الهلال فرض اسلوبه وتكتيكه بالاعتماد على الهجوم الضاغط والمحافظة على تقدمه بالدفاع الصلب
مازيمبي ينجو من هزيمة تاريخية.. والأقلام الزرقاء مطالبة بتغيير خطابها الاعلامي
× في اكبر تظاهرة في تاريخ الرياضة السودانية خرجت جماهير الهلال في الخرطوم وكل مدن السودان في مسيرات صاخبة ابتهاجاً بفوز الأزرق الأنيق على مازيمبي بهدف النجم الشاب أطهر الطاهر الذي وضع به أقدام فريقه على أعتاب التأهل برصيد ثماني نقاط والتي سيرتفع بها الى احدى عشر نقطة بفوزه على سموحة في مباراته الأخيرة بالاسكندرية لينافس بقوة على احتلال صدارة المجموعة ليلتقى بثاني المجموعة الأخرى في ربع النهائي, كما احتلت جماهير الهلال بالعاصمة المثلثة كل الشوارع الرئيسية وهي تحمل الاعلام وتقرع الطبول وتردد الاهازيج تعبيراً عن سعادتها بانتصار الهلال الذي نثر شلالات الفرح في قلوب جماهيره وغسل نفوسها من كل مشاكل الحياة وظروفها الصعبة وجعلها تنام مرتاحة ومجبورة الخاطر وتذهب صباح اليوم التالي لاماكن عملها وهي منشرحة النفس بهذا الانتصار الذي رد الاعتبار وأشعل النار في دواخل الشامتين والغاضبين الذين كانوا يتمنون هزيمة الهلال للتنفيس عن أحقادهم الدفينة فماتوا بغيظهم لان الحاقد كالدخان وان علا الى علالي السماء فللارض راجع..
× لعب الهلال مباراة كبيرة وفرض اسلوبه وتكتيكه الذي يعتمد على الهجوم الضاغط في الربع ساعة الأولى من المباراة لاحراز هدف يربك حسابات مازيمبي ويمكنه من المحافظة على تقدمه بالضغط والمطاردة للكنغوليين في كل انحاء الملعب وبالدفاع الصلب والقوي في المناطق الخلفية والذي تألق فيه بشكل لافت مساوي ومالك وبويا الذين دافعوا ببسالة واستماتة ونجحوا في اغلاق كل المنافذ نحو مرمى الهلال الذي ذاد عنه الحارس العظيم مكسيم بيقظته وتوقيته السليم الذي مكنه من انقاذ مرماه من عدة اهداف مؤكدة ليستحق نجومية المباراة التي كان بطلها وفارسها بجانب مساوي وكاريكا واطهر وبويا..
× استطاع الهلال بهجومه المتواصل على الجبهة الكنغولية ان يخلق اكثر من ستة فرص ذهبية لو تم استثمارها لمنى مازيمبي بهزيمة ساحقة تؤكد ان الأزرق هو الأقوى والأعظم والأحق بالتأهل عن جدارة واستحقاق بعزيمة الرجال وعطاء الأبطال ومسؤولية النجوم الذين بذلوا الجهد وسكبوا العرق من اجل انتصار جاء خدمة يمين وعرق جبين لا فيهو شق ولا فيهو طق واعتقد ان الارتباك والاضطراب الذي أدى لضياع الفرص السهلة سببه الضغط الاعلامي والجماهيري الذي أصاب اللاعبين بالقلق والتوتر والخوف من خسارة النتيجة بعد هزيمة التطواني وضياع فرصة التأهل بعد ان توفرت لهم كل مقومات المنافسة على البطولة ولذلك لابد من تغيير الخطاب الاعلامي لكتاب الهلال بعدم اعتبار اي مباراة مهمة مباراة نكون أو لا نكون أو مباراة حياة أو موت أو مباراة مصيرية لأن مصير الهلال العظيم الذي لم تتوقف مسيرته عبر اكثر من 80 عاماً لا يمكن ان يرتبط بمباراة مهما كانت أهميتها لان الانتماء للهلال وحبه وعشقه لا يرتبط بانتصار او هزيمة خاصة وانه قد أسعد جماهيره بمئات الانتصارات الداخلية والخارجية واكثر من مائة بطولة وانطلاقاً من هذا الفهم لابد ان يبتعد الاعلام الهاللي عن الشحن الزائد والذي يجعل اللاعبين يعيشون في حالة خوف ورعب من تداعيات وردود أفعال الهزيمة والتي تؤثر بشكل مباشر على اداءهم ومستوياتهم..
× رغم الجهد الكبير الذي بذله وسط الهلال الا انه لم يكن في مستوى الدفاع والهجوم الذي استعاد فيه كاريكا مستواه وخطورته بانطلاقاته وتحركاته وقذائفه التي احرز اطهر الطاهر هدف الهلال من احداها, والمؤكد انه لو ارتفع خط الوسط للمستوى المطلوب في الربط بين الدفاع والهجوم وخلق الفرص في عمق الدفاع بالتمريرات البينية التي تتيح للمهاجمين فرص احراز الاهداف بسهولة بدلاً من الاعتماد على الكرات الطويلة التي لا يستطيع اللاعبين استثمارها لنجاح مدافعي مازيمبي الطوال القامة في ابعادها على مدار الشوطين, فمشكلة الوسط ان نزار يحتفظ بالكرة كثيراً فيفقدها ليحولها الخصم الى هجمة ضد الهلال واندرزينهو لم يستفد منه الهلال في صناعة اللعب والتهديف او المساعدة في الضغط وقطع الكرات وهو الذي كان ينبغي تغييره منذ نهاية الشوط الاول للاستفادة من طاقة وحيوية الصيني في تفعيل الوسط اما بشة فقد تحرك كثيراً في كل انحاء الملعب وتسبب الارهاق وفقدانه للياقة في ضياع عدة فرص كانت ستدخله تاريخ البطولة الافريقية من اوسع ابوابه لو حولها الى اهداف..
× عكست جماهير الهلال صورة رائعة بتشجيعها الحضاري ومؤازرتها القوية ودفعها للاعبين لبذل كل جهد ممكن لتحقيق الفوز الذي يتيح للأزرق تنظيم النهائي باستاده في حالة احتلاله لصدارة المجموعة, ورغم تشجيع الجماهير الداوي وحماسها المبالغ فيه فقد كانت في منتهى الانضباط والروح الرياضية والسلوك الحميد لتجد الاشادة من المعلقين في بي ان اسبورت ومواقع التواصل الاجتماعي وهو امر ليس بغريب على هذه الجماهير التي حصلت من الاتحاد الافريقي على لقب الجمهور المثالي فالتحية لجماهير الهلال التي اكدت انها افضل جمهور في افريقيا والوطن العربي بسلوكها الرائع ومساندتها القوية لفريقها..