• ×
الأحد 28 أبريل 2024 | 04-27-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  2257
اماسا
زووم
دوري المحترفين.. الأمر الواقع (2)
ليس هنالك مفر من الإنضمام إلى قوافل دوريات المحترفين حول العالم، هذا ما قاله الإتحاد الدولي لكرة القدم للإتحاد السوداني، ولكن الأخير فيما يبدو يتعامل مع القضية كأنها موضوع شماتة في أنديته، أو هكذا بدا الموقف حتى الآن، لأن اتحاد الكرة لم يبادر بعقد سمنارات أو ورش عمل لتوضيح الفكرة وتسهيل عملية الإنتقال المرن بأقل خسائر ممكنة، في حال كانت هنالك خسائر في الأصل، وعلى عاتقه تقع مسؤولية تبسيط الفكرة وتمكين الأندية من تطبيقها وتنفيذها، ولكننا نتابع واقع هذا الإتحاد لنكتشف أنه (عبد المعين).. ذلك الشخص الذي طلبوا منه إعانة وكان هو في أمس الحاجة إلى تلك الإعانة منها إلى مساعدة الآخرين.. والشاهد أن الإتحاد نفسه بحاجة إلى الإنتقال من مرحلة الهواية والفوضى إلى آفاق الإحتراف، وقد إرتكب منذ انتخابه وحتى الآن أكثر من خمسة أخطاء قاصمة للظهر كانت كفيلة بأن تحرك أدب الإستقالات ولكنهم لم يسمعوا بهذا الأدب لذلك يستمرون.
آخر تلك الأخطاء ما حدث للدكتور حسن أبوجبل من قرار وتداعياته، ومن قبل ذلك خلفياته التي نسجت في الكواليس بعناية وصاغت وضعاً جديداً أشبه بما يجري في الأندية الكبيرة ذات الأجواء الصراعية، وقد كان أبوجبل هدفاً لكل الذين اعتادوا الحياة في بيئة الفوضى، ووجوده يعني أن جداراً هائلاً سيحول بين البعض ومآربهم، وأن الأمور ستمضي في الإتجاه الصحيح وهو ما لا يحرص عليه الغالبية العظمى من المتسربين، علماً بأن حسن أبوجبل هذا يعتبر من آثار الدكتور كمال شداد وأميز بصماته، وتعيينه سكرتيراً للإتحاد كان بعد توجيه من الإتحاد الدولي بأن تكون للمنشآت الرياضية والإتحادات الأهلية سكرتيرين متفرغين برواتب، وقد كانت تلك أولى خطوات الإنتقال نحو الإحتراف، وإجراء لم يعتده إداريي الكرة السودانية، ومنذ أن اندلعت أزمة حسن أبوجبل الذي نعتقد أنه أنموذج يحتذى في إدارة المؤسسات الرياضية بحسب تخصصه، ومحاولة الإتحاد بعدها أن يستدرك الأمر ليحول القرار من الإبعاد إلى النقل من إتحاد الكرة إلى الأكاديمية تكشفت أبعاد كثيرة حول القضية، وتعرت الأهداف والوسائل معاً، وحتى هذه اللحظة أرتكبت بإتحاد الكرة عشرات الأخطاء القاتلة والتي تؤكد ماذهبنا إليه في البداية بأنهم أحوج من يكون للمؤسسية، وأبرز تلك الأخطاء أن مكاتبات الإتحاد السوداني ومخاطباته لا تخرج من مصدر واحد وتوقيع محدد، وبإمكانك الحصول على عشرة نسخ لمكاتبات من نفس الإتحاد ولكن من مصادر متعددة، تارة من السكرتير مجدي شمس الدين، ومرة أخرى من أبوجبل وهو المخول بهذه الإجراءات عن الأمين العام، ومرة أخرى تجدها مكتوبة من شخص آخر وممهورة بتوقيع بدون أن تسبقه حرف العين، والمشكلة هنا هي كيف يدار إتحاد كرة القدم ومن المسؤول من صياغة الخطابات واالمخاطبة الجهات الخارجية أو الداخلية بصفة رسمية..؟
المسؤولون بالإتحادات المحلية الكبرى يشكون من تلاشي حلقات التواصل بينهم وقيادتهم، وجميعهم يؤكد أن الضباط الأربعة لا يردون على محادثاتهم ومهاتفاتهم وذلك وضع شاذ بعد أن كان البروفيسور كمال شداد متاحاً لهم يفتيهم في كل شيء وفي أي وقت يطلبونه فيه، ويساعدهم على تحاشي الأخطاء الإدارية والمخالفات، مع أنه كان من حيث المسؤوليات أعلى أهمية من التشكيلة الحالية، وأكثر تواضعاً ووضوحاً في مؤسسة تحتاج للشفافية والوضوح أكثر من حاجتها إلى المال.. لذلك نشعر بأننا نطالب بالصعب، والإتحاد السوداني بوضعه الراهن لا يستطيع تقديم الدعم اللوجستي لأنديته وهي مجابهة بأكبر تغيير يمر عليها في تأريخها، وفي وقت هي في أمس الحاجة إلى تأطير فكرة الإحتراف هذه من أجل التبسيط وسهولة التطبيق، نجد أن الإتحاد منهمك في الإعداد لسباق حمير ساخن جداً في أروقته، فقد ضمت الكشوفات المبدئية لرحلة المريخ الملغية إلى المملكة العربية السعودية عدداً من قادة الإتحاد تهافتوا بشكل مخجل ومخز نحو هذا المكسب، وقبلها كان الإتحاد نفسه قد بعث رئيسين لبعثة منتخب الناشئين الوطني إلى المملكة العربية السعودية في تفاصيل كانت عبارة عن قنبلة موقوتة في وقتها لم نسع لتفجيرها حتى لا نفسد على الناس فرحتهم بالصغار وهم يتألقون بجده.. فتخيلوا معي أن بعثة رسمية خرجت من السودان بغرض التمثيل في محفل رسمي بدون تحديد من هو الرئيس الفعلي لها.. فدارت المعركة هناك بين الرئيسين فكان البقاء فيها للأقوى بطبيعة الحال.. وذلك هو المنطق الذي سيسود في الفترة القادمة داخل إتحاد كرة القدم.. البقاء فقط للأقوى، وبعضهم سيسلم باللافتات التي علقت على ظهورهم وكتب عليها (خلق ليُفتَرس) أو (خلق ليُؤكل)، و بعد أن نجح أولئك في إبعاد حسن أبوجبل من منصبه أو على الأقل التشويش عليه ومحاولة تغيير اللحن الأساسي للقرار، أطلقت رصاصة قاتلة للمنهجية في هذه المؤسسة، فأصبح كل من فيها غير مؤهل لمنح الأندية خارطة طريق تقودها إلى العبور من هذه الحقبة إلى دوري المحترفين بسلام.. إنما هم (عبد المعين) الذي يحتاج للإعانة.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019