رمضان وجنون الأسعار..!!

{ بسم الله وبإذنه تعالى نبدأ اليوم صيام شهر رمضان المعظم، الذي لا نشك في أنه سيأتي ويهل علينا وعلى كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالخير والرحمة والبركة لم لا وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن على نبينا محمد..!!

{ الشعب السوداني ـ وكعادته ـ سيصاب بـ(الخلعة) وسنكون على استعداد لمتابعة الاختناقات المرورية والأزمات المفتعلة والمشاكل والاشتباكات في الشارع العام ولأبسط وأتفه الأسباب وأغربها بين المواطنين الذين يكابدون غلاء وارتفاع الأسعار..!!

{ المواصلات العامة قدمت للجميع (بروفتها) وبطريقة عملية خلال الأيام القليلة الفائتة وكان الاختبار ـ رغم مشقته ـ لا بأس به لدرجة أننا اعتدنا الوقوف لساعات طوال انتظاراً للحافلات والبصات التي قد لا تأتي..!!

{ وحتى عندما تأتي فإن وصولها بالسلامة يعني بداية رحلة من المشاورات مع السائق ـ من جهة ـ والكمساري من جهة ثانية لإقناعهما بالسماح للمواطنين بالركوب.. والاحتمال الأكبر أن تسمع الإجابة بالرفض.. أما لماذا..؟! فالله تعالى وحده الأعلم..!!

{ أصحاب (الركشات) يتحول السواد الأعظم منهم إلى (بهوات) لا يعيرون الإشارات أي اعتبار، وحتى إذا وقفوا ووافق أحدهم على توصيلك إلى الجهة التي تريد فلابد أن تكون على استعداد لدفع قيمة المشوار مضاعفة..!!

{ طلبت من أحد أصحاب (الركشات) توصيلي قبل يومين من الشهداء إلى ود نوباوي، والمشوار لا تتعدى قيمته السبعة جنيهات لكنه طالب بـ(15) جنيهاً وعندما رفضت سألني قائلاً: (يا أستاذ إنت قايلها شغالة بالموية ولاّ شنو)..؟!!

{ السلع الغذائية خاصة الفواكه القابلة للتحول إلى مشروبات ستصبح نادرة في الأسواق، وحتى إن وجدت فإن أسعارها ستصل إلى الضعف أو الضعفين على شاكلة الليمون والبرتقال والمانجو والجوافة وقمر الدين وخلافه (منو القال قمر الدين)..؟!!

{ حبيب الشعب (الفول) سيقفز إلى خانة النجومية، وبالتالي فإن أسعاره المعتادة التي حفظناها خلال الأيام الماضية ـ الكمشة بجنيه ـ ستكون قابلة للزيادة حتى ولو كان الفول درجة ثانية أو ثالثة.. وما عليك كمواطن إلاّ أن تقبل..!!

{ تلك الحالة المخيفة والتغييرات التي ستحدث في الأسواق السودانية ـ التي لا علاقة لها باللحوم والأسماك وغيرها من السلع التي لا تعرف الطريق إلاّ لموائد الأغنياء ـ ستظل ربما في الدوامة حتى نهاية الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل..!!

{ بعدها سيتحول (دراكولات السوق) إلى البحث عن سلع أخرى تواكب المتطلبات لممارسة مص الدماء عبرها وربما يكون الدقيق والبيض والسمن والأقمشة وغيرها من السلع هي الفأس الذي سيتم استخدامه للضرب على رأس المواطن..!!

{ يحدث جنون الأسعار ولم نسمع في يوم بزيارة لوزير أو مسؤول لتفقد أحوال الأسواق والوقوف على آخر الترتيبات التي تمت قبل الدخول في مناسبة عظيمة كشهر رمضان المعظم مع أن ذلك حدث ويحدث في كل البلدان من حولنا..!!

} تخريمة أولى: ندخل الشهر الكريم بنوايا صادقة ونفوس متجددة ونسأل المولى عزّ وجلّ أن يعيننا على صيام رمضان وقيامه، وأن يتقبل منا ومن الجميع، وأن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات..!!

} تخريمة ثانية: ومن هنا ندعو الأعزاء القراء للتصافي ونسيان ما فات من خلافات ونقاشات حدثت في الشهور الماضية بسبب اختلاف الآراء الذي لا ولن يفسد للود أية قضية.. وكل عام والجميع بخير..!!

} تخريمة ثالثة: تركت مباراة المريخ والأهلي الخرطوم في منتصف الشوط الأول وكان الأحمر متقدماً بهدفين لـ"ديديه" و"بكري"، ولأسباب خاصة لم أتمكن من التعليق تفصيلياً على المباراة، مع وعد بالعودة بإذن الله..!!