• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
عبدالله مسعود

حصاد الألسن

عبدالله مسعود

 0  0  1273
عبدالله مسعود
حصاد الألسن عبدالله مسعود
كرة زمان
كنت أطالع كتيبا أهدانيه مؤلفه أخي وصديقي البروفيسور عبدالعزيز بطران (يرحمه الله) في عام 2000 إختار له كرة زمان عنوانا فإقتطفت منه ما يلي من معلومات مع تصرف من جانبي لإيضاح مكنونها ولنقف علي ما إعتري كرتنا من هزال ولكيما يدلي كل قارئ بدلوه في هذا الشأن. يقول بطران (طيب الله ثراه): كان سودان الستينات يمور بعدد وافر من اللعيبة الدوليين مما حدا بإتحاد كرة القدم في أوائل العقد أن يختار منتخبين ليمثلا السودان خارجيا: الفريق القومي (أ) والفريق القومي (ب). طار الفريق الأول (أ) ليلعب في أثيوبيا، بينما ذهب الفريق (ب) ليمثلنا قي الدورة العربية المقامة في ليبيا. في شهر يناير من عام 1969 أوفد السودان ثلاثة منتخبات دفعة واحدة وفي ذات الوقت خارج البلاد. لعب الفريق الأول (أ) والفريق الثاني (ب) والمعروف بمنتخب الشباب في دورة الصداقة في أثيوبيا بينما لعب المنتخب الثالث (ج) في تشاد. دحر الفريق الأول بقيادة جكسا وأمين زكي منتخبات كينيا وتنزانيا وأثيوبيا ليفوز بكأس الدورة. أما منتخب الشباب الذي كان يضم الدحيش وكاوندا ويوسف أبو صلعة وعبد الكافي وغيرهم فقد إحتل المرتبة الثانية بعد أن خسر المباراة النهائية أمام الدولة المضيفة أثيوبيا بهدف يتيم. أما في تشاد فقد قاد علي سعيد والفاتح النقر المنتخب (ج) ليفوز علي المنتخب التشادي في مباراتيه بإنجمينا. إحتفلت الدولة برئاسة الزعيم الأزهري بالإنتصارات التي حققها أبناؤها؛ وتقديرا لما قدموه خصصت الدولة مبلغ (20) عشرين جنيها (أي ما يعادل 2 مليون جنيه الآن) لكل لاعب في الفريق الأول ومبلغ (15) خمسة عشر جنيها (أي ما يعادل مليون ونصف الآن) لكل لاعب في المنتخبين (ب) و(ج).
كانت ثقتنا كبيرة في فرقنا؛ والحق يقال إن رايات النصر كانت ترفرف أينما حلت منتخباتنا وأنديتنا. أما الآن فحدث ولا حرج؛ كلما غادرنادي سوداني أو منتخب للعب خارج البلاد ترتفع الأكف بالدعاء تطلب الستر من عند الله تعالي أن تأتي الهزيمة المؤكدة بردا وسلاما علي الأفئدة وخفيفة علي الشباك. ومع كل هزيمة ترتفع الأصوات المنادية بالتقوقع وعدم إشتراك الفرق السودانية والمنتخبات في منافسات خارجية خوفا من الفضائح والثلاثيات المعهودة. هذا التردي المذري الذي حاق بالكرة في السودان جعلنا (ويا للسخرية) نفرح عندما تقل الهزيمة عن الثلاثيات إذ أن الهزيمة بأقل منها هي بالنصر أشبه.
إن إنعدام التمويل وإنعدام التخطيط السليم لمستقبل الكرة السودانية يزيد من التردي والإنحدارنحو درك سحيق يصعب الخروج منه. أمام كل ذلك يبدو أمامي واضحا ألا سبيل للخروج من هذا النفق إلا عن طريق الخصخصة. نعم الطريق طويل وشاق والمنحدر وعر وخطير ولكن المائة ميل تبدأ بخطوة، فهلا مشيناها خطي تقيلنا من عثرتنا!؟ آمل ذلك شريطة أن تكون الخطوة الأولي في الطريق الصحيح وإلا ضللنا وخاب مسعانا
عبدالله مسعود
الرياض-المملكة العربية السعودية
15/7/1434هـ
25/5/2013م


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله مسعود
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019