الصفقات التي تبرم في الضوء وعن طريق فتح الباب أمام كل من يريد العمل بصورة ليس بها من المحسوبيات ما يضر بالفهم العام، ومن المؤكد أن حكرية الإعلان بإستاد المريخ قد نزعت من كزام بتلك الطريقة ومنحت للشركة الأخرى لأن الأمر يخص (الفاتح عزالدين).. ولو كان أي شخص آخر هو مالك سما ميديا لما منح ذلك الإمتياز وركلت أموال كزام من أجله، لذلك نكتب بلا تردد أن المريخ قد أصبح سوق عكاظ.. يأتي إليه الجميع من يحمل شعراً ومن يحمل قمحاً وخبزاً وفراء.. وكله عند القوم صابون..!
حواشي
كثرة الصحف التي تحمل الألوان الحمراء والصفراء تعني إختلاف المصادر وتعدد معطيات التنافس وإنهيار الدقة في النقل أسس تنافسية ربما هي أقرب لأن تكون غير شريفة إلى الشكل الذي نعرفه.
صحف ذات طابع إستثمارات إدارية وأخرى مدفوعة بعصبية محسوبة على جماعات بعينها داخل النادي الواحد يضر بالكيان وهذه كلمة حق ألقيها هكذا مدفوعة بعشرات الأمثلة التي تثبت أن المريخ يتضرر كثيراً من ذلك ولا يستفيد إلا بالمقدار العادي..!
لنخرج قليلاً من هذه الأجواء الساخنة لنتناول فكرة الرشيد المهدية في استديو الشروق..!
لم أتشرف بمعرفة الكابتن الرشيد إلا قبل ثلاثة أعوام تقريباً، وكان ذلك بمنزل الأخ والصديق الهلالي عبد الرحمن صديق نمر وأذكر أن من بعض الحاضرين في ذلك الوقت كان الأخ عادل محجوب، والزميلين صلاح الحويج و(الشاب) الهلالي صلاح مليشيا.. ودار نقاش جاد في القضايا الرياضية وعبرها لم يمنحني الرشيد إحساساً بأنه يعاني من حمى التعصب للمريخ والهلال أو أنه يتناول الأمور من فجاجة أو سطحية، وبعدها حضرنا له العشرات من الأستديوهات التحليلية في القنوات المحلية وعلى شبكة راديو وتلفزيون العرب وفي الغالب لا نختلف معه في تناوله للأمور وفي تحليلاته حتى ولو لم نتفق معه بنسبة 100%.
قامت الدنيا ولم تقعد لأن الكابتن الرشيد المهديه قال أن الهلال لم يحرز أهدافه بجملة تكتيكية واضحة في مباراة آفريكا، وأصبح الرجل في مرمى النيران الصديقة لمجرد أنه انتقد أداء الهلال في تلك المباراة، ومع ان ما قاله لم يخرج عن كونها فكرة قابلة للنقاش والإستجلاء..!
هل كانوا يتوقعون أن يقتحم الرشيد ذلك الأستديو بعلم الهلال و(نوبة) مثل تلك التي يحملها المشجع (كمال بانقي).. أم أن الأستديوهات تعقد لكيل المدح والإطناب في الإشادات فقد دون إبداء آراء أخرى..!
الطريف في الأمر أنني قرأت خبراً في اليوم التالي في صحيفة الهلال مفاده ان جماهير الهلال غاضبة على الرشيد المهدية، وكان ذلك في اليوم التالي للمباراة.. والمحير هنا أن جمهور الهلال هذا ليس شخصاً أو إثنين، بل هي ملايين وأرقام لا يمكن إستطلاعها.. فأين التقى ذلك الصحافي بهذا الجمهور حتى يستطلعها في رأيها عن حديث الرشيد المهدية..!
كل ما في الأمر وما فيه ومربط الفرس أن حديث الكابتن الرشيد حوى إشادة بالمريخ وأنه قدم عرضاً مقنعاً أمام الغزالة في مباراة السبت وهذا ما لا شك فيه.
من بين جماهير الناديين الكبيرين الكثير من العاقلين ممن يملكون ميزاناً رائعاً في قياس ووزن الأمور كما هي بعيداً عن العصبية العمياء فهم بكل تأكيد أكثر من الذين يستفيدون من (المدح).
من أفضل ما يميز الكابتن الرشيد المهدية في مهنته.. أمانته وشفافيته وحرصه على تحليل مباريات كرة القدم بعيداً عن تأثيرات الألوان والأسماء.. لذلك هو ناجح.
وإذا قال أن المريخ لم يقدم شيئاً أمام الغزالة فإننا لن نضايقه حتى لو أشاد بالهلال لثقتنا في أمانته وهو ما يجعلنا نكتب أن من انتقدوه بسبب ذلك الرأي لا يعرفونه..!

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    زرقاء 04-07-2010 06:0
    بداية نشكر القائمين على امر الموقع على اضافة زوووم ، وهذا امر يتطلب اشادة في زمن اصبح فيه الانتماء يطغى على المهنية وقول الحقيقة ، وفي زمن يغيب فيه ضمير الصحافي بصورة متعمدة، والمتابع للاستاذ ابو عاقلة اماسا يتأكد بانه احد اميز الكتاب على المستوى العام وعلى مستوى الميول (اللون الاحمر) لانه لايخشى قول الحق في المريخ وهذا مثال نادر.
    واذا وجد منه (نسختين)لانصلح حال كرة القدم في السودان وتحديداً في ناديي القمة نتمنى ان يواصل
  • #2
    عبدالرحمن دحمو 04-07-2010 05:0
    نشكرا كثيرا علي هذا المقال ومايحدث في مجتمع المريخ هو صورة مصغرة لما يحدث في مجتمعنا الكبير وهو تحكم المصالح المالية في كل شئ وكل ذلك بسبب اعتماد النادي علي فرد واحد في الصرف وهذة السياسة سوف تجلب لناديي القمة الهلال والمريخ كثير من المتاعب والمصاعب في المستقبل القريب
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019