• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-25-2024
كمال الهدى

الأمير تركي رئيساً فخرياً للهلال!

كمال الهدى

 0  0  3528
كمال الهدى
تأمُلات
كمال الهِدَي

الأمير تركي رئيساً فخرياً للهلال!

أثير كثير من اللغط في اليومين الفائتين حول الرسائل المتبادلة بين رئيس لجنة التسيير الزرقاء والأمير تركي آل الشيخ، وتنصيب الأخير رئيساً فخرياً لنادي الهلال.
ولأن ما تقدم من نوعية المواضيع التي لا أرغب دائماً في اقحام قلمي فيها لعدد من الاعتبارات، لم أرغب في التعليق على الأمر، لكن ما دفعني للكتابة حوله اليوم عبارة محددة وردت في تصريح للأمير.
ففي جزء مما نُقل عن الأمير قال سموه لقناة الملاعب " سأزور السودان للوقوف على منشآت النادي بنفسي بعد زوال جائحة كورونا للتنسيق مع الإدارة، فأنا كرئيس شرفي دوري ليس الدعم فقط."
أكثر ما جذب انتباهي في هذه الفقرة هو عبارة " فأنا كرئيس شرفي دوري ليس الدعم فقط"!
فالعبارة (مطاطة) بعض الشيء وحمالة أوجه.
إن دفعت العلاقات العميقة بين الشعبين الأمير تركي للاقتراب من نادي الهلال السوداني وتولي رئاسته الفخرية فألف مرحب به.
ولو انطلق الرجل في خطوته بدافع حب هذا النادي والرغبة في تطوير العلاقات في مجال الرياضة بين السودان والمملكة، فهذا شعور طيب يجد منا كل الترحيب والدعم.
فنحن ندرك حجم الحب الذي يكنه أفراد الشعب السعودي للسودانيين الذي عملوا معهم لعقود طويلة بادلوهم خلالها ذات الحب والاحترام.
كما نثمن احتفاظ الكثير من اخوتنا السعوديين بالعديد من الذكريات الجميلة مع مدربين ولاعبين سودانيين عملوا في المملكة وقدموا لها عصارة فنهم وتجاربهم ليحظوا فيها بفائق الاحترام والتقدير.
أما إن كان للسياسة دور فيما يجري فهنا لا بد من تنبيه سمو الأمير تركي لجملة من الأمور.
فقد سئمنا السياسة وكرهنا قادتنا هذا البلد طوال العقود الماضية يا سمو الأمير بسبب ضعفهم وهوانهم واذلالهم لهذا الشعب وتصوير لبلدنا وكأنه منهك وفقير لا يملك شيئاً، مع أن الحقيقة غير ذلك تماماً.
فسوداننا غني بموارده وثرواته، وبإنسانه المتعلم صاحب التجارب، لكن هناك ما أعاق نهضتنا دائماً.
السياسة كانت سبباً في أوجاع كثيرة عانى منها هذا الشعب، ولهذا وجد الملايين من أفراد هذا الشعب ضالتهم في الكرة والأندية التي يعشقونها.
وحتى هذه لم تسلم من تدخلات وخبث الساسة في عهد مضى.
لكن مع التغيير الذي انتظم البلاد مؤخراً صرنا أكثر اصراراً على ابعاد أنديتنا عن تأثيرات السياسة وألاعيبها القذرة.
لهذا لن نقبل بأن يكون نادي الهلال مطية لخدمة أي أهداف سياسية لأي جهة كانت.
ومثلما أن بلدنا غني بموارده وثرواته، فإن نادي الهلال كبير وثري بجماهيره المليونية التي ظللنا نحفزها منذ زمن ليس بالقصير لكي تقوم بدورها الإيجابي في دعم النادي.
ولأن الهلال كذلك لا نتوقع منك دعماً مالياً (على عماك) كما يقول أهلنا.
لأننا فكرنا بهذا الشكل فسوف نسيء لأنفسنا قبل أن نقلل من احترامنا لشخصك.
فأنت كرئيس فخري يملك المال تريد أن تدعم قطعاً.
ومن حقك أن تقف بنفسك على أوجه صرف الأموال التي تود انفاقها لدعم الهلال إن أردت.
كما لا نرفض تشاورك كرئيس فخري مع إدارة النادي الحالية المؤقتة، أو أي مجلس سينتخب بعدها.
لكن ما لا نتوقعه منك هو أن اقحام نفسك فيما هو أبعد من ذلك.
فهذا النادي ليس ملكاً للجنته الحالية، ولا لأي مجلس يأتي بعدها حتى ولو كان منتخباً.
بل هو ملك جماهيره العريضة.
وكما تعلم فنادي الهلال السوداني هو “نادي الحركة الوطنية" لأنه تأسس في الأصل كمنصة آمنة لمناهضة المستعمر.
ولذلك من الصعب جداً، بل المستحيل أن يقبل جمهوره بأي نوع من الإملاءات.
وإن حظي أي داعم للنادي بالمساندة في أي تدخلات غير مرحب بها من بعض الإداريين، فليس معنى ذلك أن البقية يوافقون.
فجماهير هذا النادي يمكن أن تثور على أي إداري لا يحقق لها حداً معقولاً من تطلعاتها فيما يتصل باستقلالية القرار.
وأنت كرئيس فخري تطمح لأن تكون مقبولاً من الجميع بلا شك.
ولكي تحظى بهذا القبول الواسع، ولأننا حريصون على الاحترام المتبادل نذكرك بأن جمهور نادي وبعض إدارييه وإعلامييه ثوار بالفطرة، ويحترمون جداً العلاقات المتكافئة، ولا يقبلون بالتدخل السافر في شئون ناديهم أو فرض الوصاية عليه.
عذراً على هذا التذكير، لكن السياسة وزيف بعض من حسبناهم دوماً أشقاء علمنا درساً مفاده ألا نترك كل شيء للصدف والظروف ولابد من وضع النقاط على الحروف دائماً.
فقد استغل بعض أشقاء الأمس (المستعمرون الجدد) الروابط التاريخية التي تربط بلدنا بأوطانهم وراحوا يفرضون إرادتهم على بعض قادتنا (الوضيعين) بصورة تأذينا منها كمواطنين وكسادة لهذا البلد.
فكل العشم أن تهنأ بعلاقة متكافئة مع إدارة الهلال الحالية وأن تسعد جماهير النادي باقترابك منهم وسعيك الجاد لتقديم الأجمل لهذا النادي العريق.
وأمنياتنا لك بالتوفيق تعزيز العلاقة الرياضية بين البلدين، بعيداً عن مؤثرات وألاعيب السياسة.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019