• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
يس علي يس

شكرا 2023..!!

يس علي يس

 0  0  4287
يس علي يس
زفة ألوان
يس علي يس



شكرا 2023..!!



° لعل الله أحبنا فأراد أن يبتلينا في هذه السنة، ويختبر صبرنا، وقدرتنا على العودة إلى الطريق القويم، ويبدلنا أعوام فيها يغاث الناس وفيها يعصرون، لعله أراد أن يسمعنا نجأر بالشكوى والتضرع والدعاء، لتفتح لنا السماء أبواب الاستجابة بغد أفضل، وصباح جديد يحمل معه كل البشريات، بعد أن عرف الناس قيمة الأمن والاستقرار والوطن والبيت والجيران..!!
° لعله أراد لنا أن ننفتح على هذا البلد ونتوزع في ولاياته، نمكث فيها لزمن طويل، لنكتشف أننا لم نكن أسماكا تعجز عن العيش خارج بحر الخرطوم، ونكتشف أن هذا البلد مستف بالخيرات، ولعله أراد لنا أيضا أن نرى بأم أعيننا لماذا نحن مستهدفون، ولماذا تحوم حولنا الأطماع حين نرى كل هذا الخير في بلادنا ونحن غافلون عنه..!!
° اكتشفنا أن الولايات عامرة بفرص الاستثمار، وأنه يمكن لنا أن ننشيء فيها المصانع والشركات والمستشفيات والمدارس ونعمرها فتستفيد هي ونستفيد نحن وينهض البلد، وكثيرون جربوا نقل استثماراتهم إلى الولايات وهم الآن يفكرون جديا في التمدد في ولايات أخرى، وهذه تجربة ما كان لأحد أن يخوضها إلا مجبرا كما حدث في العام 2023..!!
° عرف الناس قيمة الأهل والعائلات، تعرفوا على بعضهم عن قرب، كثيرون عانوا من تقلبات الأمزجة، وشكوا مر الشكية من المعاملة، وآخرون لم يجدوا إلا كل ترحاب وبشاشة، وفي الوقت الذي ضاقت فيه الأرض بما رحبت، اتسعت الصدور والابتسامات، وكانوا وطنا جديدا ودارا جديدة لمن نزفوا من جراح الحرب، فكانت العوائل هي الملاذ والأمان والدار..!!
° معظمنا فقد كل شيء تركه خلفه في الخرطوم، ولكنه كسب نفسه وروحه التي تملك الأشياء، اكتسب ثقة أن يعيش بلا شيء، وأنه قادر على العيش تحت وطأة أكثر الظروف تعقيدا وشحا، وهي لعمري ستكون الزاد لمرحلة ما بعد الحرب، في رحلة البناء الطويلة، التي ينبغي لها أن تعيد الخرطوم عروسا للمدائن، ومدينة جديدة بمفاهيم جديدة..!!
° في 2023 اكتشفت أجيال مغيبة أنها كانت حطبا لمعارك خاسرة، وانهم تبعوا اصناما لا تملك لنفسها ضرا ولا رشدا، سقطت عنهم اوراق التوت تباعا فانكشفت عورة نواياهم وبؤس وضيق أفقهم، هم الآن هائمون في الأرض، يعانون سنوات التيه، ولا أرض تقبل بهم، فقد فشلوا في الخيانة، كما هم فاشلين في النجاح، وببساطة فقد نجحوا في فشلهم بامتياز..!!
° هذا العام ينبغي علينا أن نودعه بالورود والدموع، فقد قدم لنا دروسا عظيمة، وأهدانا اكتشاف أنفسنا، ومنحنا تجارب وخبرات وقدرة لم نكن لنعرفها إلا بما عايشناه فيها، يكفيه حبا أنه صحح المسارات، وأعاد الأمور إلى نصابها، ويمكن لنا أن نقول أننا خسرنا جبلا، ولكننا كسبنا أطنانا من الذهب، ويكفي أن اكتشاف الانسان للانسان لايقدر بثمن..!!
° من القلب، شكرا لعام عظيم حمل الرقم 2023، فهو عام السودان الحقيقي، وعام السودانيين في المضمار، ومنه سننطلق، فالأوغاد خرجوا من اللعبة الآن..!!
° شكرا عام البل..!!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : يس علي يس
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019