حقيقة أكاد أصاب بالجنون من شدة التفكير في واقعنا الرياضي وطريقتنا العجيبة والفريدة في تسيير أمورنا وأعمالنا الإدارية !! أدمنا العشوائية والارتجال ونعيد ونكرر نفس الأخطاء بالكربون ولا نتدبر ولا نتذكر ولا نعقل ولا نسمع ولا نبصر وبالتالي لا نتعلم من أخطائنا !! مع أن ديننا الحنيف يحسناويعلمنا في عشرات الآيات معنى التدبر والتفكر والتعقل ويخاطبنا الله جل في علاه بقوله ((أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ)) ((أَفَلَا تَعْقِلُونَ)) ((أَفَلا تُبْصِرُونَ))((أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ)) (( أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )) ((أَفَلَا يَتدَبَّرُون)) واعتقد بل أجزم أن لا أحد من مجلس إدارة الهلال ينظر ويعيدالنظر .. والنظر يعني تقليب البصر والبصيرة لإدراك الشيء ورؤيته، وقد يراد به التأمل والفحص، وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص، وهو الروية. يقال: نظرت فلم تنظر. أي: لم تتأمل ولم تترو!
ومن هذا يتضح أن رئيس و أعضاء مجلس الهلال لا يرون وإن رأوا لا يتدبرون ولا يقفون عند ما يرونه أمامهم !!!
نجيل ملعب الهلال الذي تعبت أنا من الحديث عنه عشرات المرات ومنذ عدة سنوات دون أن يتغير الوضع ودون أن تستفيد أو تتعلم الادارات المتعاقبة في نادي الهلال من التجارب السابقة!
قبل أسابيع قليلة شاهدت بعض الصور لملعب مخضر وجميل ونجيل يسر الناظرين مما يؤكد أن هناك عمل كبير قد قام به المجلس لزراعة النجيل ... لكن وآه من لكن ... ما أن شاهدت ((الركشة )) أي ماكينة قص النجيل يقودها الكابتن زغبير عرفت أن الوضع سوف يعود لسابق عهده وربما أسوأ !!!
مللت وأنا أردد وأدعم كلامي بالصور في منتديات الهلال وكوورة سودانية وفي كل المواقع أن قص النجيل يجب أن يكون بصورة مهنية ... هذا ليس عمل يقوم به أي شخص وليس الأمر مجرد آلة قص تحركها في جنبات الميدان كيفما اتفق بل هو علم وفن وتخطيط مسبق ... قص النجيل يتم في مراحل متعددة وبدرجات محددةفي كل مرحلة من مراحل نمو النجيل وأي خلل في طريقة القص من مرحلة لأخرى تؤدي لقتل العشب واصفراره والمرحلة الأخيرة هي مرحلة تخطيط وتجميل الملعب بأن يكون القص من أجل رسم لوحة جميلة في الملعب بيد فنان يجيد تخطيط الملاعب ....!!

منذ تولي السيد اشرف الكاردينال رئاسة الهلال قبل عام مضى قدمت لهم رابطة الهلال في قطر الدعوة تلو الأخرى لكي يأتي الرئيس أو من ينوب عنه أو أي عضو من مجلس الإدارة للتفاكر حول النجيل حتى بعد تجاهل مجلس الهلال كل ما يقدم للهلال من دعم اتصل رئيس الرابطة بهم واتصل الامين العام بل ذهب لدبي وقابل الرئيس هناك ووعده بالحضور لقطر واتصلت انا بالأستاذ عماد الطيب واتصلت بالأخ المهندس محمد عبد اللطيف هارون أكثر من مرة لكي يأتي أي شخص منهم إلى قطر للتباحث في كيفية تقديم الدعم في موضوع النجيل ومواضيع أخرى كثيرة منها تفعيل التوأمة مع نادي السد القطري .... لكن لا حياة لمن تنادى ... كلها وعود منذ شهر يناير الماضي وحتى اليوم ... مما جعل الناس هنا تيأس من استجابة مجلس الهلال !!
أنا شخصيا فترت وقرفت ولن أكتب مرة أخرى عن النجيل, هذا الوجع المستمر طالما أننا لن نتعلم ولن نتقدم ولن نتطور ...... ولن اتصل بأحد من المجلسلتقديم أي مساعدة حتى يغيروا ما بأنفسهم أو يتغيروا !!!
بالكو
الفقرة أعلاه جزء من آخر مقال كتبته في 08/07/2015 فيما يخص الوجع اليومي والهم الدائم لي ألا وهو النجيل وطريقة قصها وتخطيط الملعب وقلت من شدة الغضب أنني لن أكتب في موضوع النجيل مرة أخرى ... لكن يبدو أنني لن أستطيع أن أفي بوعدي ... يعني علي كفارة ههههه !!!
كنت قد شاهدت صورة حديثة لملعب الهلال قبل أسبوعين توضح أن الملعب أصبح مخضرا بصورة جيدة جدا لكن لم يصل درجة الامتياز ... إلا أن الصورة التي وصلتني أخيراً قبل يومين اثناء تمرين الهلال حقيقة صورة مؤلمة وحزينة وتؤكد أننا لن نتعلم أبدا وأننا لن نعمل بمؤسسية ولا مهنية اطلاقا وأن الحلو ما بيكملش وينطبق علينا قول الشاعر الفيلسوف المتنبي وَلم أرَ في عُيُوبِ النّاسِ شَيْئاًكَنَقصِ القادِرِينَ على التّمَامِ !! ألسنا قادرين على التمام ؟! بالتأكيد قادرون ؟! سؤال آخر أليس التمام معروف لدينا ؟! بدون شك ... معروف ومعلوم ؟! إذن أين النقص ؟! اعتقد أن نقصنا وعجزنا يتمثل في العشوائية التي تربينا عليها وعدم تجويد واتقان العمل مع أن هذا من صميم الدين وقد حسنا عليه معلم الناس الخير عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حيث قال (( من عمل منكم عملا فليتقنه))ولا عيب أبلغ من عيب من قدر أن يكون كاملا في الفضل فلم يكمل أي لا عذر له في ترك الكمال إذا قدر على ذلك ثم تركه والعيب الزم له من الناقص الذي لا يقدر على الكمال!!
مع أن افتتاح الجوهرة الزرقاء تبقت له أيام قليلة فقد رأيت عجبا في ملعب الهلال حيث عادت ريمة لحالتها القديمة واعتقد أن الكابتن زغبير أو ربما شخص آخر لا يعرف ما يفعل قام وامتطى ظهر تلك(( الركشة ))فَرَاغَ ضَرْبًا بِالْيَمِينِعلى النجيل حشا وجذرا وتقطيعا ومعطه كيفما اتفق !! لقد تكرر المشهد المؤلم عشرات المرات وعندي صور احتفظ بها لملعب الهلال منذ عام 2007 وكيف كان النجيل كثيفامخضرا يسر الناظرين ويريح اللاعبين عندما يمارسون اللعب , لكن عندما يحين موعد القص يتم إضاعة كل ما بزل من الجهد والمال الذي صرف في زراعة وتجهيز الملعب لأن هذا العمل كما أقول مرارا وتكرارا هو عمل فني يقوم به شخص صاحب خبرة وليس كل شخص يمكنه أن يخطط ويقص النجيل !!
لا أريد أن أبخس للكاردينال أشياءه فقد أوفى ببعض ما وعدنا به وجدد وأضاف في ملعب الهلال الكثير وأسأل الله أن بارك فيه وبارك له في ماله وولده ...! لكن من الأشياء الغريبة أن الاعلام يكتب ليل نهار عن افتتاح الجوهرة ولا أعلم ما هو الجزء الذي كان مغلقا أمام الجمهور حتى يتم فتحه ؟! إذا كان الملعب مفتوح للفريق وتمارينه ومفتوحة منذ ثلاثة سنوات أمام الجماهير رغم الخطورة الأمنية وتعريض حياة الجماهير للخطر وسط السيخ والحديد ومعداتالبناء وقد كتبت مقال في مارس 2016 يوم المباراة الأفريقية للهلال وقلت أن سلامة الجمهور أهم من عبور الهلال لدوري المجموعات وقلت يجب تحويل المباراة لملعب المريخ أو الخرطوم وطالبت بإغلاق النادي تماما حتى الانتهاء من الأعمال وعندها يمكننا أن نقول ونردد أن هناك افتتاح بحق وحقيقة !! لكن أن نفتح ما هو مفتوح ومشاهد للجميع فهذا أمر غريب لا يحدث إلا في السودان بلد العجائب!!
كذلك من المطالبات الغريبة لبعض إعلام و جماهير الهلال أن يتم تقديم الدعوة لرؤساء أندية عربية وعالمية ولا أدري لماذا كل هذا وما هو الشيء الذي يستحق أن نستدعي له شخصيات بهذا الحجم ؟! ولماذا هذه التكاليف المالية الضخمة والتي يمكنها أن تكمل باقي المنشئات التي رأيناها في المخطط الهندسي الأولي ولم تظهر حتى الآن مع مباني الجوهرة الزرقاء .
على كل حال الملعب يحتاج لثلاثة عمال فقط لتخطيطه وتجميله وبماكينة يدوية خفيفة وبكارة خيط كما هو في الصورة المرفقة من ملعب الغرافة حيث كنت أتابع طريقة القص والري وهو أسهل مما يظن قومي لو كانوا يعلمون أو يعقلون !!
كما أن الإضاءة ضعيفة والكشافات التي تم تركيبها فيها عيوب كبيرة وخاصة أنها تقسم الملعب لأربعة درجات من الإضاءة وهي ظاهرة للعيان عند النقل التلفزيوني بحيث تكون هناك أماكن مظلمة والرؤية فيها ضعيفة لأن الكشافات الأربعة لا توزع الضوء في أرجاء الملعب بالتساوي خاصة أنها أي الكشافات من النوع الذي يسقط الضوء إلى الأسفل وليس للأمام ولذلك نجد أن هناك أربعة درجات للضوء تظهر في أرجاء الملعب ! ومن الضرورة بمكان أن تكون الإضاءة موزعة على جميع أجزاء أرضية الملعب، بحيث يكاد الظلام ينعدم تماما في أي جزء من الملعب، مع الوضع في الاعتبار تجنب مشكلة الزغللة التي تجهد النظر سواء للاعبين أو الجمهور.
هذه الملاحظات نضعها أمام من يهمهم الأمر حتى نرى الجوهرة الزرقاء في أبهى صورة !!
سوف أرفق بعض الصورة لملعب الهلال للاستدلال بها ويمكن مشاهدتها في صفحتي بالفيس بوك!

baaalkooo@hotmail.com