• ×
الأحد 28 أبريل 2024 | 04-27-2024
اماسا

زووم

اماسا

 1  0  1491
اماسا
زووم
إما مريخ كبير.. أو لا مريخ..!
اختلطت الأجيال القديمة في المريخ بالجديدة، واختلطت كثير من المفاهيم التي كان ينبغي أن تبلور في شكل عمليات تسليم وتسلم سلسة بين تلك الأجيال حتى يحافظ الكيان على هيبته وقوته التي يستمدها من قدراته على التنظيم والإلتزام والإنضباط باللوائح والقوانين والتشريعات البينية، فمستوى حضارات الشعوب تقاس بمدى قدرتها على التشريع والإتزام بما يتمخض عن تلك التشريعات من لوائح، وفي هذا الصدد كتبت من قبل وجهة نظر مبنية على التجربة والمعايشة ملخصاً ما يدور في المريخ من صراعات بأنها صراعات بين قوى الفوضى التي يقودها أولئك الذين يملون الحديث عن اللوائح والضوابط ويريدون العمل وفقاً لما تمليه عليهم خيالاتهم ورغباتهم وأحياناً نزعاتهم ومصالحهم، والفريق الآخر يقوده المريخاب الذين يدركون حقيقة أن عهد الإجتهادات في إدارات كرة القدم قد ولى، وآن الأوان للمريخ أن يكون (مؤسسة) كبيرة تلتزم بالشفافية وما يليها من ضوابط مستندية وقواعد شورى وما شابه من ممارسات تعكس مدى تحضر الشعب أو القيادة، وتحدد أيضاً حجم المؤسسة التي نتحدث عنها، وهل تستحق في الأصل كلمة (مؤسسة) أم ماتزال بحجم (النادي).. بالفهم البسيط والمتواضع الذي يعني مكان ممارسة الكوتشينة ليلاً..!
84 عاماً مرت من عمر المريخ شهدت الكثير من التحولات الإيجابية والسلبية وما كانت لتقسم على فترات كل منها منفصلة عن الأخرى وإنما يجب تقييمها بمعيار واحد من المهد وحتى الآن وكيف كان مجهود 31 رئيساً تعاقبوا على كرسي الرئاسة في هذا النادي العريق، ومن ثم استشعار المسؤولية الكبرى المتمثلة في كيفية سد الثغرات وتجاوز مرحلة النادي ومفاهيمه الضيقة والمحدودة إلى رحابة المؤسسات بكل ما يتبع ذلك من معاني والتزامات، خاصة وأننا بصدد ولوج عهد جديد ليس لنا الحق في تحديد معاييره كما كان في السابق وإنما سنكون محكومين فيه بمجموعة ضوابط لا خيار لنا غير الإلتزام به، أو الإنحدار إلى زمرة الأندية الصغرى والتقليدية المتواضعة في طموحاتها ومشروعاتها وهي كثيرة العدد وتملأ أحيائنا بصورة لافتة للنظر.
كل تلك المراحل تدرج الناس لتضعهم أمام حقيقة مهمة جداً يجب أن تعيها أجيال الفيسبوك قبل الكبار من الذين استوفوا وأوفوا كل ما كان يليهم من مسؤوليات، وقادوا هذا القطار متخطين به المحطة تلو الأخرى حتى بلغ هذه المرحلة محتفظاً بشبابه وعنفوانه وقوته وسمعته وعظمته، والحقيقة هي أنه يجب عليهم أن يصنعوا مريخاً كبيراً في قواعده ومفاهيمه، أو ليعدوا أنفسهم لعصر اللامريخ، بمعنى أنه يتوجب عليهم مواكبة متغيرات هذا الزمان الصعب ويرتقوا بمفاهيمهم ويتخلصوا من بعض التقاليد التي عفا عليها الدهر ويتماشوا مع هذه المقولة حتى يصنعوا مريخاً قوياً يفوق في قوته نفوذ الأفراد ويتسامى بطموحاته فوق كل الأحلام، ويجبر الجميع على النزول عنده بهيبته وقوته التي يصنعها اتحاد الناس فيه، وكل ذلك لا يتأتي إلا بوجود برلمان قوي يجسد كل معاني الديمقراطية، وأعني بالبرلمان الجمعية العمومية الحرة الرشيدة، وهو تحدٍ جديد يجب على أجيال الفيسبوك أن تعيه جيداً حتى تخوض معركة التحديث هذه وهي تدرك أهدافها ومقاصدها جيداً، فقد كانت الجمعيات العمومية المحنطة واحدة من الأسباب التي نقلت الأمراض إلى جسد المريخ المعافى ومكنت المغرضين منه، وهي التي قتلت الروح الديمقراطية في تلك الممارسة برغم أن بعضاً من الرموز كانوا في وقت من الأوقات من دعاة الديمقراطية حتى في الساحة السياسية، فهم أقطاب كبار في الحزب الإتحادي الديمقراطي مثلاً، ولكنهم فشلوا في نقل خبراتهم وتجاربهم للتطبيق العملي لمعنى الديمقراطية، فكانوا أول الناشطين في استجلاب عضوية من خارج المجتمع المريخي تأتي معبأة ومعلبة بتعليمات ليس من بينها ما يهم الكيان المريخي بشيء، غالبيتها تنتمي للأندية الأخرى وعلى رأسها الهلال، لا تناقش أية ميزانيات، ولا تحاسب من يستحق المحاسبة.. بل تكتفي برفع الأيادي للتسنية والتزكية وقفل باب النقاش قبل أن يبدأ، ومع مرور الزمن وازدياد جرائم الإستجلاب أصبحت الجمعيات التأسيسية .. أقصد الجمعيات العمومية مسخاً مشوهاً للديمقراطية لا علاقة لها بالكلمة ولا بمعناها، وتلوثت الأجواء بكثير من المستجدات التي أفسدت الممارسة وجعل دخول مجلس الإدارة حكراً وحصراً على وجوه محددة، بالدرجة التي أصبحنا نصدق فيها أن المريخ يعاني من ندرة كوادر.. فهل كان ذلك صحيحاً في يوم من الأيام.. أن نادي المريخ الذي يشجعه ما يربو عن العشرين مليوناً انقسم منهم جزء يسير مع شعب الجنوب ليس من بينهم خمسة عشر رجل رشيد يقود السفينة بهدوء لتبحر نحو أفق جديد..!
إنه التحدي الجديد.. فإما مريخ كبير يهز الأرض تحت أقدام الجبابرة في القارة السمراء، بيئته نظيفة ومنسوبيه متسامحون ومتحابون ومتفانون في خدمته.. أو لا مريخ البتة.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    ود البرعي 08-13-2011 10:0
    والله يا ابو عاقلة واضح ان الصحفين الرياضين خربو علي العقلاء والمتحضرين السوق وساهمو بقدر كبير في انخفاض الوعي لدي القراء بدليل ما تكتبه الان من فهم عميق ومتحضر لم تجد فيه مشاركات كثيرة لكن لو كنت كتبت عن سفاسف الامور والرشوة والهلال والمريخ وعلان كان حصلت كمية من التعليقات ..سيحان الله ياخي .. المهم اسال الله ان يعين القلة القللية الممكسة بجحمر الكتابة والمتمسكة بالرسالة الاعلامية والاخلاقية ان تستمر في اسهامتها مهما تجد من مصاعب ...
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019