زووم
عندما يتحدث الكاردينال..!
من المؤكد أنكم قد تابعتم تفاصيل ما حدث بإستاد بورسعيد بمصر الشقيقة قبل أيام، وكيف لقي العشرات من أنصار الأهلي مصرعهم في أسوأ كارثة ونهاية لما يسمى بالعنف اللفظي في الرياضة واستخدامات البعض لها في إغراض أخرى، ولأننا شعب طيب للغاية فإننا كثيراً ما نترك السم يسري في أجسادنا في (خدر لذيذ)، ونستمتع بذلك ونحن نلهث خلف صناعة العمالقة على طريقة نمور من ورق، نمجد ونهتف ونصور وننشر ولا نعرف أننا نرتكب جريمة في حق الشعب.. ومن ذلك السيناريو الذي يصاغ على دفاتر رياضتنا بعد أن إكتمل الأداء على المسرح المصري الشقيق أن بعض الخيرين قد أدركوا كنهها وأرادوا إطلاق مبادرة لعلها تسهم في تخفيف وطأة التعصب الرياضي القبيح والذي بات يقتادنا كأسرى إلى المجهول. صحافتنا وإداراتنا ومشجعينا ولاعبينا، وهي مبادرة كان يجب علينا أن نقف عندها قليلاً، نتذكر أن التعبئة الجارية الآن ستنفجر يوماً بمأساة ما لم ندعم مثل هذه المبادرات ونغير مفاهيم بعضنا ممن إعتقد أن العلاقة بين المريخ والهلال يجب أن تكون مثل العلاقة بين السودان شماله وجنوبه بعد الإنفصال، في حالة تعبئة دائمة، وقلق وتوتر بأسباب وبدون أسباب، تسودها منطق القط عندما اتهم الفأر بأنه يثير عليه الغبار والأتربة وهما على متن مركب في عرض البحر حيث لا تراب ولا غبار إنما كان القط يبحث عن مبرر لأكل الفأر المسكين الذي لم يدرك أنه (مأكول مأكول).
بالأمس لمحت عنواناً بصحيفة حبيب البلد عن تصريح أدلى به الأخ أشرف سيد أحمد الشهير بـ(الكاردينال)، وهو مرشح سابق لرئاسة نادي الهلال ورجل من أثرياء المجتمع السوداني، غير أن ما ورد في مجمل حديثه للصحيفة الزرقاء قد أكد أنه قايض عقله بما يملك من مال حتى أخذ الثاني مكان الأول وأصبح هو شخصاً يتعامل مع الآخرين من خلال أوراق البنكنوت، ويسعى لأن يكون (ضخماً) في أي شيء بغض النظر عن المحتوى، وعلى طريقة الغاية تبرر الوسيلة، لذلك حاول تسفيه ما جاء في المبادرة التي حاولت وقاية المجتمع الرياضي من كارثة ستحيق به من جراء التعصب غير المبرر والشحن الجاري لجماهير الفريقين عبر الصحف وغيرها، وذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال أن المبادرة لا تساوي في قيمتها الحبر الذي كتبت فيه..!
بالطبع طلبت حبيب البلد وقرأت بتمعن ما جاء في تصريحات رئيس الهلال المفترض، وأدركت من خلال السطور أنه قد احتوى تحريضاً صريحاً على التعصب، وقلل من مجهودات الذين يعملون على محاربته، وزاد على ذلك إستفزازاً لجماهير المريخ بقوله أنهم ليسو نداً للهلال، إمعاناً في التقليل من شأن الفريق الخصم للذي يتطلع لرئاسته، وإعتقاداً منه أنه لن يزداد لمعاناً إلا بهذه الطريقة التي أراها رخيصة لا تتناسب إلا مع من يبرر الوسائل من أجل أهدافه الخاصة، وإن كان الكاردينال يقبل لنفسه بالرخيص وهو الرجل الثري المترف، فذلك أمر آخر.. فبلادنا بحاجة إلى عقلاء أكثر من حاجتها للأثرياء.
كيف تكون الإتفاقية المقترحة بين المريخ والهلال إهداراً لكرامة أي من الطرفين وهي تهدف لهدنة فيها حقن للدماء، وحفظ لمكانتهما وإحترام للرياضة كتنشاط بشري مهم من المفترض أنه يرفع من علاقات الأفراد والجماعات ويجملها ويمنحها قيمة إنسانية عالية؟.. لا أحد يستطيع أن يجيب على هذا السؤال إلا الأستاذ أشرف سيد أحمد الكاردينال، ولكن تشكيكه في نوايا أهل المريخ واستبعاده لأي خير وراء ذلك ففي ذلك تشكيك لنوايا بعض قيادات الهلال من الذين فكروا في الأمر وساندوا المساعي ودعموها واستضافوا إجتماعاتها التنسيقية.. وقبل هذا وذاك نريد أن نعرف موقف أشرف الكاردينال الرئيس المرتقب للهلال تجاه موضوع التعصب بين جماهير وإدارات الناديين، هل هو مع مساعي التهدئة والهدنة وإعادة العلاقات بين الطرفين إلى المسار الرياضي القويم؟.. أم هو مع التصعيد والتهاتر والشحن حتى الإنفجار والذبح والموت قتلاً كما حدث بإستاد بورسعيد في مصر... أيهما يختار؟
حاشية خاصة لقراء كفر ووتر
كان من المفترض أن أقدم المعذرة على فترة الغياب التي امتدت لأكثر من أسبوع في ذيل أو متن مقال الأمس، ولكنني نسيت ذلك فكان ظهوري مفاجئاً كما كان غيابي، وأعود اليوم لألتمس المعذرة عن الغياب الذي كان بسبب مرافقتي لعمي بمستشفى السلاح الطبي حيث قضى الله بوفاته وأن أغادر برفقة أسرته إلى حيث يقيمون بمدينة بورتسودان بعد أيام العزاء وهي رحلة سرقتني بما فيها من مشاعر لأكثر من أسبوع.. ومرى أخرى ألتمس المعذرة من القراء واسأل الله ألا يريهم مكروهاً في عزيز لديهم.
عندما يتحدث الكاردينال..!
من المؤكد أنكم قد تابعتم تفاصيل ما حدث بإستاد بورسعيد بمصر الشقيقة قبل أيام، وكيف لقي العشرات من أنصار الأهلي مصرعهم في أسوأ كارثة ونهاية لما يسمى بالعنف اللفظي في الرياضة واستخدامات البعض لها في إغراض أخرى، ولأننا شعب طيب للغاية فإننا كثيراً ما نترك السم يسري في أجسادنا في (خدر لذيذ)، ونستمتع بذلك ونحن نلهث خلف صناعة العمالقة على طريقة نمور من ورق، نمجد ونهتف ونصور وننشر ولا نعرف أننا نرتكب جريمة في حق الشعب.. ومن ذلك السيناريو الذي يصاغ على دفاتر رياضتنا بعد أن إكتمل الأداء على المسرح المصري الشقيق أن بعض الخيرين قد أدركوا كنهها وأرادوا إطلاق مبادرة لعلها تسهم في تخفيف وطأة التعصب الرياضي القبيح والذي بات يقتادنا كأسرى إلى المجهول. صحافتنا وإداراتنا ومشجعينا ولاعبينا، وهي مبادرة كان يجب علينا أن نقف عندها قليلاً، نتذكر أن التعبئة الجارية الآن ستنفجر يوماً بمأساة ما لم ندعم مثل هذه المبادرات ونغير مفاهيم بعضنا ممن إعتقد أن العلاقة بين المريخ والهلال يجب أن تكون مثل العلاقة بين السودان شماله وجنوبه بعد الإنفصال، في حالة تعبئة دائمة، وقلق وتوتر بأسباب وبدون أسباب، تسودها منطق القط عندما اتهم الفأر بأنه يثير عليه الغبار والأتربة وهما على متن مركب في عرض البحر حيث لا تراب ولا غبار إنما كان القط يبحث عن مبرر لأكل الفأر المسكين الذي لم يدرك أنه (مأكول مأكول).
بالأمس لمحت عنواناً بصحيفة حبيب البلد عن تصريح أدلى به الأخ أشرف سيد أحمد الشهير بـ(الكاردينال)، وهو مرشح سابق لرئاسة نادي الهلال ورجل من أثرياء المجتمع السوداني، غير أن ما ورد في مجمل حديثه للصحيفة الزرقاء قد أكد أنه قايض عقله بما يملك من مال حتى أخذ الثاني مكان الأول وأصبح هو شخصاً يتعامل مع الآخرين من خلال أوراق البنكنوت، ويسعى لأن يكون (ضخماً) في أي شيء بغض النظر عن المحتوى، وعلى طريقة الغاية تبرر الوسيلة، لذلك حاول تسفيه ما جاء في المبادرة التي حاولت وقاية المجتمع الرياضي من كارثة ستحيق به من جراء التعصب غير المبرر والشحن الجاري لجماهير الفريقين عبر الصحف وغيرها، وذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال أن المبادرة لا تساوي في قيمتها الحبر الذي كتبت فيه..!
بالطبع طلبت حبيب البلد وقرأت بتمعن ما جاء في تصريحات رئيس الهلال المفترض، وأدركت من خلال السطور أنه قد احتوى تحريضاً صريحاً على التعصب، وقلل من مجهودات الذين يعملون على محاربته، وزاد على ذلك إستفزازاً لجماهير المريخ بقوله أنهم ليسو نداً للهلال، إمعاناً في التقليل من شأن الفريق الخصم للذي يتطلع لرئاسته، وإعتقاداً منه أنه لن يزداد لمعاناً إلا بهذه الطريقة التي أراها رخيصة لا تتناسب إلا مع من يبرر الوسائل من أجل أهدافه الخاصة، وإن كان الكاردينال يقبل لنفسه بالرخيص وهو الرجل الثري المترف، فذلك أمر آخر.. فبلادنا بحاجة إلى عقلاء أكثر من حاجتها للأثرياء.
كيف تكون الإتفاقية المقترحة بين المريخ والهلال إهداراً لكرامة أي من الطرفين وهي تهدف لهدنة فيها حقن للدماء، وحفظ لمكانتهما وإحترام للرياضة كتنشاط بشري مهم من المفترض أنه يرفع من علاقات الأفراد والجماعات ويجملها ويمنحها قيمة إنسانية عالية؟.. لا أحد يستطيع أن يجيب على هذا السؤال إلا الأستاذ أشرف سيد أحمد الكاردينال، ولكن تشكيكه في نوايا أهل المريخ واستبعاده لأي خير وراء ذلك ففي ذلك تشكيك لنوايا بعض قيادات الهلال من الذين فكروا في الأمر وساندوا المساعي ودعموها واستضافوا إجتماعاتها التنسيقية.. وقبل هذا وذاك نريد أن نعرف موقف أشرف الكاردينال الرئيس المرتقب للهلال تجاه موضوع التعصب بين جماهير وإدارات الناديين، هل هو مع مساعي التهدئة والهدنة وإعادة العلاقات بين الطرفين إلى المسار الرياضي القويم؟.. أم هو مع التصعيد والتهاتر والشحن حتى الإنفجار والذبح والموت قتلاً كما حدث بإستاد بورسعيد في مصر... أيهما يختار؟
حاشية خاصة لقراء كفر ووتر
كان من المفترض أن أقدم المعذرة على فترة الغياب التي امتدت لأكثر من أسبوع في ذيل أو متن مقال الأمس، ولكنني نسيت ذلك فكان ظهوري مفاجئاً كما كان غيابي، وأعود اليوم لألتمس المعذرة عن الغياب الذي كان بسبب مرافقتي لعمي بمستشفى السلاح الطبي حيث قضى الله بوفاته وأن أغادر برفقة أسرته إلى حيث يقيمون بمدينة بورتسودان بعد أيام العزاء وهي رحلة سرقتني بما فيها من مشاعر لأكثر من أسبوع.. ومرى أخرى ألتمس المعذرة من القراء واسأل الله ألا يريهم مكروهاً في عزيز لديهم.