زووم
إنهم يجعلون المريخ صغيراً (2)..!
أواصل اليوم فيما بدأته أمس من مقال كان عن ضعف العقليات الإدارية المسؤولة عن فريق المريخ، أو تلك التي يستعين بها الوالي في الشئون التنفيذية، وأنها كثيراً ما أقدمت على عمل جعل المريخ يبدو أمام منافسيه صغيراً وهو ليس كذلك بطبيعة الحال، ولكن أن تجعل مؤسستك تبدو متواضعة فإنها هزيمة معنوية كبيرة للقواعد الجماهيرية التي تتطلع لأن ترى معشوقها في أبهى حلة ومظهر وكذلك هي نكسة نفسية للاعبين أيضاً، وأواصل اليوم في سرد بعض تلك المواقف التي لم تنشر من قبل، وأفعل هنا حرصاً على التصحيح والمصلحة العامة، وأختار هذا التوقيت لأن المريخ سيغادر بعد أيام إلى الكونغو حيث ينازل مازيمبي في البطولة الأفريقية، وهو الفريق الذي دفع جمال الوالي ليتحدث بأسى عن الفرق بينه وبين فريقه من حيث التنظيم والمظهر خارج الملعب، وهو حديث لا نريد أن نتذكره إبان المباراة القادمة، لأن الحديث لو بدأ عن الفوارق في التنظيم والعقليات الكروية فإننا سنكون منهزمين قبل أن تبدأ المباراة 5/ صفر.
عقب هزيمة الأردن الشهيرة عادت البعثة واجتمعت للمواجهة بمنزل الشهيد أحمد يوسف مصطفى ببحري، وحدثت المواجهة المرتقبة بين اللاعبين ورئيس ناديهم، وتحدث بعض الكبار من النجوم عن المباراة وما سبقتها من أحداث إنعكست على النتيجة، وتطرق بعضهم إلى الهزيمة النفسية التي تعرض لها الفريق جراء المظهر المذري الذي سافر به، والمظهر الرث للبعثة كلها وقصة (فنائل البرد) التي تم شراؤها من أطراف سوق ليبيا، وكيف يمكن لبعثة نادي المريخ بكل سمعته محلياً وخارجياً أن تغادر وهي ترتدي (فنايل سقط).. وكذلك تحدث اللاعبون بشجاعة متناهية عما حدث هناك، فغضب الوالي غضباً شديداً لسببين فيما أعتقد، السبب الأول أنه يدفع مايكفي من الأموال لتجعل المريخ ومانشيستر يونايتد في مرتبة واحدة من حيث المظهر، وألا يشعر لاعبه بالدونية في أي شيء، ولكن هنالك من يستفيد من ذلك ويستكثر عليه الأشياء الجميلة ليصنع هذه الهزيمة بإستبدالها بما هو أدنى، والسبب الثاني أنه قد صدم في بعض الكوادر التي تعمل في هذا الجهاز وفقد الأمل في أن يخرج منها عمل إبداعي يليق بطموحاته كرئيس، لذلك سأل اللاعبين عن ممثل لهم يمكن أن يثقوا بذوقه في إختيار الملابس الرياضية المخصصة للبعثات، فوقع الإختيار على أمير دامر ولاعب آخر لا أذكره، وبالفعل ذهبوا إلى مركز (أديداس) بشارع المطار ومنحهما حرية إختيار أفضل ما أنتجته مصانع أديداس دون التقيد بسعر أو سقف محدد، ومعروف أن مركز أديداس بشارع المطار يسوق منتجاته بأسعار أقل ما يمكن أن توصف أنها فوق مقدرات كل الرياضيين السودانيين العاديين وهي منتجات ذات درجة من الفخامة بالإضافة إلى ماركة أديداس نفسها، ويمكنك أن تجد فانلة واحدة بمائتي دولار، وحذاء عادي بأربعمائة دولار وهكذا، ولكن الوالي أراد أن يحسم الأمر، لذلك وجه بعدم التوقف عند الأسعار، وبالفعل إختار اللاعبون نماذج من الأزياء الخاصة بالسفريات والبعثات والسفرة والتدريبات وغيره من الملتزمات والمهمات، ولكن عندما جلبوا الكميات وجاء وقت المعاينة إكتشف اللاعبون أنها ليست ذات العينات التي تم اختيارها فرفضوا استلامها، بينما أعلن أمير دامر عدم مسؤوليته عن المعدات التي جيء بها بعد عمليات التبديل بما هو أدنى، وفيما بعد تم إكتشاف أن بعض الإداريين من العباقرة قد تسلموا التكاليف كاملة بناءً على الفواتير المبدئية التي حررت بشارع المطار، ولكنهم اكتشفوا انها كانت كبيرة جداً لذلك قرروا العودة إلى سوق ليبيا.. بأسعار أقل وخامات أقرب إلى السوقية ولو كان عن طريق مصر..!
في هذا الموسم، ما يزال المريخ يخوض مبارياته بذات الشعار الذي إختاره المدرب السابق حسام البدري في الموسم الماضي، وما أعرفه أنا أنه ليس هنالك من سبب يجعل المريخ يلعب أكثر من ثلاثين مباراة بزي واحد، وهو الذي يملك مليون طريقه وطريقة يمكن أن يوفر بها أزياء وأطقم ملابس بحيث يؤدي كل مباراة بفانلات مختلفة وإذا احتاج أي لاعب من نجومه لأن يبدل فانلته مع لاعب من مازيمبي مثلاً للإحتفاظ بها كتذكار فعليه أن يفعل لأن المريخ نادي كبير..!
الملبوسات الرياضية لم تعد هي البند الذي يؤرق الأندية لأنها ليست ذات تكاليف باهظة قياساً بما ينفقه المريخ في الامور التي هي أقل من المظهر، فأندية قطر مثلاً تدفع 25 ألفاً من الدولارات على سبيل المثال لشركة أو مصنع في ماليزيا أو تايلاند أو أي بلد من البلدان التي تزدهر فيها صناعة المعدات الرياضية لتحصل على كميات تكفي حتى نهاية الموسم وما تبقى تتصدق به للفقراء مثل اللأندية السودانية التي تزور قطر (!!!).. فهل المريخ غير قادر على توفير هذا المبلغ؟.. الإجابة هي: أن المسألة متعلقة بالأذواق أولاً، ثم بالمعرفة والدراية فبعضهم يعتقد أن أي لون أصفر يمكن أن يصلح للمريخ، وأي خامة يمكن أن تتناسب.. ولكن المسألة ليست بهذه البساطة... نواصل
إنهم يجعلون المريخ صغيراً (2)..!
أواصل اليوم فيما بدأته أمس من مقال كان عن ضعف العقليات الإدارية المسؤولة عن فريق المريخ، أو تلك التي يستعين بها الوالي في الشئون التنفيذية، وأنها كثيراً ما أقدمت على عمل جعل المريخ يبدو أمام منافسيه صغيراً وهو ليس كذلك بطبيعة الحال، ولكن أن تجعل مؤسستك تبدو متواضعة فإنها هزيمة معنوية كبيرة للقواعد الجماهيرية التي تتطلع لأن ترى معشوقها في أبهى حلة ومظهر وكذلك هي نكسة نفسية للاعبين أيضاً، وأواصل اليوم في سرد بعض تلك المواقف التي لم تنشر من قبل، وأفعل هنا حرصاً على التصحيح والمصلحة العامة، وأختار هذا التوقيت لأن المريخ سيغادر بعد أيام إلى الكونغو حيث ينازل مازيمبي في البطولة الأفريقية، وهو الفريق الذي دفع جمال الوالي ليتحدث بأسى عن الفرق بينه وبين فريقه من حيث التنظيم والمظهر خارج الملعب، وهو حديث لا نريد أن نتذكره إبان المباراة القادمة، لأن الحديث لو بدأ عن الفوارق في التنظيم والعقليات الكروية فإننا سنكون منهزمين قبل أن تبدأ المباراة 5/ صفر.
عقب هزيمة الأردن الشهيرة عادت البعثة واجتمعت للمواجهة بمنزل الشهيد أحمد يوسف مصطفى ببحري، وحدثت المواجهة المرتقبة بين اللاعبين ورئيس ناديهم، وتحدث بعض الكبار من النجوم عن المباراة وما سبقتها من أحداث إنعكست على النتيجة، وتطرق بعضهم إلى الهزيمة النفسية التي تعرض لها الفريق جراء المظهر المذري الذي سافر به، والمظهر الرث للبعثة كلها وقصة (فنائل البرد) التي تم شراؤها من أطراف سوق ليبيا، وكيف يمكن لبعثة نادي المريخ بكل سمعته محلياً وخارجياً أن تغادر وهي ترتدي (فنايل سقط).. وكذلك تحدث اللاعبون بشجاعة متناهية عما حدث هناك، فغضب الوالي غضباً شديداً لسببين فيما أعتقد، السبب الأول أنه يدفع مايكفي من الأموال لتجعل المريخ ومانشيستر يونايتد في مرتبة واحدة من حيث المظهر، وألا يشعر لاعبه بالدونية في أي شيء، ولكن هنالك من يستفيد من ذلك ويستكثر عليه الأشياء الجميلة ليصنع هذه الهزيمة بإستبدالها بما هو أدنى، والسبب الثاني أنه قد صدم في بعض الكوادر التي تعمل في هذا الجهاز وفقد الأمل في أن يخرج منها عمل إبداعي يليق بطموحاته كرئيس، لذلك سأل اللاعبين عن ممثل لهم يمكن أن يثقوا بذوقه في إختيار الملابس الرياضية المخصصة للبعثات، فوقع الإختيار على أمير دامر ولاعب آخر لا أذكره، وبالفعل ذهبوا إلى مركز (أديداس) بشارع المطار ومنحهما حرية إختيار أفضل ما أنتجته مصانع أديداس دون التقيد بسعر أو سقف محدد، ومعروف أن مركز أديداس بشارع المطار يسوق منتجاته بأسعار أقل ما يمكن أن توصف أنها فوق مقدرات كل الرياضيين السودانيين العاديين وهي منتجات ذات درجة من الفخامة بالإضافة إلى ماركة أديداس نفسها، ويمكنك أن تجد فانلة واحدة بمائتي دولار، وحذاء عادي بأربعمائة دولار وهكذا، ولكن الوالي أراد أن يحسم الأمر، لذلك وجه بعدم التوقف عند الأسعار، وبالفعل إختار اللاعبون نماذج من الأزياء الخاصة بالسفريات والبعثات والسفرة والتدريبات وغيره من الملتزمات والمهمات، ولكن عندما جلبوا الكميات وجاء وقت المعاينة إكتشف اللاعبون أنها ليست ذات العينات التي تم اختيارها فرفضوا استلامها، بينما أعلن أمير دامر عدم مسؤوليته عن المعدات التي جيء بها بعد عمليات التبديل بما هو أدنى، وفيما بعد تم إكتشاف أن بعض الإداريين من العباقرة قد تسلموا التكاليف كاملة بناءً على الفواتير المبدئية التي حررت بشارع المطار، ولكنهم اكتشفوا انها كانت كبيرة جداً لذلك قرروا العودة إلى سوق ليبيا.. بأسعار أقل وخامات أقرب إلى السوقية ولو كان عن طريق مصر..!
في هذا الموسم، ما يزال المريخ يخوض مبارياته بذات الشعار الذي إختاره المدرب السابق حسام البدري في الموسم الماضي، وما أعرفه أنا أنه ليس هنالك من سبب يجعل المريخ يلعب أكثر من ثلاثين مباراة بزي واحد، وهو الذي يملك مليون طريقه وطريقة يمكن أن يوفر بها أزياء وأطقم ملابس بحيث يؤدي كل مباراة بفانلات مختلفة وإذا احتاج أي لاعب من نجومه لأن يبدل فانلته مع لاعب من مازيمبي مثلاً للإحتفاظ بها كتذكار فعليه أن يفعل لأن المريخ نادي كبير..!
الملبوسات الرياضية لم تعد هي البند الذي يؤرق الأندية لأنها ليست ذات تكاليف باهظة قياساً بما ينفقه المريخ في الامور التي هي أقل من المظهر، فأندية قطر مثلاً تدفع 25 ألفاً من الدولارات على سبيل المثال لشركة أو مصنع في ماليزيا أو تايلاند أو أي بلد من البلدان التي تزدهر فيها صناعة المعدات الرياضية لتحصل على كميات تكفي حتى نهاية الموسم وما تبقى تتصدق به للفقراء مثل اللأندية السودانية التي تزور قطر (!!!).. فهل المريخ غير قادر على توفير هذا المبلغ؟.. الإجابة هي: أن المسألة متعلقة بالأذواق أولاً، ثم بالمعرفة والدراية فبعضهم يعتقد أن أي لون أصفر يمكن أن يصلح للمريخ، وأي خامة يمكن أن تتناسب.. ولكن المسألة ليست بهذه البساطة... نواصل