• ×
الإثنين 29 أبريل 2024 | 04-28-2024
ابراهيم احمد الطيب

شواهد

ابراهيم احمد الطيب

 0  0  1167
ابراهيم احمد الطيب
باسم المداعبة أقدم ليك إساءاتي

وسائل الاتصال تنقسم إلى ثلاثة أقسام (مرئي - مسموع- مقروء ) ولكل وسيلة خصائص تمكنها من إيصال الرسالة بالصورة المطلوبة للمتلقي, فالمرئي منها لا يحتاج إلى كثير عنا لإيصال الرسالة لمتلقيها لأنها تخاطب الأذن والعين والعقل, أما المسموع يأتي في الدرجة الثانية من ناحية الصعوبة لأنه يخاطب الأذن ويترك للعقل حرية التخيل, أما المقروء فهو الأكثر صعوبة لأنه يخاطب العين ويترك لعقل المتلقي حرية التفسير والتأويل لما يقرأه, وهذا الأخير هو محور حديثي هنا لما له من أهمية في اعتقادي الشخصي يمكن أن تؤثر في كتاباتنا الصُحفية للقراء وعلى الرغم من أن الموضوع يمكن تعميمه على كافات أنواع الكتابات الصحفية إلا أن المقصود هنا هي حال كتاباتنا الصحفية في المجال الرياضي.

هل نحن نقدم للجمهور ما يطلب؟ أم نعلم الجمهور أن يطلب ما لدينا؟ فالحقيقة نقولها وندعها تبحث عن من تجرحه, أن البعض منا يعلم جمهور القراء أن يطلب ما لديه لا ما يطلبه هو من معرفة صادقة بالأخبار والحقائق عن الأحداث التي تدور حول مجتمعنا الرياضي, الذي تفشت فيه الظواهر النشاز, ومع الأسف من كتاب كنا نظنهم كباراً في الطرح والتزام المهنية في التناول للمواضيع, وهؤلاء يكتبون ما هو فاسد ومن ثم يفسدون به عقول القراء, وهذا الفساد يتمثل في الكتابات دون المستوى والركاكة والسوقية في اختيار الكلمات والجمل, ناهيك عن عدم الالتزام بالمنهجية العلمية في الكتابة الصحفية.

ليس كل من سلك طريق الكتابة الصحفية قادر على امتهان العمل الصحفي, وليس كل من امتهن العمل الصحفي قادر على الكتابة الصحفية, ولكننا الآن نشهد ظاهرة أقل ما يمكن أن توصف به أنها ظاهرة الانحطاط في الكتابة الصحفية الرياضية التي فقدت بريقها ورونقها بما يكتب من أعمدة ومقالات لا ترتقي إلى الذوق والفهم للمتلقي وإن قل مستوى تعليمه, وذلك بما تتناوله من تعريض بالآخرين, وفي أحيان كثيرة سب وشتم بصورة علنية, وفي البعض تهنئة أو تعزية أو مداعبة لصديق لا يهم القارئ من قريب أو بعيد, كل ذلك يحدث في كتابة الأعمدة والمقالات الرياضية!!.

حدثني أحد الزملاء ممن سبقونا في مجال العمل الصحفي عندما لم تكن وسائل الاتصال متوفرة كما هو الحال عليه الآن, أنهم إذا اشتاقوا إلى زميل لهم في نفس المجال ورغبوا أن يقابلوه ( ويتسامروا معه ) يقومون بالكتابة عنه بما يسيء إليه, فيأتي إلى الصحيفة ساخطاً وغاضباً فيكتشف أن الأمر مجرد مداعبة!! والسؤال الذي يفرض نفسه هنا.. هل القارئ يعلم بالغيب أن ما كتب في فلان كان مجرد دعابة؟! لا أيها السادة ليس إلى هذا القدر يكون الاستخفاف بالعقول.


ومن المحزن أن نرى ما يسمى (بالمداعبات) بات مألوفاً حد الاعتياد في صحافتنا الرياضية ومع الأسف ينقلب في نهاية الأمر إلى بلاغات في أقسام الشرطة ووقوفاً أمام القضاء لأسباب لا تستحق, ولكنها الثقافة التي تعلمناها, وعلمناها غيرنا ليكون حصادها مزيداً من التدني في القول والمقال.

أشعر بألم يعتصرني وأنا أطالع كل يوم ما يكتب من بعض الزملاء وأساتذتنا الذين نعدهم قدوة لنا نستنير بخبراتهم ونتعلم منهم الأسلوب الجيد الذي يمكن أن يربطنا بالقراء ويجعلنا مقبولين في كتاباتنا كماً وكيفاً... ولكن كيف يستقيم العود إذا كان أعوجا؟

إن صحافتنا الرياضية بحاجة إلى وقفة ومراجعة دقيقة من قبل مجلس الصحافة والمطبوعات الذي لا أرى له الدور الفعال في الحد من الظواهر المذكورة آنفاً, ولا الاتحاد العام للصحفيين ولا حتى رؤساء تحرير الصحف الذين يسمحون بنشر مثل هذه الأشياء, وقبل كل هذا نحن بحاجة لنقف مع أنفسنا لنرى هل ما نكتب يفيد أم يضر؟, وهل كل معلومة نستوثق من مصدرها قبل أن ننشرها؟.

نريد لصحافتنا الرياضية أن تكون لغتها مفهومة وميسرة ولكنها عميقة وهادفة, أما من وظيفته رص الكلمات التي لا تأتي بقيمة مضافة فهو اغتيال لمسيرته الصحفية.

قال صديقي ( كثيرون هم من يكتبون, وقليلون هم من يجيدون فن الكتابة)
Ibr.mahi@gmail.com
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ابراهيم احمد الطيب
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019