بلا حدود
مليار وأربعمائة وإثنان وثمانون مليون يا والي..سمحة المقدرة!
إستفزني كما استفز غيري من أبناء وطني البسطاء والأغنياء علي حد سواء الخبر الذي نشرته الصحف الحمراء في صدر صفحاتها يوم أمس والذي أعلن خلاله رئيس نادي المريخ جمال الوالي مبلغ مليون ونصف المليون لكل لاعب عن كل مباراة أداها في الدوري الممتاز والبالغة 26 مباراة (في حال فوز الفريق ببطولة الدوري الممتاز) باعتبار أن كشف المريخ به 28 لاعبا ,بجانب 5 لاعبين للشباب و5 في كشف الناشئين إن لم تخني الذاكرة اي ان العدد الكلي 38 لاعب مضروبة في 38 مليون جنيه فإن المبلغ الكلي سيصل الي مليار وأربعمائة وإثنان وثمانون مليون.
للوهلة الأولي لم أتبين الرقم جيدا إلا أن خاطرة سريعة حثتني أن أفرك عينيَ وأعِد البصر كرتين فربما رجع البصر خاسئا وهو حسير ,ولكن هُزم توقعي وانتصرت حاستي لأجد أن السيد رئيس نادي المريخ قد دخل في المحظور في الفقه الإسلامي ,والمحظور هنا ليس الميسر أو الخمر أو ما شابه بل(التبذير)وجميعا يحفظ الآية الكريمة(إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)والعياذ بالله, ولسنا هنا في صفة الواعظ أو الداعية ولكنا نتحدث عن واقع وطن منكوب يقبع في زيلية الدول الأكثر فقرا وفي نفس الوقت(ثالث أكثر الدول فسادا)حسب تصنيفات المنظمات والمراكز الدولية,وإذا ما عدنا للخاطرة التي ألَحت عليَ في إعادة قراءة الرقم مرة أخري فبالتأكيد شواهد كثيرة أثبتت أن الندية بين قمة الكرة السودانية وصلت حد الفجور والسفور,وصعود الهلال لمجموعات أبطال أفريقيا والزخم الإعلامي القوي الذي يعيشه هذه الايام والذي غطي علي جميع أحداث الساحة الرياضية زرقاء وحمراء وتركوازية مؤكد أنه اشعل (الغيرة والروح الشريرة)في دواخل الند التقليدي والذي لا يقبل أن يكون في الظل أبداً فلا بد من (فرقعة إعلامية قوية) تسحب البساط الإعلامي المكثف والمركَز بقوة ناحية الأزرق وتسلطه ناحية القلعة الحمراء فكان الرد القوي والحاسم من رئيس الأحمر برصد هذا المبلغ الخرافي للاعبين والذي بالتأكيد هو (مبلغ يسيل له لعاب صفحات الصحف)ومؤكد أن السبب ايضا يعود لصرف النظر عن ملابسات رفض تنظيم سيكافا من قبل السلطة الرياضية علي ما يبدو,المهم في الأمر وبشئ من المنطق يمكن أن نقول أن رئيس نادي المريخ يكرس لسلوكيات سيئة للغاية عرفها الوسط الرياضي في عهده وعهد رصيفه السابق بالهلال صلاح إدريس رغم أن الأخير كان معتدلا في كثير من الأحيان, وهو ما أقعد بفريق المريخ تحديدا عن تحقيق أي نتائج إيجابية في جميع المشاركات الخارجية وفي نفس الوقت شهد تأرجحا كبير في نتائجه الداخلية,لأن التدليل معروف أنه مفسده وما زاد عن حده انقلب إلي ضده وهو ما حدث بالفعل,فرئيس المريخ له الف حق في التصرف في أمواله كيفما شاء في الأمور الشخصية ولكن عندما يتعلق الأمر بالشأن العام فلابد من وقفة قوية وحاسمة تعيد الأمور الي نصابها وهو الأمر الذي أكده الوزير سوار برفضه لنادي المريخ تنظيم بطولة سيكافا باعتبارها بطولة(ضعيفة فنيا)ومكلفة ماديا,وهو ما يقودنا بالسؤال المباشر عن الأرضية التي إستند عليها رئيس المريخ في رصده لهذا المبلغ المخيف للاعبين سيحققون بطولة محلية عادية سبق وأن فازوا بها أكثر من مرة,وربما كنا سنجد له ألف عذر إن كان هذا التصريح متزامنا مع منافسة المريخ علي نهائي أبطال أفريقيا أو وصول منتخبنا الوطني لنهائي كأس العالم بجانب إسبانيا أو ألمانيا,ولكن أن يكون الأمر في بطولة الدوري المحلي فتلك بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار,وعلي المسئولين إيقاف هذا العبث فالبلد تحتاج لكل مليم والمستشفيات تستجدي الشاش والقطن والأدوية ,والمدارس تحتاج للكتب وفصول الدراسة والمعلمين وقبلها مجانية التعليم,وهناك مئات الآلاف من المواطنين لا زالوا يبحثون عن قطرات المياه التي تبلل جوفهم وتغسل أبدانهم,وهناك الآلاف من المرضي يتكدسون داخل وخارج مستشفي الذرة باحثين عن جرعة(كيميائي )تبعد عنهم شبح الموت الذي ظل ملازما لهم منذ تعطل الجهاز الوحيد بالسودان لعدة اشهر,فيا عزيزنا الوالي عرفناك رجلا شهما وكريما وحكيما ولكن أن يصل بك الأمر حد الإسراف والتبزير فاسمح لي بقول (راجع حساباتك ياوالي فليس بالمال وحده تأتي البطولات).
لهفي علي وطني إن فاز المريخ بالدوري.
مليار وأربعمائة وإثنان وثمانون مليون يا والي..سمحة المقدرة!
إستفزني كما استفز غيري من أبناء وطني البسطاء والأغنياء علي حد سواء الخبر الذي نشرته الصحف الحمراء في صدر صفحاتها يوم أمس والذي أعلن خلاله رئيس نادي المريخ جمال الوالي مبلغ مليون ونصف المليون لكل لاعب عن كل مباراة أداها في الدوري الممتاز والبالغة 26 مباراة (في حال فوز الفريق ببطولة الدوري الممتاز) باعتبار أن كشف المريخ به 28 لاعبا ,بجانب 5 لاعبين للشباب و5 في كشف الناشئين إن لم تخني الذاكرة اي ان العدد الكلي 38 لاعب مضروبة في 38 مليون جنيه فإن المبلغ الكلي سيصل الي مليار وأربعمائة وإثنان وثمانون مليون.
للوهلة الأولي لم أتبين الرقم جيدا إلا أن خاطرة سريعة حثتني أن أفرك عينيَ وأعِد البصر كرتين فربما رجع البصر خاسئا وهو حسير ,ولكن هُزم توقعي وانتصرت حاستي لأجد أن السيد رئيس نادي المريخ قد دخل في المحظور في الفقه الإسلامي ,والمحظور هنا ليس الميسر أو الخمر أو ما شابه بل(التبذير)وجميعا يحفظ الآية الكريمة(إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)والعياذ بالله, ولسنا هنا في صفة الواعظ أو الداعية ولكنا نتحدث عن واقع وطن منكوب يقبع في زيلية الدول الأكثر فقرا وفي نفس الوقت(ثالث أكثر الدول فسادا)حسب تصنيفات المنظمات والمراكز الدولية,وإذا ما عدنا للخاطرة التي ألَحت عليَ في إعادة قراءة الرقم مرة أخري فبالتأكيد شواهد كثيرة أثبتت أن الندية بين قمة الكرة السودانية وصلت حد الفجور والسفور,وصعود الهلال لمجموعات أبطال أفريقيا والزخم الإعلامي القوي الذي يعيشه هذه الايام والذي غطي علي جميع أحداث الساحة الرياضية زرقاء وحمراء وتركوازية مؤكد أنه اشعل (الغيرة والروح الشريرة)في دواخل الند التقليدي والذي لا يقبل أن يكون في الظل أبداً فلا بد من (فرقعة إعلامية قوية) تسحب البساط الإعلامي المكثف والمركَز بقوة ناحية الأزرق وتسلطه ناحية القلعة الحمراء فكان الرد القوي والحاسم من رئيس الأحمر برصد هذا المبلغ الخرافي للاعبين والذي بالتأكيد هو (مبلغ يسيل له لعاب صفحات الصحف)ومؤكد أن السبب ايضا يعود لصرف النظر عن ملابسات رفض تنظيم سيكافا من قبل السلطة الرياضية علي ما يبدو,المهم في الأمر وبشئ من المنطق يمكن أن نقول أن رئيس نادي المريخ يكرس لسلوكيات سيئة للغاية عرفها الوسط الرياضي في عهده وعهد رصيفه السابق بالهلال صلاح إدريس رغم أن الأخير كان معتدلا في كثير من الأحيان, وهو ما أقعد بفريق المريخ تحديدا عن تحقيق أي نتائج إيجابية في جميع المشاركات الخارجية وفي نفس الوقت شهد تأرجحا كبير في نتائجه الداخلية,لأن التدليل معروف أنه مفسده وما زاد عن حده انقلب إلي ضده وهو ما حدث بالفعل,فرئيس المريخ له الف حق في التصرف في أمواله كيفما شاء في الأمور الشخصية ولكن عندما يتعلق الأمر بالشأن العام فلابد من وقفة قوية وحاسمة تعيد الأمور الي نصابها وهو الأمر الذي أكده الوزير سوار برفضه لنادي المريخ تنظيم بطولة سيكافا باعتبارها بطولة(ضعيفة فنيا)ومكلفة ماديا,وهو ما يقودنا بالسؤال المباشر عن الأرضية التي إستند عليها رئيس المريخ في رصده لهذا المبلغ المخيف للاعبين سيحققون بطولة محلية عادية سبق وأن فازوا بها أكثر من مرة,وربما كنا سنجد له ألف عذر إن كان هذا التصريح متزامنا مع منافسة المريخ علي نهائي أبطال أفريقيا أو وصول منتخبنا الوطني لنهائي كأس العالم بجانب إسبانيا أو ألمانيا,ولكن أن يكون الأمر في بطولة الدوري المحلي فتلك بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار,وعلي المسئولين إيقاف هذا العبث فالبلد تحتاج لكل مليم والمستشفيات تستجدي الشاش والقطن والأدوية ,والمدارس تحتاج للكتب وفصول الدراسة والمعلمين وقبلها مجانية التعليم,وهناك مئات الآلاف من المواطنين لا زالوا يبحثون عن قطرات المياه التي تبلل جوفهم وتغسل أبدانهم,وهناك الآلاف من المرضي يتكدسون داخل وخارج مستشفي الذرة باحثين عن جرعة(كيميائي )تبعد عنهم شبح الموت الذي ظل ملازما لهم منذ تعطل الجهاز الوحيد بالسودان لعدة اشهر,فيا عزيزنا الوالي عرفناك رجلا شهما وكريما وحكيما ولكن أن يصل بك الأمر حد الإسراف والتبزير فاسمح لي بقول (راجع حساباتك ياوالي فليس بالمال وحده تأتي البطولات).
لهفي علي وطني إن فاز المريخ بالدوري.