زووم
المدينة الرياضية.. لغز الألغاز..!
ستذكر الأجيال القادمة أن الوزير السابق حاج ماجد السوار هو من أزاح الستار عن كل الألاعيب التي كانت تدور خلف الكواليس بشأن المدينة الرياضية، وكل ما تم فيها من فساد سمع به القاصي والداني، وسيظل الرجل في نظر المتضررين من كشف المستور في الموضوع شخصاً تلاحقه اللعنات، لأنه أفسد عليهم وجبة دسمة كانوا يتلذذون بتناولها وتسويقها بإلقاء الضوء على موائدهم، ولعل الضرر الأكبر قد لحق بهم بعد أن تبنى رئيس الجمهورية شخصياً هذا الملف ونقله من دهاليز المكاتب المشبوهة إلى أضواء القصر الجمهوري، وسبب الضرر أنه لا يمكنهم التغطية على شيء من جزئيات ما يسمى بمشروع المدينة الرياضية، أو ما كان في السابق مدينة رياضية وتحول الآن إلى (الملعب الاولمبي) وهو الإسم الذي يليق بالمساحة المتبقية وما يجري في ذلك المشروع القومي الحضاري الكبير، وهي بكل تأكيد خطوة إلى الامام، غير انها لن تنقلنا إلى عالم مغاير نتناسى فيه ما تم في هذا الملف منذ ان اعلنه الشهيد الزبير محمد صالح عشية استقبال المريخ العائد بكأس مانديلا في 1989، أي قبل 23 سنة.. وهو عمر رجل متزوج وله أبناء، وحتى لحظة الإجتماع الذي استضافه مكتب الزميل العزيز مزمل أبوالقاسم بالصدى، وقد شهدت هذه الحقبة الكثير من الاحداث على المستويات الداخلية والخارجية، حيث نشأت عشرات المدن الرياضية في بلدان كانت خلفنا بعشرات السنوات الضوئية وجاء العون (الصيني) ليجعلها امامنا بذات المسافة التي كانت تفصلهم عنا وهم وراءنا، ولن ننسى مسؤولية الحكومة في كل هذه الفترة وإهمالها لهذا الملف، لأن من غعتدى على مساحات المدينة الرياضية ليسوا من كوكب آخر وإنما هي عناصر تتبع لحكومة الإنقاذ، والمؤسسات التي شيدت مبانيها على مساحات المدينة الرياضية هي مؤسسات تتبع للدولة او ذات صلة برموز الحكومة، وحتى البيوت التي شيدت على الطراز الحديث في مساحات كانت مخصصة بقرار من ذات الجمهورية التي يتبعون لها هي في النهاية تتبع ولو بعضها إلى وزراء من هذه الحكومة وهو ما يؤكد مسؤولية الدولة عن كل صغيرة وكبيرة تخص هذا الملف ولا مجال لأن نتهم (الحركة الشعبية) أو المؤتمر الشعبي مثلاً.
في هذه الحقبة التي عجزنا فيها عن تشييد مدينة رياضية أو إستاد واحد فقط تمكنت بعض الحكومات الأفريقية من تشييد إستادات ترتقي إلى الطراز العالمي، وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر: الملعب القومي في العاصمة التنزانية دار السلام، ملعب العاصمة الصومالية مقديشو، الإستاد القومي في العاصمة الزامبية لوساكا، والملعب الجابوني الذي أقيمت عليه المباراة النهائية من الامم الأفريقية الاخيرة.. وللعلم فقط.. فإن كل هذه الملاعب شيدت بالعون الصيني لتلك البلدان، ونحن نعتبر السودان هو رأس الحربة الخطير والعمق الإستراتيجي الذي لا تزاحمه دولة فيما يخص العلاقات الصينية بالشعوب الأفريقية، وهذا يطرح سؤالاً مهماً في هذا الصدد وهو: هل بخلت الحكومة الصينية على التنمية الإجتماعية ولم تقدم دعومات للبلاد أسوة بتلك البلدان الأفريقية؟.. بعض ما املك من إجابات تؤكد أن جمهورية الصين الشعبية قد منحتنا الكثير في هذا المجال، ولكن مسؤولينا كانوا يستكثروا تلك الاموال على الرياضة، وحتى عندما جاءت منحة الـ(2) مليون دولار قبل ما يقارب العشر سنوات كان الهدف منها تشييد ملعب رياضي في إحدى مناطق البترول، ولكن الدعم نفسه تحول بقدرة قادر من إحدى مناطق البترول إلى إستاد كريمة، وعلى اهل تلك المنطقة تقع مسؤولية البحث في هذا الأمر ومعرفة إذا كانت مدينة كريمة بحاجة إلى ملعب كرة قدم.. أم هي بحاجة إلى خدمات صحية وتعليمية..!
ذلك المبلغ نفسه إذا وجه إلى المدينة الرياضية لحصلنا اليوم على ما حصلت عليه تلك الشعوب، ولكننا عايشنا حالة من عدم الإعتراف باهمية الرياضية في سنوات طويلة من عمر حكومة الإنقاذ، وبعضهم كان يتعامل مع المجال الرياضي على أساس أنه مجال يسهم فقط في تلميع بعض العناصر السياسية وتدريبها لأدوار أخرى، فهي ذات الحكومة التي أهدرت عشرات المليارات في ملاعب الناشئين التي ترعى فيها الأغنام الضالة وترتع فيها الحمير والكلاب في الأحياء، وتكلفة مهرجانين فقط من تلك المهرجانات التي كانت تنظم لإفتتاح تلك الملاعب كانت تكفي لإكمال المدينة الرياضية بكامل مرافقها.. ومع ذلك نعود لأصل الموضوع ونتحدث عن ضرورة التفاعل مع المشروع حتى يكتمل.. من اجل أبناءنا من الاجيال القادمة، فمن التهموا أحلامنا فيها قد حرمونا من الإستمتاع بها والجلوس على مدارجها، لذلك ندعو كل من هو حادب على مستقبل الرياضة في بلادنا ان يتحرك لدعم المجهودات الجارية الآن من أجل أن يرث أبناءنا ملعباً لا يشعرهم بالدونية أمام بقية الدول الأفريقية التي تحركت في سباق ترفيع المنشآت الرياضية.
المدينة الرياضية.. لغز الألغاز..!
ستذكر الأجيال القادمة أن الوزير السابق حاج ماجد السوار هو من أزاح الستار عن كل الألاعيب التي كانت تدور خلف الكواليس بشأن المدينة الرياضية، وكل ما تم فيها من فساد سمع به القاصي والداني، وسيظل الرجل في نظر المتضررين من كشف المستور في الموضوع شخصاً تلاحقه اللعنات، لأنه أفسد عليهم وجبة دسمة كانوا يتلذذون بتناولها وتسويقها بإلقاء الضوء على موائدهم، ولعل الضرر الأكبر قد لحق بهم بعد أن تبنى رئيس الجمهورية شخصياً هذا الملف ونقله من دهاليز المكاتب المشبوهة إلى أضواء القصر الجمهوري، وسبب الضرر أنه لا يمكنهم التغطية على شيء من جزئيات ما يسمى بمشروع المدينة الرياضية، أو ما كان في السابق مدينة رياضية وتحول الآن إلى (الملعب الاولمبي) وهو الإسم الذي يليق بالمساحة المتبقية وما يجري في ذلك المشروع القومي الحضاري الكبير، وهي بكل تأكيد خطوة إلى الامام، غير انها لن تنقلنا إلى عالم مغاير نتناسى فيه ما تم في هذا الملف منذ ان اعلنه الشهيد الزبير محمد صالح عشية استقبال المريخ العائد بكأس مانديلا في 1989، أي قبل 23 سنة.. وهو عمر رجل متزوج وله أبناء، وحتى لحظة الإجتماع الذي استضافه مكتب الزميل العزيز مزمل أبوالقاسم بالصدى، وقد شهدت هذه الحقبة الكثير من الاحداث على المستويات الداخلية والخارجية، حيث نشأت عشرات المدن الرياضية في بلدان كانت خلفنا بعشرات السنوات الضوئية وجاء العون (الصيني) ليجعلها امامنا بذات المسافة التي كانت تفصلهم عنا وهم وراءنا، ولن ننسى مسؤولية الحكومة في كل هذه الفترة وإهمالها لهذا الملف، لأن من غعتدى على مساحات المدينة الرياضية ليسوا من كوكب آخر وإنما هي عناصر تتبع لحكومة الإنقاذ، والمؤسسات التي شيدت مبانيها على مساحات المدينة الرياضية هي مؤسسات تتبع للدولة او ذات صلة برموز الحكومة، وحتى البيوت التي شيدت على الطراز الحديث في مساحات كانت مخصصة بقرار من ذات الجمهورية التي يتبعون لها هي في النهاية تتبع ولو بعضها إلى وزراء من هذه الحكومة وهو ما يؤكد مسؤولية الدولة عن كل صغيرة وكبيرة تخص هذا الملف ولا مجال لأن نتهم (الحركة الشعبية) أو المؤتمر الشعبي مثلاً.
في هذه الحقبة التي عجزنا فيها عن تشييد مدينة رياضية أو إستاد واحد فقط تمكنت بعض الحكومات الأفريقية من تشييد إستادات ترتقي إلى الطراز العالمي، وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر: الملعب القومي في العاصمة التنزانية دار السلام، ملعب العاصمة الصومالية مقديشو، الإستاد القومي في العاصمة الزامبية لوساكا، والملعب الجابوني الذي أقيمت عليه المباراة النهائية من الامم الأفريقية الاخيرة.. وللعلم فقط.. فإن كل هذه الملاعب شيدت بالعون الصيني لتلك البلدان، ونحن نعتبر السودان هو رأس الحربة الخطير والعمق الإستراتيجي الذي لا تزاحمه دولة فيما يخص العلاقات الصينية بالشعوب الأفريقية، وهذا يطرح سؤالاً مهماً في هذا الصدد وهو: هل بخلت الحكومة الصينية على التنمية الإجتماعية ولم تقدم دعومات للبلاد أسوة بتلك البلدان الأفريقية؟.. بعض ما املك من إجابات تؤكد أن جمهورية الصين الشعبية قد منحتنا الكثير في هذا المجال، ولكن مسؤولينا كانوا يستكثروا تلك الاموال على الرياضة، وحتى عندما جاءت منحة الـ(2) مليون دولار قبل ما يقارب العشر سنوات كان الهدف منها تشييد ملعب رياضي في إحدى مناطق البترول، ولكن الدعم نفسه تحول بقدرة قادر من إحدى مناطق البترول إلى إستاد كريمة، وعلى اهل تلك المنطقة تقع مسؤولية البحث في هذا الأمر ومعرفة إذا كانت مدينة كريمة بحاجة إلى ملعب كرة قدم.. أم هي بحاجة إلى خدمات صحية وتعليمية..!
ذلك المبلغ نفسه إذا وجه إلى المدينة الرياضية لحصلنا اليوم على ما حصلت عليه تلك الشعوب، ولكننا عايشنا حالة من عدم الإعتراف باهمية الرياضية في سنوات طويلة من عمر حكومة الإنقاذ، وبعضهم كان يتعامل مع المجال الرياضي على أساس أنه مجال يسهم فقط في تلميع بعض العناصر السياسية وتدريبها لأدوار أخرى، فهي ذات الحكومة التي أهدرت عشرات المليارات في ملاعب الناشئين التي ترعى فيها الأغنام الضالة وترتع فيها الحمير والكلاب في الأحياء، وتكلفة مهرجانين فقط من تلك المهرجانات التي كانت تنظم لإفتتاح تلك الملاعب كانت تكفي لإكمال المدينة الرياضية بكامل مرافقها.. ومع ذلك نعود لأصل الموضوع ونتحدث عن ضرورة التفاعل مع المشروع حتى يكتمل.. من اجل أبناءنا من الاجيال القادمة، فمن التهموا أحلامنا فيها قد حرمونا من الإستمتاع بها والجلوس على مدارجها، لذلك ندعو كل من هو حادب على مستقبل الرياضة في بلادنا ان يتحرك لدعم المجهودات الجارية الآن من أجل أن يرث أبناءنا ملعباً لا يشعرهم بالدونية أمام بقية الدول الأفريقية التي تحركت في سباق ترفيع المنشآت الرياضية.