ما هذا يا هلال؟
بالأمس رد لاعبو فريق الهلال التحية بأحسن منها لجماهيرهم الوفية التي حضرت منذ ساعات مبكرة لمشاهدة مباراة الفريق أمام الاتحاد الليبي, وذلك بأن عمقوا جراح التيحة بثنائية كل من سادومبا وبشة كفلت للهلال تصدر مجموعته والانتقال إلى المرحلة الأصعب والتي ينتظر أن يتخطاها الهلال كما تخطى المراحل الماضية .
أكاد أجزم أن كل من شاهد مباريات الهلال الأخيرة سواء في البطولة المحلية أو الدولية تبادر إلى ذهنه هذا السؤال: ما هذا يا هلال؟, فللحق أن ما يشهده الهلال من صحوة كروية تجعل الجميع في حيرة من أمرهم من هذا المستوى الرائع والروح القتالية التي تجبرك على الإعجاب والانحياز لهم حتى ولو لم تكن من أهل الراية الزرقاء, ولم يتأتى ذلك إلا باشباع العامل النفسي والبدني, والفني لجميع اللاعبين من حيث منح اللاعبين حقوقهم المادية, وإعدادهم بدنياً من ناحية اللياقة وتطبيق الخطط والجمل التكتيكية, وكذا توفير الثقافة الكروية من خلال المحاضرات التي يلقيها المدرب المايسترو ميشو عقب كل مران أو مباراة للتجويد أكثر ومعالجة الأخطاء في اللعب والسلوك داخل الملعب.
كما كان لمجلس الإدارة المكلف دوره البارز في هذا الاستقرار الفني والمعنوي للاعبين, من خلال توفير الأجواء التي تجعل الجميع يقدم أفضل ما لديه, ولا ننسى الدور الكبير والجهد الذي بذله الرئيس السابق للنادي الأستاذ صلاح إدريس ليجعل اسم الهلال عالياً فمن حقه علينا أن نثني عليه ونشكره وأن يكُرم من الجميع.
لعب الهلال بالأمس كرة الكبار ولقن (الاتحادين) درساً لن ينسوهما أبداً, فالاتحاد الأول هو الاتحاد الليبي الذي نال هدفين في مرماه وألجمه وأكد له أن إستاد الهلال هو مقبرة كل الفرق التي تلعب فيه ضد الهلال, وان أبطال الهلال قادرين على تحقيق النصر داخلياً وخارجياً.... أما الاتحاد الثاني فهو اتحاد كرتنا السودانية الذي واصل التخبط والسقطات والغلطات التي لا تغتفر بأن أقام مباراة فريق المريخ والاتحاد مدني في دوري الثمانية لكأس السودان قبل مباراة الهلال بسويعات وكان ذلك خصماً على الفريق القومي بان أعاد جميع لاعبي المريخ المشاركين مع المنتخب في مباراتهم أمام اريتريا قبل يوم من موعد المباراة وكان نتيجة ذلك الهزيمة للفريق القومي بنتيجة 2/1 لصالح الفريق الاريتري, وكانت السقطة الكبرى حين أقام مباراة المريخ والاتحاد في موعد تتقاطر فيه الجموع لمؤازرة فريق الهلال في بطولة الكون فدرالية ولا ندري لماذا فبدلاً من أن يكون هذا يوم اتحاد مع الهلال من جميع الألوان, كان يوم تفرقة للجماهير التي حرمت متعة المشاهدة لهذه المباراة من داخل الاستاد... فهل لنا أن نتباكى على اتحاد شداد كما يفعل البعض الآن ممن كانوا معارضين لنظامه (وهذا حالنا دوماً مع كل الأشياء).
قناة الجزيرة أو (الجزر) كان نقلها للمباراة ضعيفاً من الناحية الفنية فالكاميرا كانت لا تستطيع مجاراة اللعب السريع ولا تأتيك باللقطات كما تفعل في باقي الدوريات الأخرى ولم يكن فيها غير معلق المباراة الذي اضفى عليها الحماسة والتشويق والمعلومات الجيدة, واستخفت بنا كثيراً حين بثت المباراة دون تحليل للمباراة بين الشوطين وبعد نهايتها ولسان حالهم يقول (كفاية عليكم كده) .
المطلوب من جميع لاعبي الهلال في المرحلة المقبلة الثبات على هذا المستوى الراقي وإكمال المسيرة بنفس الروح القتالية حتى يتحقق الأمل المنشود بنيل كأس البطولة, وأن يواصل المدرب تصحيح الأخطاء عقب كل مباراة, ولا ينسى أعضاء المجلس دورهم البارز في جعل هؤلاء الأولاد مفخرة لكل سوداني بعد نيلهم للبطولات المحلية والدولية.
قال صديقي ( حينما تريد أن ترى الهلال فلا بد لك من أن ترفع رأسك إلى الأعلى فهو دائماً في القمة )
Ibr.mahi@gmail.com
