كل أجزائه لنا وطن
يحتفل أبناء السودان جميعا داخل السودان وخارجه اليوم بذكرى الاستقلال المجيد أعز وأنبل الأعياد .
ذلك اليوم الذي توحدت فيه إرادة الأمة السودانية, وقواها الوطنية بفضل عبقرية جيل الرواد من صناع الاستقلال بقيادة الزعيم الوطني والرمز الخالد إسماعيل الأزهري .
اليوم الذي أشرقت فيه شمس الحرية , واسترد فيه الشعب ثمرة كفاحه وجهاده المستمر.
هو اليوم الذي حق علينا أن نحتفل به تكريما لمن قاد النضال ,ومن باب تذكير النفس بمجاهدات الرواد الذين ظلوا دائما محل الفخر والاعتزاز
إن الاحتفال بالاستقلال يلزمنا جميعاً أن نكون أكثر وعياً وإدراكاً بأن الفترة القادمة ستشهد أخطر المراحل في تاريخ الأمة السودانية بعد أن اطل المستعمر بوجه الكالح من جديد
المستعمر الذي استطاع أن يسلب إرادة من هم في موقع المسؤولية في جزء عزيز من وطننا الغالي ودفعهم قهرا لتبني محرقة الانفصال بلا وعي ودون احترام لإرادة المواطن السوداني بالجنوب الحبيب الذي أصبح مغلوبا على أمره .
أن الاحتفال بذكرى استقلالنا المجيد يلزمنا أن نكون أكثر وعيا وإدراكا بالتحدي الماثل الذي يواجهنا جميعا كسودانيين
وأن تتوحد إرادتنا الغالبة ضد الذين جعلوا مرجعيتهم للتعاطي السياسي أفكاراً ومخططات تعجن وتطبخ خارج حدود الوطن وتأتي لنا بطعام تعافه الأنفس السليمة والضمائر النقية .
الحديث عن ذكرى الاستقلال المجيد يستوجب أن نذكر بكل الفخر والإعزاز مجاهدات الحركة الرياضية ودورها المسئول في مناهضة المستعمر .
وعندما يكون الحديث عن الحركة الوطنية عامة والرياضية على وجه الخصوص .. يكون الحديث بدءا عن نادي الهلال .. نادي الحركة الوطنية , وعن مجاهدات مؤسسيه في مناهضة الحكومة الاستعمارية..
فقد جاءت فكرة تأسيس الهلال أولا لقيادة مسيرة النضال والتصدي للاستعمار عن طريق الأندية الرياضية , وذلك عقب ثورة اللواء الأبيض بعد أن قامت الحكومة الاستعمارية بحظر عمل التنظيمات والكيانات لما تسببه للمستعمر من قلق وإزعاج .
ولما كانت الهيئة الرياضية خارج دائرة الحظر فقد نبعت فكرة تكوين الأندية الرياضية لتمارس دورها الوطني والنضالي المسئول .
لذلك لم يكن غريبا أن يكون كل مؤسسي نادي الهلال من أعضاء ومؤسسي الجمعية الأدبية وجمعية اللواء الأبيض , ومن ثم الرصيد الوطني الحي الذي شكل مؤتمر الخريجين .
وقد شارك ثلاثة من مؤسسي الهلال في اللجنة التنفيذية لمؤتمر الخريجين وهم حمدنا الله أحمد , وبابكر قباني , ويوسف المأمون
لذلك كان طبيعيا أن يدخل الهلال في مواجهات مع المستعمر فكانت المواجهة الأولى في الاسم لاعتقادهم أن الهلال يرمز للدولة العثمانية .
ثم جاءت المواجهة الثانية عندما عزفت موسيقى الهلال الأناشيد الوطنية وعانقت هتافات الأهلة المنادية بطرد المستعمر عنان السماء أمام منزل الأستاذ يوسف مصطفى التني عضو جمعية اللواء الأبيض واحد مؤسسي نادي الهلال .
وساعتها وقف المستعمر على الأهداف الحقيقية لتأسيس الهلال لذلك جاء قرار الحكومة الاستعمارية بحل فريق الهلال وإغلاق داره .
آخر الكلم
كل أجزائه لنا وطن
إذ نباهي به ونفتتن
نتغنى بحسنه أبدا
دونه لا يروقنا حسن
لو هجرناه فالقلوب به
ولها في ربوعه سكن ُ
نتملى جماله لنرى
هل لترفيه عيشه ثمن
التحية لرواد الحركة الوطنية , التحية لصناع الاستقلال .
Omeraz1@hotmail.com
ياعااااالم يااااابشر بطلوا كذب يا اولاد كلارك يا نادي حي الشهداء