نعود اليوم للمفكرة الإجتماعية المتنوعة ونبحر بعيداً عن سواحل الرياضة ، والمفكرة لها مكانة خاصة في نفسي وفي نفوس القراء الكرام ، قال لي فيصل الأقرع عايزين مفكرة قبل أن ننشغل بمنافسة الدوري والأبطال كما سبق للأخ يوسف عمر أبوضحى من هلالاب محايل عسير أن طلب مني مفكرة تحث الناس للرجوع للوطن ويكون عنوانها بلادك حلوة أرجع ليها ، ونقول للأخ أبوضحي بالفعل بلادنا حلوة ولكن السوداني ( ماداب نفسه ) وكما يقولون الهند دولة غنية وشعب فقير والسودان حكومة فقيرة وشعب غني ، وبالتأكيد غناء شعب السودان بعد فضل الله تعالى هذا الشعب الطيب المضياف غني بتعاونه وتكافله ، صحيح أن الهجرة والإغتراب سنة الأنبياء والرسل ولكن الآن لم تعد بلاد الغربة حاضنة إقتصادية كما كانت في سالف الأزمان والناس مصيرها ترجع لبلادها شاءت أم أبت ، صحيح أننا كشعب سوداني رغم وافر طيب خصالنا إلا أننا لا نخطط للمستقبل ولا نخلو من العشوائية عشان كدة الواحد لما يعمل خروج نهائي بيندم أو يفكر أن يرجع للغربة مرة أخرى لأنه لم يستطع أن يتأقلم مع بلده الذي تربى على ترابه الطاهر وهذه منقصة فينا لم نجد لها العلاج الناجع بعد ، رغم أن الفنان حمد الريح يهتف في مسامعنا بأغنية حمام الوادي صباح مساء ويقول *** تقول لي ماشي من بكرة مهاجر لي وطن تاني ...مفارق خضرة النيلين وعشك فايتو وحداني ... دا إنت القلت مابتنسى وطن بالعزة رباني ... بلادك حلوة أرجع ليها ودار الغربة مابترحم ... وطوف بجناحك الوادي تلقى الخضرة تنسى الهم ... فيها ورد الضفاف الساقية ضمه عليك وإتنسم ... تعال لي أهلك الطيبين ملوك العزة مابتندم ، والله ياحمد كلامك صاح إلا الرجول متوحلة... وبقينا زي أهل القبور لا البرة عارف الداخلة ... ولا الجوة يرجع لى وراء يحكي الحقيقة يوصلة ...لكن خلاص هان الخلاص عدك نزل مهما علا ... وإن شاء الله نحيى نوعدك وتكوني ذكرى نغازلة ، طبعاً ناس حزب قفة الملاح ماشاء الله أصبحت أعدادهم تتزايد وإن شاء الله القفة تأخذ نصيبها من الإنفراج الإقتصادي لأن هذا الشعب الصامد الصابر لايريد غير صحن فول في الفطور وكسرة بي أم رقيقة في الغداء وفطير باللبن في العشاء .
*** هاشم وسهام مثال للبشاشة والإلتزام
السوداني الملتزم ومنضبط في عمله ودقيق في تنفيذ برامجه يكون عجوة معطونة في عسل ، صحيح أننا لانحب الرسميات ونعتبر التقييد نوع من كتم الحرية وإن كان غير ذلك ، إلا أن هناك فئة قليلة بشوشة وملتزمة ومن هذه الفئة هاشم أحمد النور الشهير بود الفنان والأخت الفاضلة سهام ، وهاشم يسكن أم درمان الثورة الحارة 25 وهو شاب عملي نعم شاب جامعي لكنه واقعي تخرج من الجامعة بشهادة محاسب ولكنه لم يركن للوظيفة ويسجل إسمه في بند العطالة وإنما إمتطى ظهر قلاب والده ( التيبر ) وأصبح يعمل في مجال التراب وأرضنا البكر كريمة معطاءة وهو شاب بشوش وملتزم في عمله حيث يصلى الفجر حاضراً ثم يذهب لعمله وشعاره المرفوع ( مافي أحسن من اللقمة الحلال ) سألت هاشم عن أنواع التراب وبعض أسعارها فأجابني هي الرقيطة والرملة والمونة والخرصانة وغيرها وسعر دور المونة بمبلغ 250جنيه تدفع 60 للطلب ( بضم الطاء وفتح اللام ) وهم عمال التراب ، 70 للجازولين و120 للسواق والعربية ثم أضاف كان سعر دور المونة 220 جنيه وعملنا الزيادة فقط بمقدار زيادة سعر جالون الجاز الذي زاد 28 جنيه فقلت في نفسي... المواطن يرحم بعضه ليت الحكومة تحذو حذوه وتأملت في حرص هذا الشاب على اللقمة الحلال وتذكرت الحديث الشربف ( مثل الذي يعمل ويحتسب في صنعته الخير كمثل أم موسى ترضع ولدها وتأخذ أجرها ) أما سهام فهي نموذج من بنات بلدي الماجدات تعيش مع زوجها بمكة وتقضي معظم وقت فراغها بالحرم الشريف ، كانت بت الخال الدكتورة أم سر أحمد تعاني من مشكلة عدم تمكن أختها من الحضور لها من السودان لمساعدتها أثناء الولادة وهي تستعد لإستقبال مولودها الأول في أرض الغربة بعيداً عن الأهل ، ولكن يد الله الحانية هيأت لها جارتها التقية النقية سهام فلازمتها منذ قبل الولادة حتى بلغ الصغير محمد 6 شهور فكانت كل يوم تطبخ وتقوم بكل أعمال المنزل وتحتسب ذلك لله ولا تذهب لبيتها إلا لإصلاح حال أسرتها وترجع سريعاً لتعود لبيتها في المساء وزوجها قرير العين بذلك لأن خالد السر والد محمد صديقه وزميله في العمل ، ولم تنقطع سهام عن أسرة خالد إلا 3 أيام في الإسبوع الماضي بسبب وفاة والدها عليه رحمة الله وأدخله فسيح جناته ، لقد وقفت أمام مشهد سهام كثيراً ولم أستغرب أصالتها وطيب معدنها لأنها إبنة هذا الشعب السوداني الطيب المضياف الذي هاجر من السودان ولكن هاجرت معه خصاله الطيبة وصفاته النبيلة ومادام الدنيا بها أمثال هؤلاء الشباب هاشم وسهام ... فالدنيا لسه بخير ولله در القائل *** شباب ماعرفوا الخلاعة في بنات ... وماعرفوا التخنث في بنينا
*** وماعرفوا الأغاني مائعات ... ولكن العلا صيغت لحونا
*** وإذا جن المساء فلا تراهم ... من الإشفاق إلا ساجدينا
*** كذلك أخرج الإسلام قومي ... شباباً مؤمناً حراً أمينا
ويشترك هاشم وسهام في صفة ( حبوب وبشوش ) وفوق ذلك الإلتزام والنظام .
*** القرآن سبق بإعجازه العلمي الأمريكان
أكتشفت وكالة ناسا الأميركية بحيرة تشبه شكل العين وهي ساخنة طول العام في جمهورية قيرغيرستان التي تقع غرب الصين هي بحيرة إيسيك كول وهي طينية وإسمها البحيرة الدافئة وحسب صور الأقمار الصناعية لوكالة ناسا فهي تشبه العين وتقع بين سلسلة جبال وتظل ساخنة حتى لو بلغت درجة الحرارة 25 درجة تحت الصفر ويقول الأمريكان في هذه المنطقة تغرب الشمس ، ويقول الباحث الأردني الدكتور عبدالله شوربجي إن القرآن الكريم سبق الأمريكان في هذا الإكتشاف قبل أكثر من 1400 سنة في الآية 86 من سورة الكهف وهي تتحدث عن مسيرة ذي القرنين وتقول الآية ( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ) وكان سيدنا معاوية بن أبي سفيان يقرأ (وجدها تغرب في عين حامية ) وقال حبر الأمة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما الحمأ هو الطين الأسود ، ومنطقة قيرغيرستان هي منطقة تربية الخيول والسكان عراض الوجوه صغار العيون ، وهي تجاور منطقة يأجوج ومأجوج وهم قوم مفسدون في الأرض وقال إبن عباس كان فسادهم أنهم يأكلون الناس ( يعني سحاحير نسأل الله السلامة ) عشان كدة حقو الناس تحفظ سورة الكهف وبالعدم يمكن قراءتها كل جمعة لأن أول عشر آيات هي السلاح الفتاك ضد يأجوج ومأجوج ، وفي حديث أبي سعيد الخدري قال صاحب الرسالة العصماء صلوات ربي وسلامه عليه ...لن تقوم الساعة حتي تقاتلوا قوماً صغار الأعين عراض الوجوه كأن عيونهم حدق الجراد وكأن وجوهم المجان المطرقة ينتعلون الشعر ويتخذون الدرق حتى يربطوا خيلهم بالنخل ... والمجان المطرقة ( التروس المجلدة بالجلد ) ...فسبحان من علم محمد الصادق الأمين وهو في جزيرة العرب هذه الحقائق !! وصدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين .
*** خاتمة قبل الوداع
طبعاً نحن بنحب السودان حب صادق و ( كتامي ) ولا بنقول السودان ( أبوالدنيا ) لكن نحمل قيمه ونقدمه سلوكاً وأخلاقاً في حياتنا ( وين ماكنا ) و بمناسبة تراب الوطن الغالي سألت الأخ أحمد سعد بلة من ناس المتمة ولديه لوري تراب يعمل في أم درمان وقلت له ...ليه دور التراب عندك غالي فأجابني ضاحكاً ( جدودنا زمان وصونا على الوطن وعلى التراب الغالي ) ومن طرائف أهل المتمة أن الأستاذ أبوالحسن الحاج أستاذ الرياضيات المشهور بمدرسة المتمة الشعبية المتوسطة سأل إبن الخالة حسن على موسى عن مسألة في السين والصاد وكان حسن لايحب الرياضيات وكان في الإجازة عنده قليبة تراب يسترزق بيها ( هوووووي ياالحناكيش ماتسألوني من القليبة شنو !! عندكم ناس حددناهم ليكم قبل كدة أسألوهم هم ) فسأل أستاذ أبوالحسن ودالخالة عندما عجز عن حل مسألة الرياضيات وقال له ...إنت ياحسن قليبة التراب بي كم فأجابه حسن بعفوية بي خمسة قروش فأضاف الأستاذ سمح الخمسة قلايب بي كم فأجابه ودالخالة بي طرادة ، وهنا قال الأستاذ يا حسن ياأخوي ماتمشي علي قليبة ترابك دي!! منها تصرف رقبتك ومنها تريّح أبوالحسن ... وإلى اللقاء في مفكرة قادمة نترككم في حفظ الله ورعايته وكما يقول الحبيب محمد الفاتح ( كتاحة ) أقعدوا بالعافية .
مفكرة والدنيا مقلوبة عند الجيران
انت ما عارف عندهم بكاء
وماعارف غرزة طعنه مسمار في القضارف
وناس البوليس شيلوه القفة
والله زى ما أقول ليك شيلوه القفة
والغريبة ودعقيدة عامل راااايح
يشيل ويشكر في المفكرة
كانك ياغرزة ما طعنك المسمار
وكأنك ما شيلوك القفة
وود عقيدة عامل نااااايم
والغريبة البوليش في القضارف كلبش ليه مريخ
والاقمار في امدرمان سحقوا ليهم مريخ
وود عقيدة عامل راااااايح
اليوم ( جمعة )
مباركة علينا وعليكم
اما عن المعلومه العلميه التي اوردتها عن العين الحمئه والتي وصلت بالبعض في التشكيك في القران بعد العلم الحديث الذي اورد ما معناه ان الشمس لا تغرب مما جعل بعض علماء المسلمين ان يفسروا الايه بالغروب الظاهري ولكن اليوم افدتنا اكرمك الله ان العين الحمئه حقيقة وواقع باعتراراف اعداء الاسلام
والتحيه لسهام وام سر( ام سر دي ياجماعه بضم السين ) وربنا اديم العروف بين اهلنا الطيبين والقليبه ياابوناصر كانت عبره عن اناء مصنوع من السغف يشبه القفه لكن زي القفتين المقرونات مع بعض توضع علي ظهر الحمار وينقل بها التراب للبنيان وسميت بالقليبه لانها كانت تقلب من ظهر الحمار علي الارض علي خشمها لتفريغ التراب منها
التي افتتحها الاجداد الشجعان منزو القدم لهم كل الود والاحترام ونسال الله ان يكون ان الاوان كي يرتاح هذا الشعب من كل المعاناة من تردي في الاقتصاد وحروب وتشرزم