* تذكرّنا الدكتور كمال حامد شداد رئيس الاتحاد الرياضي السابق عندما هرع القوم قبل ايام قليلة الى القصر استجابة لاستدعاء رئاسي وضعت فيه الأخيرة رئاسة الجمهورية- خارطة الطريق وبعض المحاذير للموسم الجديد.
* في مثل هذه الحالات كان الدكتور كمال شداد يتمسك بحق أهل (الكورة) في عدم قبول أي إملاءات من أي جهة خاصة السياسية.
* ومع ذلك نقول ان المحاذير التي وضعت للاطراف (المريخ، الهلال، والاتحاد الرياضي) لن تجدي نفعاً.
* فالرياضة طبيعتها ساخنة جداً، والتنافس فيها على أشده، والثغرات عديدة، واسباب المشاكل، والنزاعات بين الاندية، والاتحادات ( قومي، ومحلي) لا حصر لها.
* كما أن أهل الرياضة الحقيقيين لا ينظرون الى الخلافات على أنها كوارث، وانما وسيلة أمضى لاجراء التحسينات، والتعديلات في التشريعات، والقوانين المنظمة للعبة.
* وهي أي الازمات- فرصة للتداول الديمقراطي الحر بعيداً عن الاملاءات ورعب السياسيين من البلبلة ومحفزات الثورات.
* الشرط الوحيد لتوقع ما هو ايجابي ان يضطلع كل رياضي بدوره خاصة اعضاء المجلس التشريعي (الجمعية العمومية).
* كان أمر توجيه الموسم الجديد سياسياً منذ ذلك الاجتماع سهلاً ميسوراً والسبب هو اهمال الرياضيين لشؤونهم؛ ولارتماء معظمهم في احضان السلطة.
* وعندما منع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، واللجنة الاولمبية الدولية الجمع بين العمل الطوعي في الاتحادات وبين السياسة، والمشاركة في الحكم لم يأت ذلك من فراغ.
* كان اهل الرياضة يعلمون ان تداخل السياسة في الرياضة سيؤدي الى خلل بالغ في المنظومة الرياضية ويضر بها وبأهليتها، وديمقراطيتها كل الضرر.
* معلوم ان السياسي له مصالح كثيرة على مستوى عمله الخاص لذلك لا يستطيع ان يملك قراره في مواجهة السلطة نهائياً.
* صحيح ان معتصم جعفر رئيس الاتحاد الرياضي عضو البرلمان أعلى سلطة على المستوى السياسي- ولكنه لا يستطيع مخالفة حزبه الحاكم في أي توجيهات.
* والحال ينطبق على أسامة ونسي رئيس المريخ وهو في الاصل رجل سياسة، اما الكاردينال رئيس الهلال فستجبره مصالحه الخاصة، واعماله التجارية على السير في ركب المجموعة (المُسيّسة).
* نعود ونقول رغم التوجيهات الصارمة باستقرار الموسم الجديد بعدم حدوث اي مشكلات لكننا لا نضمن ذلك لسخونة الاجواء الرياضية.
* وقد لاحت بوادر مشاكل الموسم الجديد من الآن، ويبدو ان لاعبي جنوب السودان سيكونون القاسم المشترك في كل أزمة.
* يرجع كثيرون ان الازمة الاقتصادية سببها انفصال الجنوب، والازمات الرياضية الآن سيكون سببها انفصال الجنوب ايضاً.
* سيدّعي كل لاعب جنوبي انه من أبيي في الوقت الذي يتمتع فيه بأكثر من هوية.
* وليس بعيداً ان يضطر الاتحاد الرياضي الى رفع عدد فرق الممتاز من 17 فريقاً الى 18 باضافة الرابطة كوستي على إعتبار ان لاعب مريخ كوستي ألوك أكيج جنوبي وليس من أبيي كما إدعى.
* وإذا فشلت الرابطة في اثبات ذلك ليس بعيداً ان ينجح آخر مع انطلاقة الموسم لتتفجر قضية أخرى لا تجدي معها التوجيهات الرئاسية.
* من حسن حظ السياسيين ان قضية نادي الأمل الأخيرة كانت في ختام الموسم.