• ×
الثلاثاء 23 أبريل 2024 | 04-22-2024
عبدالله مسعود

حصاد الألسن

عبدالله مسعود

 0  0  1305
عبدالله مسعود
حصاد الألسن عبدالله مسعود
الذكريات صدي السنين الحاكي
مرت في العشرين من أبريل المنصرم الذكري السادسة عشر للفيلسوف الساخر والعبقري المتخم بالمواهب والملكات أستاذ الأجيال والمربي الهمام هاشم ضيف الله (طيب الله ثراه). كان أستاذنا الجليل يملك مظهرا جادا إلا أن خلف ذلك المظهر كانت تكمن روحا مرحة ذات ميل للدعابة الراقية. كان الأستاذ هاشم محبا للنظام والتأنق في الملبس. لم يجلس إلي مائدة طعام إلا وقد تحلي بأجمل الثياب، آمرا ذريته بأن يحذو حذوه. كان الكلام أثناء تناول الطعام من المحرمات إلا ما دعت إليه الضرورة.
عندما عين الأستاذ هاشم ناظرا "مديرا" لمدرسة مدني الثانوية في منتصف الخمسينات ألغي جرس المدرسة واستعاض عنه بساعة حائط في واجهة المدرسة لتنبيه من لا ساعة له عن موعد بدء الحصص. كان الهدف من ذلك تعليم النشأ إحترام المواعيد والإعتماد علي النفس في استحضار الوقت دون مذكر. ما ولي أمرا إلا زانه. كان يتحدث الإنجليزية كأهلها لهجة وتركيبا ونسقا. كان يلعب كرة القدم كما لعبها أهلها الإنجليز حينما يجنح لليسار ليمر من الخصم ويقذف بالكرة بشماله لتجد من يودعها الشباك بالرأس أو القدم. كان لا ينظر إلي الكرة وهي تتهادي أو تسرع الخطي بين قدميه، بل كان يتحسسها فقط، فهو متطلع أبدا لزميل يدفع إليه بالكرة في الوضع المناسب الذي يمكنه من الإستفادة القصوي من تمرير الكرة. يخيل للمشاهد أنه يمتطي دراجة هوائية وليس يلعب كرة لفرط الإشرئاب بعنقه بحثا عن زميل. كان يقول دوما لزملائه وتلامذته من اللاعبين: لا تنظر إلي الأرض إلا الدواب، لأن رزقها علي الأرض. أما لاعب الكرة فعليه أن ينظر إلي الأمام وأن يستشعر الكرة إستشعارا دون النظر إليها.
عرفت المغفورله "بإذن الله" عام 1960م عندما حضر لمدرسة خورطقت لإختيار من يمثل المدارس الثانوية في فريق لكرة القدم لينازل منتخب الدويم في إحتفالات اليوبيل الفضي لبخت الرضا، وتوطدت علاقتي به في نادي الهلال هو كمسئول وأنا كمشجع. كان يداوم الحضورلندوة الرأي العام ذات الصيت الذائع منذ الخمسينات وإلي منتصف الثمانينات والتي كان يرتادها كبار الهلاليين ومختلف الرياضيين، أذكر منهم كوركين إسكندريان سورين إسكندريان محمد كرار النور محمد أحمد عبد الرحيم - صالح محمد صالح عثمان عبد الرحمن يعقوب عبد الحليم محمد بشير حسن بشير رفعت نجم الدين الهادي صيام. كانت الندوة تفتح أبوابها في السابعة صباحا وتستمر حتي الساعة الثامنة والنصف، يتناول المجتمعون فيها أخبار المجتمع من أفراح وأتراح ليذهبوا جماعات أو فرادي لتأدية الواجب بعد أن ينفض سامر الندوة التي لا تبارح قضية رياضية إلا ومحصتها. كان الأستاذ هاشم يحاضرنا في جميع ضروب الرياضة، محلية أو إقليمية أو دولية. ولعل أستاذنا الجليل هو أول من أفتي بصحة الهدف الثالث لإنجلترا في مرمي ألمانيا في الوقت الإضافي في نهائي كأس العالم بويمبلي والذي فازت به إنجلترا عام 1966م؛ ذلك الهدف الضجة الذي أحرزه الجناح الأيسر لمنتخب إنجلترا جيوف هيرست. كان أستاذنا معجبا حد الوله بذلك اللاعب الأنيق الذي يلعب بيسراه ويتهادي كما راقص باليه، إذ ربما ذكره ذلك اللاعب بشبابه.
إنضم الأستاذ هاشم للهلال كلاعب عام 1940م وزامل كل من طلعت فريد زكي صالح محمد بلة النور بلة عبد الخير صالح عكاشة قسوم يوسف عبد العزيز أحمد أبو الريف. إرتبط الأستاذ بالهلال إرتباطا وثيقا لاعبا وإداريا ومدربا. كما لعب لأحد فرق الدرجة الثانية بإنجلترا حين ابتعاثه عام 1949م.
أسأل الله الرحمة والمغفرة لأستاذ الأجيال هاشم ضيف الله وأسأله الرحمة والمغفرة لكل من غادرنا إلي الدار الآخرة وأن يسبغ نعمة الصحة والعافية علي من ينتظر.
عبدالله مسعود
الرياض المملكة العربية السعودية
17/7/1434هـ
27/5/2013م
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله مسعود
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019