القمة الصامتة .. النزال الملتهب



· قمة صامتة .. ولكنها نزال ملتهب مسرحه استاد المريخ اليوم في الأسبوع الثاني من بطولة الدوري الممتاز .

· وهي المباراة الأولى في تاريخ مباريات القمة التي تلعب بلا جمهور , وأحسب أنها ستكون الأخيرة .

· ولكن مع ذلك تبقى الحقيقة المؤكدة سواء أقيمت المباراة بلا جمهور , أو فتحت المدرجات بلا مقابل لجمهور الناديين فإن ذلك لا يقلل من أهمية المباراة , ولا يضعف من حرارة التنافس التاريخي بين العملاقين .

· تتباين الأوضاع بين الفريقين من حيث الاستعداد والجاهزية للمباراة ومن واقع اكتمال الصفوف واكتمال التهيئة النفسية , ولكن كل ذلك لن يخل بمعادلة التفوق التاريخي الهلالي على المريخ , ولا يوقف مسيرة التفوق الهلالي بدرجة الامتياز في بطولة الممتاز .

· ولعلم أبطال الهلال الجدد والقدامى , الوطنيين منهم والأجانب , فأن التفوق الهلالي على المريخ ليس بالأمر الجديد أو المستحدث

· فهو تفوق راكز وراسخ لا يقتصر على محطة التنافس الرياضي بكل ما يحمل من حرارة , وطموح ورغبات وأمنيات , ولكنه تفوق أيضا في الفكرة والتفرد والانتماء ومشروعية الاستمرار والبقاء .

· جاءت نشأة المريخ عبر مسمياته المختلفة سابقة للهلال , ولكن مع ذلك ظلت آمال وطموحات وأحلام وأفكار المريخ تابعة للهلال .

· أعتلى الهلال سلالم المجد باكرا , وجلس على قمته سيدا وزعيما وفارسا أوحدا , وظل المريخ يتبع أثره من باب الاقتداء بالعظام فلاحة وفراسة .

· فالهلال عالم بلا حدود من الجمال , وظل كل هلالي كامل الدسم أو من يحمل الجينات الهلالية مطلوبا ومرغوبا من قبل أهل القبيلة الحمراء لاعبا كان أو إداريا , أو حتى حجر نفيس احتضنته دياره الطاهرة .

· عندما قدم السيد رئيس الجمهورية السيد جمال الوالي ليكون رئيسا للنادي المريخ , خرج أخيه الأقرب وصديقه الأحب الأستاذ صلاح أحمد إدريس بإفادات يؤكد فيها هلالية القادم الجديد لرئاسة المريخ .

· ومن غير أن نتجاوز ما جاء على لسان الأرباب عن هلالية جمال الوالي إذا كان من باب المعرفة اللصيقة به , أو من باب الظن الحسن بأخيه الحبيب ... فإن هدية الرئيس البشير لجماهير المريخ أصبح رقما كبيرا في المريخ لا يمكن تجاوزه لدرجة أن البعض من أهل القبيلة الحمراء أصبح يطلقون حبا في الوالي على المريخ بمريخ الوالي .

· وحتى هذه التسمية التي تضرس أسنان البعض من أهل القبيلة الحمراء لا تمثل بدعة في العرف المريخي المتوارث فالتاريخ يحفظ لأهل المريخ أنهم تقدموا في ما مضى بطلب إلى لاعب الهلال طلعت فريد ومجموعته بغرض الانضمام للمريخ .

· وهو طلب مشروع ولكن المدهش فيه أن نجم الهلال اشترط على المريخاب تغيير الاسم إلى الأهلي حتى يلبي لهم هذه الرغبة .

· والغريب الأعجب أن أهل المريخ وافقوا على طلب طلعت بلا تردد وتم تغيير اسم المريخ إلى الأهلي , وكان ذلك في عام 1932م .

· والمؤكد أن النجم الذكي لو طلب ساعتها أن يسمى المريخ باسمه لما رد له طلبا ولتمت الاستجابة راغبين ومستبشرين .

· والتاريخ يذكر بأن علو كعب الأهلة واستعانة المريخاب بخبراتهم ليس بالأمر الغريب أو الشاذ أو الأمر الذي يدعو للغضب فقد طلب وفد مريخي محترم من العضو الهلالي والوطني الأصيل من محمد بشير فوراوي أن يتولى رئاسة المريخ وذلك من أجل وضع هيكلة لنادي المريخ على ذات الأسس والهيكلة والنظم الموجودة في الهلال .

· لم يمتنع السيد فوراي ولكنه أشترط إجابة الطلب المريخي بموافقة أهل الهلال , وقد تمت الموافقة بالفعل وانتقل فوراي منتدبا لوضع الأسس الإدارية والهيكلية لنادي المريخ في مهمة استمرت لمدة سنة .

· وقد أورد هذه المعلومة الموثقة المؤرخ علي الفكي في سفره الهلال الفكرة والتاريخ والانتماء

· والتاريخ يحفظ أيضا أن ثلاثة من مشاطيب الهلال قد انتقلوا للمريخ لاعبين ومن ثم واصلوا المسيرة حتى تبوأ ثلاثتهم موقع الرئاسة ولعل أشهرهم المرحوم حسنة أبو العائلة .

· هذه المعلومات نعيد استذكارها لنهديها إلى أبطال الهلال في إطار تأكيد السيادة والريادة والزعامة الهلالية غير المنقوصة , وهي سيادة وريادة وزعامة لا يؤكدها واقع التنافس الرياضي فقطة ولكنها الحقيقة التي ارتبطت بالنشأة واستمرار المسيرة الظافرة .

· اليوم لا مجال للحديث عن النقص الذي يعانيه الهلال والذي يفتقد ثلاثة من عناصره الأساسية والمؤثرة , لأن إرادة الانتصار الهلالي قادرة على تعويض النقص وتأكيد الجدارة ومواصلة مسيرة التميز والتفوق .

· يشير المؤرخ علي الفكي في سفره التوثيقي المهم أنه في عام 1935 كانت هناك مباراة معلنة بين المريخ ومنتخب الجيش البريطاني وغاب الأخير عن المباراة بالرغم من حضور الجمهور الذي طالب بإرجاع قيمة التذاكر .

· وحينها تقدم كابتن الهلال عارضا معالجة الموقف بأن يجمع الهلال لاعبيه المتواجدين مع الجمهور لمشاهدة المباراة بديلا للجيش في مواجهة المريخ , وجاءت استجابة المريخ سريعة .

· نزل لاعبي الهلال إلى أرض الملعب بلا استعداد وتمكنوا من التقدم على المريخ بهدفين ليضطر الوصيف للانسحاب أسهل الطرق للمخارجة .... لتخرج جماهير الهلال بعدها في مسيرة فرح تجوب شوارع أمدرمان وهي تهتف (حفايا وعرايا اثنين كفايا ).

آخر الكلم

· تتفاءل جماهير الهلال كثيرا بمباريات القمة التي تقام يوم الجمعة , خاصة وأن الهلال حقق ما يقارب الثلاثين انتصارا على المريخ في هذا اليوم المبارك .

· وحتى انتصارات الهلال على المريخ الثلاثة بستة أهداف كانت يوم الجمعة .

· ورباعية أنس النور وأبو شامة وزاهر مركز وسانتو الصغير كانت يوم الجمعة .

· وثنائية والي الدين وزاهر مركز الشهيرة في العاصمة القطرية الدوحة كانت يوم الجمعة أيضا .

· ولعلم أبطال الهلال وخاصة خط هجومه الملتهب أن شباك المريخ قد استقبلت من هجوم الهلال 73 هدفا في 16 مباراة فقط كإنجاز غير مسبوق في تاريخ مباريات القمة , حيث حقق الهلال الفوز بستة أهداف في ثلاث مباريات ومثلها بخمسة أهداف وعشرة مباريات فاز فيها بأربعة أهداف .



Omeraz1@hotmail.com