عندما فاز الهلال على النسور برباعية بتشكيلة شابة تحدث الكثيرين بإعجاب وإنبهار عن أداء اللاعبين الشباب من ناحية وأشادوا بقرار المدرب التونسي من ناحية ثانية وهو قرار لا يخلو من جرأة بالطبع.. ولكنني كتبتُ كلاماً واضحاً وصريحاً قلتُ من خلاله أن منح الشباب الفرصة أمر جيد دون أدنى شك ولكن ليس بهذه الصورة!
قلتُ أن التصرف أو القرار السليم من الجهاز الفني للهلال بقيادة الكوكي هو أن يشرك لاعب أو لاعبين من اللاعبين الشباب وفي (أبعد) الأحوال ثلاثة لاعبين لأن إشراك تشكيلة مليئة بلاعبي الصف الثاني فيها مخاطرة كبيرة بحسابات النقاط من ناحية.. هذا بالإضافة إلى ضرورة تثبيت (عضم) لتشكيلة الهلال التي تحتاج إلى الإنسجام حتى يصل الفريق إلى شكل أفضل من الشكل الحالي.. وأذكرُ أنني قلتُ لأحد الإخوة الأعزاء بالحرف بعد مباراة النسور أن فوز الهلال لا يعني نجاح التجربة لأن الهلال قد يفقد النقاط بهذه الطريقة في مباراة أخرى.. وقد كان!
في مباراة هلال كادوقلي والتي كان يحتاج فيها الهلال إلى الفوز لأسباب حسابية وقبل ذلك معنوية بإعتبار نتيجة المغرب التطواني السيئة عاد الكوكي للمربع الأول من خلال الدفع بتشكيلة قوامها لاعبي الصف الثاني.. جمعة جينارو.. كوناتيه.. مالك.. محمود.. الصيني.. الثعلب.. بشة الصغير.. وليد علاء الدين.. الشعلة.. هذا بالإضافة إلى سيسي والجزولي.. ليخسر الفريق في النهاية نقطتين ثمينتين وقبل ذلك يزيد طين المعنويات المنخفضة بلة.. بإعتبار أن هذه هي المباراة الثانية على التوالي التي يتعثر فيها الهلال.
ولكنني أؤكد من جديد رغم هذه النتيجة.. لا يوجد مدرب لا يخطيء.. خصوصاً عندما يكون جديداً.. فطالما أن المدرب التونسي لم يكمل العام بعد.. فلا يمكن إختزال الإخفاقات في شخصه.. الإنتقاد يجب أن يكون من أجل المعالجة وتصحيح الأخطاء.. والكوكي في رأيي مدرب جيد.. وما يجده الآن من حرب (قذرة) من بعض المتلونين ليس بالأمر الجديد.. فهؤلاء المتلونين حاربوا الكثير من المدربين قبله.. وإنقلبوا على كثير من الإداريين دون خجل.. لهذا أتمنى أن لا يلتفت الكاردينال لكتابات هؤلاء المتلونين (بخصوص الكوكي).. والأهم من ذلك أتمنى أن يكون الكاردينال قد فهم المسألة حتى ولو بشكل متأخر.. والمسألة واضحة وضوح الشمس.. بعض المتلونين الذين حوله (وربما الذين كانوا حوله) لا يهمهم الهلال من قريب أو بعيد.. همهم مصالحهم الشخصية السُفلى.
تعلم من درس البرير يا كاردينال وإبتعد نهائياً عن هؤلاء.. فالبرير إبتعد عنهم في منتصف الطريق فإنقلبوا عليه وأساءُوا إليه.. ووقفوا بعد ذلك مع هيثم ضده.. ولكن البرير بشخصيته القوية لم يتأثر بكتاباتهم وإتخذ القرار الأصعب والأقوى في تاريخ الهلال بالإستغناء عن هيثم.
الكوكي يجب أن يبقى مهما كانت الظروف.. ومهما كانت النتائج.. فالهلال أصيب بسكتة دماغية بسبب ظاهرة إستبدال المدربين.. والمستويات المتذبذبة للهلال في هذا الموسم تعود لأسباب عديدة من بينها تغيير المدربين.. فالهلال يحتاج إلى مدرب يبقى ثلاث أو أربع سنوات على الأقل.. الكوكي يجب أن يبقى.. والكاردينال يجب أن يدعم الكوكي معنوياً إذا كان من خلال اللقاءات المباشرة وإذا كان من ناحية التصريحات.
وما يتعرض له الكوكي هذه الأيام من بعض المتلونين يتعرض له المدرب الحترم خالد بخيت ايضاً.. خالد الذي خدم الهلال كلاعب وخدمه ويخدمه كمدرب.. والمؤكد أن خالد بخيت يعلم تماماً أن إغتيال الشخصيات هو مهنة هؤلاء.. ويعلم ايضاً أنهم يحاولون دائماً إحتواء الأشخاص ولكنهم يفشلون تماماً عندما يتعلق الأمر بأصحاب الشخصيات القوية.. وخالد صاحب شخصية قوية.. علماً بأن الحرب التي يتعرض لها حالياً ليست الأولى من نوعها.. فقد تعرض لحرب أقذر واسوأ أيام هيثم مصطفى هو وزميليه حمد كمال وأبو شامة.. بمعنى أنه يمتلك المناعة اللازمة من واقع الخبرات.
والرائع بشة نفس الأمر.. فهو يتعرض لحملة إغتيال واضحة المعالم والتفاصيل منذ بداية الموسم.. وهي نفس الحملة التي تعرض لها المعلم الصغير عمر بخيت في العام الماضي وتعرض لها ايضا المعز محجوب وبدرجة أقل مهند الطاهر وتسببت في النهاية بالإستغناء عنهم.. والآن بشة هو الهدف.. والخلوق كاريكا هو الهدف الثاني.. والإنتقادات كما هو واضح ليست إنتقادات هادفة.. فالموضوع يتعلق بإغتيال شخصي يهدف إلى شطب الثنائي من الكشوفات في نهاية الموسم على طريقة الإستغناء عن عمر والمعز ومهند..!
صباح الخير بالليل
مجلس الهلال بقيادة الكاردينال الآن في تقاطُع طرق.. أو يُفترض أنه في تقاطُع طرق.. فإما أن يحمي اللاعبين والجهاز الفني من خلال الدعم من ناحية ومن خلال توجيه صوت لوم للكتابات (القذرة) من ناحية.. وإما أن يواصل الصمت فينزف الهلال أكثر بسبب الحالة المعنوية المنخفضة للاعبين والجهاز الفني.. والأهم من ذلك.. إما أن يبتعد مجلس الهلال أو فلنقل الكاردينال (على طريقة البرير) عن المرتزقة.. وإما أن يمسك العصا من المنتصف فتغرق السفينة الزرقاء في هذا الموسم وربما في الموسم القادم.. القرار قرار المجلس.. فإما الهلال.. وإما أسباب أذى الهلال!