• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
ياسر فضل المولى

ليس بالأداء وحده ينتصر الهلال

ياسر فضل المولى

 0  0  2970
ياسر فضل المولى

جملة مفيدة
ياسر فضل المولى
ليس بالأداء وحده ينتصر الهلال
تمر علينا هذه الأيام ذكرى رحيل زعيم أمة الهلال الطيب عبدالله محمد علي رحمة الله تغشاه، أحد أعظم رؤساء الأندية في الوطن العربي وأفريقيا، والذي كان صاحب مدرسة إدارية متفردة، ونهج إداري جعل من الهلال دولة داخل دولة. نعم فقد وهب الله الرجل شخصية إدارية فذة وصولجان وهيبة نادرتين و"الكاريزما منو وتقيف".
كان الطيب إدارياً متميزاً عرف بالذكاء اللماح، والرأي السديد، والموقف القوي الجهور والحكمة والقول الرصين. كان الطيب قائداً ملهماً، ومعلماً قدوة، ورجلاً شهماً كريماً، وفوق ذاك إنساناً طيباً جميلاً و "زول شفيف" تهزمه دموعه أمام المواقف الإنسانية.
ولعل ذكرى الطيب تستدعي فينا الوقوف عند سيرة الأفذاذ من حمدنا الله أحمد إلى قاهر الظلام مجيد ورجل الهلال القوي الكوارتي، وغيرهم من العظماء عليهم رحمة الله أجمعين. ومن الأحياء الحكيم جدا طه البشير والأرباب الأصم صلاح وصولاً لعهد السوباط "النهر الثالث" الذي غمر الديار الزرقاء من فيض عطائه وجزيل دعمه لهلاله.
أدب الهلال الذي عودنا أن ننثر عبارات الوفاء لمن خدم الهلال وأجزل له العطاء، هو نفسه الواجب الذي يدفعنا لقول كلمة الحق في حال الفريق الذي وفر له المجلس بيئة مثالية لو توفرت لغيره من فرق القارة لكان لها شان آخر في المنافسات الأفريقية.
فالمظهر المشرف الذي أصبح عليه الهلال سواء في "المرحوم" الدوري الممتاز، أو في البطولة الأفريقية لا يمنعنا السؤال، هل الأداء الرجولي والمظهر المشرف والاستحواذ على الكرة أغلب زمن المباريات، هو غايتنا؟ ...
نعم الهلال اليوم فريق مهاب ويرعب أعتى الفرق لكنها غالباً في الدقائق الأخيرة تعرف كيف تسرق جهد نجومه وتحول أفراح جماهيره إلى موجة غضب وأنهار من دموع الحسرة والوجع. وليس مباراتا النجم "رائح جاي" ببعيدة عن الأذهان. بل منذ سنين طويلة ظل الهلال يضئ بدراً في سماء أفريقيا ويذهب بعيدا في منافساتها ثم سريعا ما يغيب ويكسو ملامحه الخسوف فتتبدل لغة الأسافير من عبارات العشم والتمني إلى عبارات الذم والشتم ولطم الحروف وجلد الذات.
الهلال دائما تنقصه الروح والرغبة والدافعية ويفتقر نجومه لضبط النفس قبيل صافرة الحكم بلحظات فيتوه اللاعبون مع النتيجة الماثلة وينسون رغبة الخصم في تعديل النتيجة حتى الثواني الأخيرة، فيزيد الضغط وتنكسر المروة ... يشرد الذهن مع الاصحاب والحبايب ويستعد الجميع لتركيب السماعات وتلقي التهاني، وفجأة ينهار الحلم مع خطأ دفاعي أو شرود حارس أو توهان محور وتكون النتيجة حسرة وتلاوم، وعودة لمريع واحد المدرب صاح المدرب ماناقش اللاعب فلان ماسورة واللاعب علان مابشبه الهلال والحقيقة أن الهلال مابشبه حظه العاثر، ونجومه يفتقدون ثقافة البطولات، ومتطلبات الأمتار الأخيرة.
نعم أخوان السوباط والعليقي لم يقصروا في واجبهم إطلاقاً، ومدير الكرة مهيمن الذي وقفنا على جهوده عن قرب خلال معسكر الهلال الأخير بالمملكة، ظل كالعهد به حارساً أمينا لجنوده ينام بعين واحدة، ويدير المعسكرات بأسلوب احترافي ونهج هلالي صارم تصحبه مرونة غير مخلة، مستنداً في تعامله مع لاعبي الفريق ومتطلبات الانضباط على قيم رفيعة وأخلاق نبيلة عرف بها مجتمع الهلال. ومع كل ذلك تأتي النتائج محبطة ومخيبة للآمال.
إجمالاً فإن نتائج الهلال في البطولة الأفريقية جاءت دون الطموحات ودون الجهد والمال الي بذل، ودون التسهيلات وسبل الراحة التي وفرها الأشقاء في الاتحاد السعودي لكرة القدم خلال معسكر الفريق بأبها البهية عندما غمروا بعثة هلال السودان بالكرم العربي الأصيل. بل جاءت النتائج دون الاهتمام الإعلامي والجماهيري بنجوم الفريق الذي وصل مرحلة الدلال والدلع.
وبما أنه لم تعد هناك جوهرة ولا أم درمان، ولا سوق عيش، فليبحث نجوم الهلال في سوق البطحاء بالرياض أو في باب سويقة بتونس عن حبوب الغيرة ودهان الحماس وأن يكتسوا من باب شريف بثياب الثقة وجلباب العزيمة حتى يتجاوزا الترجي ويبددوا أحلامه. فهل أنتم لها يا أخوان الغربال وأبوعاقلة؟
جملة أخيرة:
لعل ما ذكرناه عن شكل الهلال وقوته والمستوى المتميز الذي ظل يقدمه يعود للمدرب الكنغولي ومساعديه. كما إننا نحمد لفلوران احترافيته وتمسكه بالهلال رغم الظروف التي تمر بها بلادنا. لكنني آخذ عليه كثيراً في إدارة التبديلات وضعف المردود التهديفي للفريق في وجود لاعبين من وزن الغربال. ويمكنني القول إن فلوران مدرب شاطر جدا من "خط واحد مكان فوفانا واقف لحد ماقبل خط 18 الخصم"، بعدها حقيقة لا نحس لفلوران بدور، بل يكتفي هو وخالد بخيت بمشاركتنا الفرجة على ضعف الهجوم وغياب الأهداف التي تنقل الهلال للأدوار المتقدمة. وليعلم فلوران أن ليس بالأداء الجميل يتأهل الهلال ويحصد البطولات.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ياسر فضل المولى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019