زووم
المريخ بدون الحضري أقوى..!
لو ان مجلس المريخ قد اتخذ قراراً على آخر أيامه بفرض العقوبة على لاعبه المصري عصام الحضري بإيقافه وغرامته والإستغناء عن خدماته ووضعه خارج حسابات الجهاز الفني وفي آخر أيامه التي تبقت من دورته الحالية لكسب حب الناس واحترامهم، لأن أنصار الفريق وقاعدته العريضة قد ملت هذا المسلسل المصري الممل وأصبحت تتمنى لو أنه انتهى بأي شكل من الأشكال، فما من لاعب في تأريخ هذا النادي الكبير الذي يفوق الثمانين عاماً قد استخف بالكيان وتلاعب به إلى هذا الحد، ولكن مجلس المريخ المتناهي الضعف لا يستطيع حسم هذا اللاعب وإصدار أي عقوبة في حقه، ويكفي أنه ومنذ أن بدأ المسلسل وفي كل حلقاته لم يتفوه أحد من مجلس المريخ بحديث يعيد الإعتبار لهذا النادي الكبير إلى الفريق عبد الله حسن عيسى، وحده من تحدث بعبارات كانت تليق بالموقف وأكد من خلاله أن الحضري لم يؤثر إيجاباً في مسيرة المريخ وينبغي عليه أن يتزم حدوده ولا يستهين بالكيان، أما بقية الإخوة في مجلس الإدارة فقد تعاملوا مع هذا الملف من وراء السيد الرئيس الذي بات فيما يبدو متلهفاً لتحقيق بطولة الدوري الممتاز بأي ثمن لتكون الثانية له مع الفريق في تسع سنوات، وهي حسابات في رأيي غير مبررة، فالوالي ليس بحاجة إلى بطولة كهذه لتعيد تقييمه لأنه يتمتع بجماهيرية كبيرة وشعبية لم تبن بالبطولات أصلاً حتى تتأثر ببطولة هذا الموسم، وهذا يعني أن خسارة المريخ لبطولة هذا الموسم لن تؤدي إلى خسارته للإنتخابات القادمة، ولكن لو عاد الحضري بعد كل ما يمارسه من ضغوط على النادي وإذلال لإدارته بدون أن تفرض عليه عقوبات تعيده لبيت الطاعة المريخي فإن الأمر سيوضع في ميزان آخر، وسيخسر الوالي الكثير من شعبيته لأن القاعدة ستتهمه بأنه تهاون في هيبة ناديه وسمح لهذا اللاعب بأن يصعد ويهبط بلوائح النادي ويتلاعب بها كيفما شاء، ففي المرة الأولى اضطر النادي للجوء إلى وكيل اللاعب ويوسطه من أجل إعادة اللاعب وإلحاقه بمبارة الفريق أمام أهلي شندي، وبالفعل توسط شيحه واضطر هو الآخر للإستعانة بزوجة اللاعب ولا أستبعد أن يكون الثلاثة قد اقتسموا الغنائم التي خرجوا بها من رئيس النادي لأن المحادثات التي قادها الكابتن عادل أبوجريشه كانت قد ذهبت إلى نقطة اتفق فيها الطرفان أبوجريشه وشيحة أن يكمل الثاني الإتفاق ويترك للأول أمر الحافز أو الأجر لقاء إقناع الحضري، وقد حملت الأخبار أن عادل أبوجريشه قد تمكن من انتزاع عبارة (حا أبسطك) من الوالي ونقلها على جناح السرعة لشيحة، لو بحثنا عن الأرقام التي دفعت من قيادة المريخ للحضري من أجل الحضور والمشاركة في مباراة أهلي شندي فإنها تقدر بأكثر من عشرين ألف دولار قد تزيد ولكنها غير قابلة على النقصان، وكان ذلك رقم يسيل اللعاب ويغري الحضري بتكرار نفس المسرحية الهزلية قبل مباراة النيل بأقل من 72 ساعة، مع أنه كان قد منح إذناً لإجراء إختبارات مع الفريق الإنجليزي ومن ثم العودة في الزمانالمحدد إلى السودان، ولكنه لم يعد في الفترة التي حددت له، كما أن النادي الإنجليزي نفسه لم يخاطب المريخ مباشرة حتى الآن، بل تضاربت الأنباء حول العرض الرسمي المقدم للنادي، وفيه الكثير من الإجتهادات قطعها رئيس النادي في تصريح نشر في صحف أمس يؤكد أن النادي لم يتلق عرضاً رسمياً حتى أمس.. وضعف مجلس المريخ يتضح جلياً في أن أمينه العام بالإنابة السيد متوكل أحمد علي قد تحدث معلقاً على العرض الإنجليزي وقال أنه لا يليق بقامة المريخ ولا بلاعبه المصري.. فهل كان تعليقاً على عرض قرأ عنه في الصحف أم أنه وصل فعلياً إلى النادي ولكنه لم يعرض على رئيس النادي؟
ريثما تصل الإجابة الشافية على هذه الأسئلة نريد التنبيه إلى أن سمعة المريخ قد أصبحت على المحك بسبب تصرفات الحضري وعدم إلتزامه بعقده مع النادي، وأن طريقة تعامل المجلس المريخي مع الملف تؤكد التفريط في حقوق النادي وهيبته ولابد من الإستفادة من القانون وحسم الملف بقوة تضع الحد لهذا اللاعب (المتلاعب).. والأهم من ذلك إثبات أن المريخ الكيان أكبر من أي لاعب مهما بلغت نجوميته، وأن اللاعب الذي يوقع على عقد معه يجب أن يلتزم به حتى النهاية ولا مجال للإستخفاف والتهاون.