• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-19-2024
عبدالله مسعود

حصاد الألسن

عبدالله مسعود

 1  0  1698
عبدالله مسعود
حصاد الألسن عبدالله مسعود
كرتنا الجميلة (4)

من حسن حظنا نحن مواليد الأربعينات والخمسينات أن عاصرنا جيل الفطاحلة - العباقرة - الأفذاذ، الذين عطروا أيامنا بفن رفيع وكحلوا أعيننا بكرة قدم هي بالعزف أشبه. كرة قدم بلغت حدا من الجمال يصلك بتلك الرعشة الحسية التي تقصر عنها حتي الدموع. شاهدنا الأمير والقانون والأسطي زكي وقرعم وطلب مدني وسحملي وعصمت معني وسلسيون وهدهد والقطر وسبت واستيف والسد وديم الكبير وديم الصغير وحسن عطية وسري ووزة وبشارة وبشري وماجد وإبراهيم كبير وحسن العبد وبابكر سانتو والجاك عجب والقروود وعمر عثمان وعمر التوم وختم والمحينة وأحمد جادين وعبدالرحيم الشيخ وكوارتي وأمين زكي وجادالله والدكتور كمال وكسلا والفاضل سانتو (ذلك علي سبيل المثال لا الحصر) فذلك جيل كالبصمة لن يتكرر.
كان اللاعبون والإداريون في ذلك الزمان علي خلق، يفعلون الخير لذاته لا طمعا في محمدة الناس، يتجنبون الشر لذاته لا حين يراه عليهم الناس. ثراء النفس عندهم رصيدها من الخلق، لعلمهم أن إحترام الإنسان لذاته لا يعزيه فيه حين يفقده إحترام الآخرين. كان اللاعب الذي يأنس في نفسه الكفاءة يأتي بشخصه متوسلا ومستجديا الإنضمام للأندية الكبري. جاء القاضي محمد حسين (وهذا إسمه) من كسلا عام 1971م بتذكرة جوية بعث بها إليه نادي المريخ. كان الأخ الصديق الصدوق السفيرعثمان عبدالله محمد سليمان (السمحوني) مندوب المريخ في إتحاد كرة القدم وقتئذ. إلتقي السمحوني محمد حسين في نفس يوم وصوله إذ هما الإثنان من كسلا. نصح السمحوني شقيقه الكسلاوي محمد حسين وشجعه علي الإنضمام للهلال قائلا له بصراحته المعهودة: إنت بتشبه الهلال !! وسمع كسلا الكلام وأدرك المريخاب الصباح وسكتوا عن الكلام المباح. كل ما فعله الهلال بعد تسجيل القاضي محمد حسين بمكتب الأستاذ / عبدالله رابح بالمعهد الفني، حيث كان مسجل المعهد الفني وقتها، أن بعث للمريخ بشيك هو قيمة التذكرة الجوية.
كان ذلك ديدن إداريي ولاعبي الزمن الجميل أيام كرتنا الجميلة. لا فرق أن يلعب فلان أو علان للمريخ أو للهلال. المهم أن ينجح اللاعب، ففي نجاحه إثراء للعبة وبالتالي إثراء لفرقنا القومية؛ وما النتائج الباهرة التي حققها جيل ذلك الزمان إلا إنعكاسا للخلق القويم الذي إكتسبوه من فهمهم السليم للتنافس الرياضي. كان الأخ الصديق والنسيب الأريب محمد الفاتح عبد الملك (كبير العسس السابق) والمريخي المطبوع يقول مفاخرا: أنا مريخابي كسلابي وكنت أرد التحية بأحسن منها فأقول له صادقا: أنا هلالابي برعابي..تصورو !!! كانت تلك هي الروح الرياضية، ولعل في مقولة مدرب الهلال الأسبق أحمد عبدالله بأن المريخاب هم في الأصل هلالاب زعلانين شيئا من الصحة، إذ نبتت البذرة الأصلية في تيم عباس ثم كان الإنشقاق. لعل الكوتش قصد التلميح إلي أن الفريقين ما هما إلا فريق واحد في جسدين مفترقين وتوأم من أب واحد. (رحم الله من قضي نحبه منهم ومتع الله من ينتظر بالصحة والعافية)..وأواصل بإذن الله.

عبد الله مسعود
الرياض المملكة العربية السعودية
14/2/1434هـ
27/12/2012م
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله مسعود
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    جمال عمر الخليفه 12-28-2012 03:0
    بالله عليك كيف يكون المريحاب هلالاب زعالنين واصلا نادي المريخ تم تاسيسه قبل نادي الهلال
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019