# ينظر الاتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف) اليوم في الاسترحام الذي تقدم به نادي المريخ بخصوص ايقاف لاعبيه الثلاثة امير وعلي جعفر وعلاء يوسف بعد التجاوزات التي حدثت منهم عقب نهاية لقاء الاياب في دور الترضية بالكونفدرالية امام الكوكب المراكشي بالمغرب والذي انتهى بخسارة الاحمر بهدفين نظيفين..
# وبالنظر الى الاحداث التي اعقبت اللقاء المذكور نجد ان اللاعبين الثلاثة اساءوا لاسم المريخ قبل ان يسيئوا لانفسهم وهم بالتالي - وبمعزل عن العاطفة والمجاملة - كانوا يستحقون ان يصدر مجلس المريخ المزيد من العقوبات في حقهم ولو من باب فرض هيبته وتثبيت وضعيته المتفردة ومكانته المرموقة..
# الاندية الكبيرة يا سادة تسعى لتطبيق مبادئ ثابتة وترسيخ مفاهيم معينة ومحددة عنوانها الاحترام واساسها الروح الرياضية السمحة.. وفي سبيل التقدم والرقي لا تدخر - اي الادارات - ولا تتواني او تتاحر عن حسم المتفلتين من اللاعبين مهما بلغت شهرتهم او شعبيتهم ومكانتهم..
# اما اذا عدنا الى الواقع المؤلم والمظلم والبائس الذي تعيشه انديتنا السودانية فاننا نجد ما يفيد ويكشف لنا بصورة مباشرة اسباب تراجعنا وتقهقرنا وتمسكنا بالمراكز الاخيرة في كل المسابقات الاقليمية والتي ادمنا وداعها ما بين طرفة عين وانتباهتها وبطريقة متكررة وواحدة ومملة في كل عام..
# التعصب سادتي بقوم بدور البطولة في حالة عدم الاتزان الحالية التي تمر بها انديتنا ومنتخباتنا مقارنة ببقية البلدان من حولنا.. التعصب ذلك الداء القاتل الذي تفشى بفعل الدخلاء الذين اقتحموا الاوساط الادارية والاعلامية في غفلة من الزمان وتحولوا مع مرور الايام الى سرطان والعياذ بالله ينهش في جسدنا الرياضي عموما والكروي على وجه الخصوص صباح مساء وتعطلت بسببهم وافعالهم المسيرة..
# نعم سادتي بدليل ان ما اصدره الكاف من عقوبات تجاه لاعبي المريخ وجد القبول والرضاء واقتنع به كل المريخاب بلا استثناء وتعاملوا مع الامر بطريقة عادية ونفذوه بدون اي اعتراض او احتجاج بل ولم يتقدم النادي باي استئناف في تاكيد عملي لقناعة الاعضاء بالخطأ وفداحة الجرم الذي وقع فيه المعاقبون الذين قدموا احدث لقطات القتال امام كاميرات التلفزة..
# المريخ تقدم باسترحام للاتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف) وبذلك اثبت بطريقة مباشرة تجاوز لاعبيه وقدم دليل ادانة جديد و(انبرش) للكاف (منبطحا) متوسلا ومستسغرا طالبا العفو والسماح والاكتفاء بالعقوبة التي نفذها الثلاثي.. وقال للكاف ضمنيا (سامحني يا عمدة.. تاني ما بتتكرر) عليك الله اعفيني..!!
# المؤسف ان المريخ انبرش وانبطح للكاف وخسر ما تبقى له من اسم وهيبة.. حدث ذلك في وقت صار فيه الفريق لا يحتاج لجهود المتفلتين الثلاثة.. فعلي جعفر مثلا هو ذاته الذي طالب الجميع بشطبه.. وعلاء يوسف هو نفسه الذي اصدر المجلس في حقه عقوبة الايقاف حتى نهاية عقده..
# اما امير فالجميع يشهد ويبصم بالعشرة على تواضع وتراجع مستواه خاصة بعدما جدد تعاقده ولهف المليارات وتسبب في الكثير من الهزائم والنتائج البائسة خاصة امام مازيمبي في اياب نصف النهائي - قبل التجديد - والتعادل امام وفاق سطيف الجزائري بام درمان في ذهاب الدور الثاني بالابطال العام الماضي..
# نعود سادتي ونتخيل ونتصور ونرتب لنتخيل سيناريو اخر ونسرح بتفكيرنا الى نقطة افتراضية هي: ماذا كان سيفعل مجلس المريخ ومن يتحكمون في ادراته بالريموت كنترول اذا ما كانت العقوبات التي اقرها الكاف قد صدرت من الاتحاد السوداني لكرة القدم..؟! وهل ياترى ان ردة الفعل ستاتي هادئة وبذات النعومة الحالية..؟!
# الاجابة بالطبع لا والف لا لان السادة المنتفخون لا يعرفون غير الاستعراض المحلي وفرد العضلات الكاذبة في القصص والحكاوي المحلية في اشارة تؤكد استغلالهم لطيبة شعبنا السوداني وانطباعيته وتعامله الدائم بالعاطفة ولا شئ سواها.. وهنا وللاسف تكمن ماساتنا وتتجلى اسباب معاناتنا وتتضاعف اوجاعنا ونظل على الدوام متمسكون بمؤخرة الترتيب..
# تخريمة اولى: ان غياب مفاهيم احترام المؤسسات والمؤسسية في مجال الرياضة السودانية عموما وكرة القدم على وجه الخصوص هو الذي يفتح باب التاويل والتشريع واسعا امام الدخلاء المنتفعين الذين لا تتخطى نظرتهم للرياضة دائرة انها المكان المناسب لبث سمومهم وتفريغ عقدهم والمساهمة في المزيد من الفرقة والشتات..
# تخريمة ثانية: انتا بالجد صرنا في حاجة ضرورية وملحة للرجوع الى الجمل والعبارات المكتوبة على لافتات مداخل دور انديتنا الرياضية والترويسات الموجودة في دفاتر المكاتبات وذلك للتاكد من حقيقة وجود كلمة (للتربية) في وسط عبارة نادي المريخ او الهلال او الاهلي شندي وغيرهم.. ومن بعد علينا النظر ومقارنة ما يتعامل به البعض من همجية وعشوائية..
# تخريمة ثالثة: اسباب عديدة حرمتنا التعليق على مباراة صقور الجديان امام الجابون.. والظن ان الطريقة العشوائية التي تم بها اعداد الفريق لن تشجع احد على انتظار نتيجة ايجابية.. والمؤسف ان قادة المنتخب لا يزالوا يصرون على اتباع ذات السياسة التي عصفت بنا في تصنيف الفيفا..!!