صديقي العزيز الريح عمر الريح صاحب أشهر صالون حلاقة في أم درمان الثورة قال لي بصوت واثق.. المريخ سيفوز على مازيمبي في ام درمان بهدفين نظيفين.. شخصياً شعرتُ بالخطورة على المريخ لأن الريح هذا نفسه كان قد كتب قبل عشرين عاماً على حائط الشارع قبل مباراة المريخ والأهلي القاهري العبارة التالية (المريخ يهزم الأهلي القاهري 2 صفر).. وأذكر أن تلك المباراة إنتهت بخسارة المريخ في عقر داره بهدفين لهدف وقد سجل إبراهومة هدف المريخ الوحيد من ركلة جزاء.. أما نتيجة مباراة القاهرة فقد كانت عبارة عن ساندوتش جامبو.. خمسة أهداف للأهلي القاهري مقابل هدف للمريخ.. والهدف سجله زيكو الذي أشعل المصريين بمبادرته بالتسجيل.. وفي تلك المباراة تلاعب ياسر ريان بمدافع المريخ حبني كما يتلاعب الدولار بالإقتصاد.
وبالإضافة إلى حديثه عن فوز مؤكد بهدفين نظيفين على مازيمبي قال صديقي أبو الريح أن تعادُل الهلال مع سموحة تم بإتفاق بين الناديين.. وهو الكلام الذي يردده كثير من المريخاب في مواقع التواصل الإجتماعي والأماكن العامة.. هذا بالإضافة إلى الكلام الواضح والصريح للكثير من كُتاب المريخ الذين يتحدثون بنفس المنطق وهو أن الهلال إشترى مباراة سموحة.
أولاً لا بد أن نتفق على أننا لا نعيش في مدينة فاضلة.. فالمدينة الفاضلة موجودة فقط في العالم الخيالي.. بالتالي فإن الحديث عن شراء أو بيع الذمم في أفريقيا أو الإتفاق على نتيجة مباراة معينة أمر وارد.. ولكن وجود مثل هذه الممارسات في أفريقيا لا تعني بالضرورة أن الهلال قد قام بشراء (نقطة) التعادل من سموحة.. علماً بأن الهلال نجح في الخروج بنقطة التعادل خارج الأرض في مباريات أصعب وأمام منافسين أقوى.. مثل مازيمبي والمغرب التطواني.
المريخاب يقولون أن سيناريو المباراة يشير إلى إتفاق الفريقين.. فتسجيل سموحة لهدف.. ثم تراجعه في الشوط الثاني أمر (حسب خيال المريخاب) متفق عليه أو مُدبر.. وهدف التعادل للهلال جزء من الخطة.. وأعتقد أن تفكير المريخاب بهذه الطريقة يعود إلى سيطرة نظرية المؤامرة على تفكيرهم.
سيناريو المباراة في رأيي ينصف نادي الهلال وليس العكس.. فسموحة بعد أن سجل الهدف الأول شن هجوماً عنيفاً وكاد أن يسجل الهدف الثاني.. لدرجة أن هناك تسديدة لأحد لاعبي الفريق إرتطمت بالعارضة بعد أن لمس ماكسيم الكرة بصعوبة.. بمعنى أن الفريق المصري كاد أن يسجل الهدف الثاني.. وهذا الأمر دليل واضح على أن فريق سموحة لعب بنفس الطريقة التي لعب بها فريق إتحاد الجزائر عندما واجه وفاق سطيف.. فالمريخاب كانوا يتخوفون من إتفاق بين وفاق سطيف وإتحاد الجزائر يجعل فريق وفاق سطيف يخرج بنقاط المباراة الثلاث.. ولكن إتحاد الجزائر وعلى عكس الكثير من التوقعات حقق الفوز على وفاق سطيف ليتأهل المريخ إلى الدور نصف النهائي وقبل حتى أن يلعب مباراته في الجولة الخامسة أمام مولودية العلمة.. وما فعله إتحاد الجزائر حاول أن يفعله سموحة.
لا أعتقد أن هناك إعلامي هلالي كتب (مثل أبو شيبة) مطالباً بالإتفاق بين الهلال وسموحة.. ولا أظن أن مجلس إدارة نادي الهلال بالسذاجة التي تجعله يرهن تأهل فريقه على إتفاق مع فريق مصري قد يغدر به داخل الملعب لأنه سيكون قد وضع رقبته تحت رحمة سموحة.. أقول هذا الكلام بإعتبار أن الإتفاق خارج الملعب لا يعني بالضرورة الوصول إلى النتيجة المرجوة داخل الملعب.. فكلام الليل في كثير من الأحيان يمحوه النهار.. خصوصاً وأن هناك طرف ثالث في الموضوع وهو المغرب التطواني والذي تهمه النتيجة ايضاً.. ووسائل التواصل بين الأندية لا تعتمد على التواجد في البلد المعني فقط.

صباح الخير بالليل
الآن يجب أن يكون تفكير الجهاز الفني بقيادة الكوكي وخالد بخيت على معالجة السلبيات وما أكثرها من أجل الدخول لمباراتي الدور نصف النهائي بصورة أفضل وحظوظ أكبر.
الهلال وصل إلى الدور نصف النهائي ثلاث مرات في آخر ثماني سنوات.. مرة في عام 2007 وخسر من النجم الساحلي.. ومرة ثانية عام 2009 وخسر من مازيمبي.. ومرة ثالثة عام 2011 وقد خسر من الترجي.. والآن هذه هي المرة الرابعة.. ونتمنى أن تكون الرابعة إيجابية.
مشكلة الهلال في رأيي لا تنحصر في عدم فوزه بلقب قاري فقط.. بل في عدم تأهله إلى المباراة النهائية منذ زمن طويل.. فالجيل الحالي من المشجعين لم يشاهد الهلال يلعب مباراة نهائية على المستوى القاري.. فآخر مباراة نهائية للهلال كانت قبل 23 عاماً.. تحديداً عام 92.. وهو العام الذي خسر فيه الهلال أمام الوداد المغربي.
بالتالي يجب أن يعمل الهلال مبدئياً على فك شيفرة الدور نصف النهائي من خلال الإطاحة بإتحاد الجزائر والوصول إلى المباراة النهائية.. وهو أمر يحتاج إلى أجواء مناسبة.. والأجواء المناسبة لا تعني الإفراط في الشحن.. فاللاعب السوداني لا يقدم شيء مفيد مع الشحن الزائد.
ما حققه الهلال حتى الآن يُعتبر إستثنائياً للحد البعيد.. فالفريق وكما قلنا كثيراً مليء بالمشاكل.. والمشاكل نفسها مترامية الأطراف.. ولكن رغم ذلك ها هو الفريق يتصدر الدوري الممتاز عن جدارة.. وإقترب بشكل كبير من الفوز باللقب.. وعلى الصعيد القاري وصل لمرحلة مربع الكبار في إنجاز حقيقي.. أقول إنجاز حقيقي رغم إيماني التام بأن الإنجاز لا يرتبط إلا بالألقاب.. إلا أننا عندما نلقي نظرة شاملة إلى ظروف الهلال هذا الموسم بل ظروفه في آخر عامين فإننا سنصل إلى قناعة مفادها أن ما حققه الفريق الأزرق هذا الموسم يُعتبر إعجازاً كروياً.. وسبق أن قلت.. إذا كان أدهم صبري هو رجل المستحيل.. فإن الهلال بالأشياء التي يحققها هذا الموسم ورغم ظروفه ورغم مستوياته يمكن أن نطلق عليه لقب (فريق المستحيل).... بكرة أحلى.