بلا ميعاد : عوض أحمد عمر

إنا محيُّوكِ يا سلمى فحيينا
تتجه أنظار وأفئدة محبي كرة القدم عامة والجماهير العربية خاصة صوب إستاد المريخ حيث مسرح اللقاء الذي يجمع بين المنتخبين العربيين الشقيقين المصري والجزائري .
لا أحد يلوم الجماهير الجزائرية في تعصبها ومؤازرتها لمنتخبها الوطني .. ولا أحد يلوم الجماهير المصرية في حبها الجارف ومؤازرتها لمنتخبها الوطني .
وكذلك لا أحد يلوم الجماهير السودانية أن شاركت أشقائها في شمال الوادي ذات المشاعر بل وان زادت في حبها وأمنياتها أن يعتلي منتخب مصر الشقيقة المجد عنوة وأن يخطف بطاقة التأهل للمونديال الأفريقي بجنوب افريقيا ممثلا أوحداً للجماهير العربية .
من حق الأشقاء الجزائريين علينا أن نحتفي بهم وأن نكرم وفادتهم كضيوف أعزاء في وطنهم الثاني , مرددين معهم كلمات تاج السر الحسن ..... يا جزائر ... ها هنا يختلط القوس الموشى .... من كل دار كل ممشى ..
ولكن المؤكد قبل ذلك إن جماهير الكرة السودانية على مختلف انتماءاتهم واتجاهاتهم ومستوياتها ليست في موقف الحياد اليوم ... ولا ينبغي أن تكون كذلك فالذي يجمع بين الشعبيين الشقيقين السوداني والمصري من علائق ووشائج وقوة انتماء مؤسس وصادق يجعلهم طوعاً واختيارا وواجباً والتزاماً أن يكونوا ذاد ووقود معركة عبور منتخــــب شمــــال الـوادي ( الفراعنة )لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا .
لقد أحسن الاتحاد المصري لكرة القدم صنعاً وهو يختار الخرطوم مكاناً وزماناً لمعركة العبور امام المنتخب الجزائري فالخرطوم هي القاهرة والقاهرة هي الخرطوم .
لن يشعر المنتخب المصري الشقيق بغربة اليوم في إستاد المريخ فهو في وطنه الأول فجماهير الهلال الغالبة هي جماهير الأهلي الغالبة وجماهير المريخ هي جماهير الزمالك وقس على ذلك .
أن قوى الدفع الذاتي للجماهير السودانية حباً ونصرة للأشقاء في شمال الوادي ستجعلهم يتسابقون فرادى وجماعات نحو استاد المريخ مسرح اللقاء المنتظر ليؤكدوا للعالم أجمع قولاً وفعلاً, وحقيقة راسخة أن المصريين والسودانيين شعب واحد. ......ظِلُّ العــروبة و القـــــرآن يجمعنا ......و سلسل النيل يُـــــــرويـــــهم و يُروينا.....أَشَعَّ فى غَلَس الأيام حاضرنا .....و ضاء فى ظلمة التاريخ ماضينا
مجدٌ على الدهر فاسأل من تشاء به ......عَمْرَاً إذا شئت أو إن شئت آمونا.
وستخرج الجماهير السودانية بإذن الله عقب المبارة لتملأ الشوارع في كل مدينة وكل قرية من نمولي إلى حلفا فرحة بتأهل منتخب شمال الوادي وستسهرالخرطوم حتى الصباح مع رائعة تاج السر الحسن :
مصر يا أخت بلادي يا شقيقة
يا رياضاً عذبة النبع وريقة يا حديقة
مصر يا أم جمال أم صابر
ملء روحي أنت يا أخت بلادي
سوف نجتث من الوادي الأعادي
وستغني القاهرة كما لم تغن من قبل الإنشودة الخالدة للشاعر علي الجارم :
و قد بدت صفحة الخرطوم مشرقةً
كما تجلى جلال النور فى \" سينا \"
جئنا إليها و فى أكبادنا ظمأ
يكاد يقتلنا لولا تلاقينا
جئنا إليها فمن دارٍ إلى وطن
و من منازل أهلينا لأهلينا
يا ساقىَ الحى جدِّد نشوة سلفت
و أنت \" بالجبنات \" الحمر تسقينا
و اصدح بنونية لما هتفت بها
تسرَّق السمع \" شوقى \" و \" ابن زيدونا \"
و أَحكم اللحن يا ساقى و غنِّ لنا
\" إنا محيُّوكِ يا سلمى فحيينا \"

Omeraz1@hotmail.com