• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
عبدالله مسعود

حصاد الألسن

عبدالله مسعود

 0  0  1568
عبدالله مسعود
حصاد الألسن عبدالله مسعود
كرتنا الجميلة (5 - 5)

في كل العالم تحرص الدول علي رعاية المبدعين والعناية بهم، لا فرق إن كان الإبداع في مجال الفن أو الأدب أو الرياضة بحسبانهم ثروة قومية. هذا الإهتمام والرعاية وإحتضان ذوي المواهب وبؤر الإبداع هو الذي يحفز أولئك النفر في تجويد ما حباهم الله به من ملكات ومواهب وتطويرها بحيث تشجع النشأ وتدفع بهم في السير علي خطي المبدعين وإن تخلت عنهم الموهبة. نحن لا نولي الرياضة أيا كان نوعها إهتماما علي مستوي الدولة. فلا اللاعب المتقاعد يلقي إهتماما ولا النابغ من النشأ يلقي رعاية، فكيف لرياضتنا أن تناطح الرياضة الإقليمية أو القارية أو الدولية !!؟ إذا أردنا أن نجاري التطور المضطرد لكرة القدم في العالم فعلينا أن نبدأ من حيث بدأ الآخرون برعاية المبدعين في كرة القدم منذ بلوغهم سن التمييز إلى جانب تشجيع الرياضة في المدارس و الآخذ بيد النوابغ في جميع دور التعليم . بالإضافة إلى ذلك يتوجب على الدولة مساعدة الأندية في إنشاء مدارس سنية تعني بالأشبال و الشباب ليكونوا روافد للفرق تغنيهم عن إستقدام الأجانب و بمبالغ طائلة، أبناؤنا لها أحوج لتطوير مستوياتهم ، و ربما استطعنا تصديرهم للدول الأخرى كما تفعل الدول الإفريقية حاليا مثل الكاميرون و نيجيريا و ساحل العاج.
ثم تأتي من بعد ذلك أو تكون مرادفة لها خصخصة الأندية الرياضية والإقتداء بالخطوات التي إتخذتها المملكة العربية السعودية في هذا الصدد. لقد أوكلت المملكة إلي شركة عالمية متخصصة، عمل دراسة جدوي لتنفيذ الفكرة وما تحتاجه من آليات. لست خبيرا في الخصصة ولكن يمكن الإقتداء بالخطوات التي إتخذتها المملكة العربية السعودية في هذا الشأن وأحسب أنها ستجود علينا بما ينفعنا من معلومات لإرتياد ذلك العالم دون مقابل. فالدولة ليست بقادرة علي الصرف في الرياضة إذ تعتبره صرفا بذخيا. إن أعادت الدولة الدعم للمواد الضرورية تكون قد أجزلت العطاء. لا تتوقعوا أن تقوم الدولة بأية خطوة تتطلب الإنفاق من خزائنها علي الرياضة بشتي صنوفها. لذا فلا سبيل إلي إقالة كرة القدم من عثرتها إلا عن طريق الخصخصة.
إن النظر إلى الرياضة على أنها ترف إجتماعي و ملهاة فارغة هو الذي قذف برياضتنا إلى الحضيض و دفع بالنشأ و الشباب إلى إرتياد طرق وعرة إمتصت شبابهم و عافيتهم و تركتهم نهبا لمستعصي الأمراض ، الجسدية منها و النفسية . ليست الدولة وحدها هي مناط المسئولية و الأخذ بيد كرتنا وجميع رياضاتنا و إنتشالها من كبوتها ، فالشركات و المؤسسات و الإتحادات و الأندية تتحمل قدرا موازيا من المسئولية ولا أعفي الأفراد، الذين أنعم الله عليهم، إذ أن الرياضة هي حصن لأبنائهم من آفات العصر، وأخص بالذكر، علي سبيل المثال لا الحصر، الإخوة الكرام صلاح إدريس وجمال الوالي وطه علي البشير.
لقد قمت بطرح الفكرة بمنظور شخصي أردت منه إستفزاز الرياضيين و المسئولين و الحادبين، على مناقشة الفكرة و الإسهام بالآراء التي تعين على إقالة كرتنا من عثرتها بعد أن تعرضت بالتفصيل لعلل كرتنا السودانية في تسع حلقات نشرت في عالم النجوم أيام الموالاة (عشان خاطرعيون أخي وصديقي معتصم محمود العدو اللدود لنفسه والذي نجهزه للإستتابة من البريرية). يمثل هذا المقال جل ما جاء في الحلقة الأخيرة من تلك الحلقات التي أفكر في إعادة نشرها لتعم الفائدة ونبدئ المشوار، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة و قد خطوت تلك الخطوة و تركت لكم حرية إرتياد نفس المسار إن كنتم تحبون بالفعل إنتشال كرتنا من المستنقع الآسن الذي تقبع فيه ووضعها في مصاف الكرة العالمية، بإثراء النقاش بالأفكار والآراء، وكيفية التخطيط للهدف و من ثم العمل على تنفيذه بكل حماس و تجرد و الله ولي التوفيق .
عبد الله مسعود
الرياض المملكة العربية السعودية
28/12/2012م
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله مسعود
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019