• ×
الأحد 28 أبريل 2024 | 04-27-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  1636
اماسا
زووم
دوري المحترفين.. الأمر الواقع (1)
ظللنا نطالب بالمنهجية والمؤسسية بنادي المريخ واتخذنا منها قضية نبشر بها لسنوات مضت، وقد تعاملت كل مجالس إدارات النادي معنا على أن هذه القضية ما هي إلا (معارضة) للشخصيات المسؤولة في النادي، وذهبت التأويلات في اتجاه نظريات التآمر وقال بعضهم إننا نخدم أجندة خفية، في الوقت الذي كانت فيه قضيتنا واضحة المعالم، وأظنهم الآن قد أصبحوا أمام الأمر الواقع وما باتت المسألة محصورة في فكرة يطرحها كاتب في عمود، ولا مكاجرة ولا عملية تنظير كما ظل الأخ جمال الوالي يعلق في كل السنوات التي شهدت مطالبتنا بتوجيه إدارات الأندية نحو المؤسسية، وقناعتي شخصياً كانت تنبع من أنه من أراد التطور في أي مجال ما فعليه التمسك المنهجية ويوجد له مدرسة إدارية ومعيارية، سنكون مجبورين عليها في عصر (الآيزو) والاحتراف وما شابه من قضايا عصرية كان ينبغي علينا أن نمنحها ما تستحقه من اهتمام ومدارسة حتى لا نكون في الموقف الذي دخلناه الآن، وبعد أن أصبحنا على مشارف موسم 2012 2013 ستكون كل الأندية الكبيرة في السودان أمام خيارين، إما الانضمام لقوائم الأندية المحترفة في العالم تحت مظلة الاتحاد الدولي وإشراف الاتحادات القارية والأهلية، أو البقاء مع أندية الهواية والفوضى، ونحن أصلاً مع هذه الفئة شئنا أم أبينا، وعلينا من الآن تحديد موقفنا مما هو قادم من تغييرات، وعلينا كذلك أن نعلم تمام العلم بأن التخلف من هذه المسيرة يعني ألا نشارك في البطولات القارية والإقليمية بعد الآن.
كنا نتمنى أن تتنبه الإدارات لهذا التغيير من وقت مبكر ومن ثم الدخول في تمرينات كافية تؤهلنا للانتقال من نظامنا العشوائي هذا إلى الآفاق الاحترافية بمرونة تجعلنا نجتاز الامتحان بدون خسائر تضر بخارطتنا الرياضية؛ ولكنهم كانوا يستَعْدُون كل من ينادي بالمنهجية والمؤسسية ويحوّلون مجرى القضية من الموضوعية إلى مجريات أخرى انصرافية، منها محاولات التصفية المعنوية وغيرها من الأساليب التي احترفها بعض إداريي القمة على أساس أن البيئة قد أصبحت بشكل عام بيئة صراعات ومشاحنات وما من شخص يناقش القضايا في الضوء وبطريقة حضارية بدون أن تحدث اشتباكات ومشاحنات والتحامات تؤكد في أقل الانطباعات أن هنالك حرص على المصلحة العامة.
بعض قادة أنديتنا يحاولون تبسيط الفكرة وتسفيهها بصورة ربما أدت إلى ما لا يحمد عقباه، وعلى رأس أولئك المبسطين رئيس نادي جزيرة الفيل الأخ مخلص حسن إبراهيم، وقد أكد في مجموعة تصريحات تزامنت مع ارتفاع وتيرة الاهتمام بالنقلة القادمة قال فيها إن ناديه جاهز للانتقال إلى قائمة المحترفين، وقد لايعلم الكثيرون أن نادي جزيرة الفيل قد ظل يعاني الأمرين تحت رئاسة مخلص وأسلوبه التقليدي الذي يسير به الأمور، وبعده عن مسرح الأحداث وهو ما أثر سلبياً على مسيرة الفريق وموقفه في ترتيب فرق الدوري الممتاز اليوم، وجعل الفريق الذي يضم نخبة من اللاعبين المميزين من أصحاب الخبرات يرزح في منطقة الخطر برصيد (18) نقطة فقط، مع رصيد أكبر من المشكلات الإدارية التي تؤكد أنهم غير جاهزين للجولة الاحترافية، وغيرهم من الإداريين بذلوا جهداً خرافياً وهم يبحثون عن مخارج من الأبواب الجانبية، مثل البحث عن قرار لتأجيل التاريخ المحدد لبداية دوري المحترفين السوداني، وهي محاولات تدل على أن عقلية الجودية هي المسيطرة على إداراتنا في الوقت الذي كان يجب علينا أن ندخل فترة الاختبارات القاسية لقدراتنا، وتطويع أنفسنا ومحاولة (فطامها) عن الرضاعة من ثدي الفوضى والعشوائية وتهيئتها للتعاطي مع مناهج ونظم مؤسسية مختلفة، أو عقد الندوات والسمنارات التي تعبد لنا طريق الانتقال، وذهبت مجموعة ثالثة إلى تهويل عملية الانتقال تلك وكأنها مستحيلة، وهم يرددون بعض المقولات التي لا علاقة لها بالواقع، كأن يقولوا: إن مجتمعنا غير مؤهل للانضمام لركب المحترفين، وأن الموسم 2012 سيشهد نهاية الكرة السودانية لأن الانتقال سيشكل عبئاً يجعل المسألة أشبه بالانتحار الجماعي؛ ولكن هذه المقولات ما هي إلا اجتهادات من بعض السفسطائيين في هذا الوسط بينما القضية كلها في غاية البساطة، وغير مرتبطة بالمال، وبالأحرى يساعد النظام الاحترافي في حقن أموال الأندية التي تذهب إلى غير مصباتها في ظل غياب المؤسسية، وعلى سبيل المثال ينفق المريخ والهلال معاً في ظل الوضع الراهن ما لا يقل عن عشرين مليوناً من الدولارات سنوياً ونحن مستعدون لإيراد هذه الحسابات بالأرقام؛ ولكن هذه المبالغ الخرافية تذهب إلى غير ما يؤدي إلى تطور العملية الرياضية ورفع شأن الكيان لأنه صرف غير مدروس وفي غياب الضبط المستندي، ونسبة عالية جداً منه تذهب إلى خارج المصب، وفي حال أصبح النادي مع الأندية المحترفة فإنه سيكون مؤهلاً لحساب الميزانيات بشكل أفضل، ووضع تلك الأرقام في حسابات الوارد والصادر كما يحدث عادة في الأندية الكبيرة.
***********
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019