* لا يختلف شخصان في السودان على ان حالة من الخوف والرعب تصل الى مرحلة الهلع تفرض نفسها على كل محبي المريخ والهلال قبل اي مباراة تجمع الفريقين سواء كانت دورية او ودية.. وكل من يقول غير ذلك بالجد موهوم موهوم موهوم..!!

* ثم ان تاريخ مباريات الفريقين ونتائجهما تؤكد غياب الحسابات وتراجع تأثيراتها على النتيجة، ودائماً ما يكون الفريق الأقل اعداداً وصاحب الفرصة الواحدة هو الاقرب للفوز وبالتالي فان ما قلته في هذه المساحة قبل ايام ليس بدعة ولا خرافة..!!

* مشوار الهلال في بدايته وتحديداً حتى منتصف الدور ربع النهائي لم يكن مطمئناً حتى جاءت مباراة المغرب التطواني وكشفت الواقع الحقيقي الذي يعيشه الازرق، في وقت تابعنا فيه تفوق المريخ واستفادته من انتصارات اتحاد العاصمة..!!

* الحقيقة الثانية تمثلت في ان فوز الاتحاد على سطيف هو الذي منح المريخ فرصة العبور المبكر الى نصف النهائي، ولكنه ارتضى بالمركز الثاني متخلياً عن ميزات الصدارة ورغم ذلك احتفل المريخاب بتلك الرفقة وبطريقة خرافية..!!

* ولعل ما كنا نود توصيله الى الاسرة المريخية من رعب وخوف من الكرنفالات التي انتظمت الشارع الاحمر هو ذات الشئ الذي ظهر خلال الشوط الأول في مباراته امام العلمة بالجزائر والذي كان الشكل الأسوأ للمريخ في البطولة على الاطلاق..!!

* اي نعم استفاد المريخ من خبرة لاعبيه في الشوط الثاني وقلب تأخره الى فوز باهر بعد (الدش الساخن لغارزيتو).. لكن ما فلعه المريخ والمتمثل في الفوز على العلمة ذهاباً واياباً فعلته ايضاً كل فرق المجموعة لتثبت حقيقة ان العلمة هو حصالة ربع النهائي..!!

* لم ينشغل المريخاب بعبور المريخ والطريقة التي تأهل بها الى نصف النهائي ـ ربما لأنها المرة الأولى التي يعبر فيها الاحمر الى هذه المرحلة وهذه حقيقة لا مفر منها ـ وتفرغ السواد الأعظم لمتابعة الهلال وهم يحلمون بهزيمته امام مازيمبي..!!

* خسارة الهلال امام التطواني في الجولة الرابعة بام درمان هي التي منحت اللاعبين دفعة معنوية خرافية اعانتهم للفوز على مازيمبي العنيد (في اشارة لهشاشة النفس) واعادت الروح الى الفرقة الزرقاء وقربتهم من العبور لنصف النهائي..!!

* تجدد آمال الهلال، ووداع سموحة المصري، ودخول مازيمبي في حسابات معقدة تفرض عليه الفوز على التطواني في لوممباشي تضع الازرق على اعتاب التأهل وربما كبطل للمجموعة وعبر الوضعية التي اهدرها المريخ..!!

* والاحتمال الاقرب للحدوث بالجولة الاخيرة فوز مازيمبي وبالتالي تأهل الهلال الذي يبقى أمر تحديد مركزه مرهوناً بنتيجته امام سموحة، وعليه فان نسبة ملاقاة الازرق للاحمر في نصف النهائي تبقى كبيرة.. وهنا فنحن على موعد مع الرعب المشترك..!!

* ان الطالب الذي يسعى للنجاح يجب عليه وضع كل الاحتمالات.. اسوأها وأفضلها قبل الدخول في الامتحان، ومن باب الطمع في الفوز والصعود للنهائي وتفوق المريخ من ناحية الاستقرار على الهلال تطل عبارة ان مباريات القمة لا تعترف بالحسابات..!!

* تخريمة أولى: الشاهد ان رعب المريخ الذي انتاب الاسرة الحمراء قبل مقابلته للترجي التونسي هو الذي قرّبه من التأهل الى ربع النهائي، وفي نفس الوقت فان الاسترخاء والاستهوان الذي فرض نفسه على المريخ هو الذي اسقطه امام كمبالا من التمهيدي..!!

* تخريمة ثانية: الرعب من المنافس ليس بمذمة او اساءة بقدرما هي اشارة تقودنا وتفرض علينا ضرورة التركيز والتعامل بكل الاهتمام مع المنافس المرتقب ولو من باب ان ذلك هو أول خطوات تخطيه والعبور على حسابه..!!

* تخريمة ثالثة: سياستي التي اتعامل بها مع الكرة السودانية لا تعرف التطبيل لقناعتي ومعرفتي بهشاشة نفسية اللاعب السوداني الذي كلما يشكروه (بيرقد) وسندي في ذلك العديد من الدروس القاتلة التي لا أود متابعتها وهي تتكرر..!!