صقور الجديان- فرح السودان
في لحظات الفرح والانتصار يصعب التأنق في الجمل والعبارات، ويصعب الوصف لمجريات ذلك الفرح الذي زرعه صقور الجديان في أرض غانا بالتعادل الذي أحرزوه في ملحمة كروية أثبتت أن أبطال السودان قادرون على الوقوف أمام احترافية نجوم غانا، ومن خلفهم خمسة وستون ألف مشجع ( من دون أن نحصي من دخلوا خلسة إلى الاستاد وذاقوا طعم الملح ) جاءوا جميعاً وفي مخيلتهم أن صقور الجديان ستكون صيداً سهلاً وسيستمتعون بمشاهدة الأهداف التي سيحرزها محترفوهم في شباك المعز محجوب.. فخاب أملهم وذهبت أحلامهم أدراج الرياح.
طاقم تدريب وطني ( كامل الدسم ) كان خلف هذا الإنجاز الكبير الذي تحقق بأرض غانا بقيادة المدرب الوطني محمد عبد الله مازدا، ذلك الرجل الذي قد يستكثر الفرح على نفسه فيغيبه ليس خوفاً من الحسد ولكنه اعتاد ذلك... ولا نغفل دور أي فرد في البعثة سواء كان إدارياً أو فنياً أو طبياً فكلهم كانوا على قلب رجل واحد من أجل تحقيق نتيجة تفرح كل سوداني وسودانية في أرض المليون ميل .. ولأن فشل الفرق وانتصاراتها دائماً ما يربط بالمدرب والطاقم الفني وجب علينا أن نشيد بهم وبما بذلوه من جهد للخروج من هذه المباراة بتعادل يمثل لنا طعم الانتصار لأن الفريق الغاني لا يستهان به خارجياً فما بالنا ونحن نقارعه في دياره، فهو انتصار للمدرب الوطني قبل كل شيء.
بعض المتشائمين من كتابنا قالوا أننا يجب أن نظهر بصورة مشرفة أمام غانا لأنها ستلحق بنا الهزيمة لا محالة ولا مجال للحظ أو التوفيق حسب فهمهم، وقد صدقوا في ذلك لأننا لعبنا نداً لند ولم نعتمد على الحظ، بل اعتمدنا على الله وعلى إرادة لاعبينا فكانت السيطرة والتسيد لنا طوال شوطي المباراة.
حق لنا اليوم أن نفرح وأن ننتشي حد الثمالة لأن كل من شاهد المباراة وتابعها لحظة بلحظة رأى الفارق الكبير في المستوى لجميع اللاعبين بما كانوا عليه سابقاً وما أضحوا عليه الآن ولم يتأتى ذلك إلا بالخبرة والاحتكاك في البطولات الدولية التي أكسبتهم مزيداً من المهارة والتجانس في اللعب.
الأخطاء في هذه المباراة كانت قليلة وغطى عليها المستوى الجيد الذي قدمه صقور الجديان وحتى من أخطأ لا يمكن أن يناله القدح البذيء لأنه لم يخطي متعمداً
التحية لهؤلاء الفتية وطاقمهم الفني، والأمنيات بمواصلة الأفراح في أرض السودان وتحقيق الانتصارات التي تبهج كل سوداني يعشق كرة القدم.
قال صديقي ( أكثر الناس عرضة للاصابة بالضغط وأمراض القلب هم من يطلب منهم أن يكونوا بوجهين كجزء من عملهم... وكذا الحال لكل مشجع لعبة)
Ibr.mahi@gmail.com
