* من حُسن حظ المدرب دييغو غارزيتو المدير الفني للمريخ أن كثير ممن يقومون بالقراءة الفنية للمباريات عبر الصحافة الرياضية لا يعرفون القواعد الأساسية لهذا الضرب الهام من العلوم (التحليل الفني لمباراة كرة القدم).
* ولدواعي ذلك ينصرف أحياناً من يُفترض أنهم محللون إلى تناول أمور شتى، وقد يكون كثير منها ليست السبب المنطقي لخسارة فريق أو تفوقه.
* وبذلك تضيع الكثير من الحقائق، ويصبح الإلتباس هو السمة السائدة، وقد يتحول إلى إعتقاد راسخ، يصعب تصحيحه، وتقويمه، بالرغم من أهمية ذلك.
* فالمعرفة الصحيحة لأسباب التفوق، أو الإخفاق، تؤدي بالطبع لإزالة أوجه القصور مستقبلاً.
* وإذا أخذنا حالة المريخ في مباراته أمام إتحاد العاصمة الجزائري لحساب الجولة الثانية لبطولة دوري ابطال افريقيا بأرض الأخير كمثال، ومن ثم موقف كثير من الذين إنبروا لتحليلها، سنكتشف أننا أمام أزمة تحليل فني، علمي، لمباريات كرة القدم.
* عقب هذه المباراة - ومازال المد الكتابي متصلاً - ذهب كثيرٌ من المحللين لتوجيه اللوم إلى حكم المباراة بسبب عدم إحتسابه لهدف صحيح للمريخ أحرزه شيبوب كان سيكفل للفريق التعادل والخروج بعدة مكاسب.
* ومن ثم تشكّل رأي قائم على ما توصل إليه المحللون وهو أن الحسابات المعقدة التي يعيشها المريخ الآن للصعود لدور الاربعة سببها الأساسي نقض ذلك الهدف.
* وهذا ما أشرت إليه في السطور الأولى ب(وقد يكون كثير منها ليست السبب المنطقي لخسارة فريق أو تفوقه).
* وكما أشرت أيضاً إلى تحول تلك الفكرة: (لإعتقاد راسخ يصعب تصحيحه، وتقويمه).
* ونحن الآن بصدد تصحيح ذلك الإعتقاد الذي نحسبه قد رسخ في الأذهان، والعقول، بطرح سؤال محوري وهو من الذي ذبح المريخ؟) ونعرف أن مهمتنا شاقة، وصعبة.
* فلماذا تجاهل ويتجاهل المحللون حتى الآن أمر التشكيلة التي خاض بها غارزيتو هذه المباراة؟.
* ألم تشتمل هذه التشكيلة على الكثير من أوجه القصور؟.
* وللتذكير بالتشكيلة فقد جاءت على النحو التالي: ( جمال سالم في حراسة المرمى، رمضان عجب وجابسون سالمون وأمير كمال، ومصعب عمر في الدفاع، عمر بخيت وأيمن سعيد كثنائي ارتكاز وأحمد ضفر وراجي وديديه كوسط متقدم ثم بكري المدينة في الهجوم.
* لعب في هذه المباراة كلاعب (مولف) في غير خانته جابسون سالمون كمتوسط دفاع، فهل أفلح في تلك الخانة؟ ثم ألم يكن ذلك على حساب الارتكاز ثم الوسط ككل؟.
* وهل نجح عمر بخيت في خانة الارتكاز؟ وهل كان هو الخيار الأمثل في هذه الخانة؟.
* ما مدى تفوق احمد ضفر في الوسط المتقدم في هذه المباراة؟. وهل تسبب عمر بخيت وضفر بالفعل في بطء ايقاع المريخ؟.
* هل قام عمر بخيت بواجباته الدفاعية كما يجب، ناهيك عن الهجومية؟. هذا السؤال تحديداً سأجيب عليه بنفسي أما بقية الأسئلة فقد أجاب عنها عملياً ومن خلال المباراة اللاعبين كوفي واوكرا وشيبوب عندما عاد غارزيتو الى رشده، وقام بإشراكهم في أواخر المباراة بدلاء لضفر وعمر وراجي.
* لو أخذنا حالة الهدف الذي ولج مرمى المريخ سيكون كافياً للتدليل على تواضع عمر.
* بدأت الهجمة من الناحية اليسرى للجزائري وتقدم اللاعبون الى داخل منطقة الجزاء وتم عكس الكرة الى الخارج على مشارف المنطقة فكان اللاعب الذي وصلته الكرة أمام عمر بخيت ومن ثم لعبها لبلايلي الذي سجل منها بهدؤ.
* لو عدنا لوضعية عمر هنا نجدها غريبة كل الغرابة، فليس من المعقول ان يصل الفريق الجزائري الى منطقة جزاء المريخ ويكون لاعب الارتكاز خارج هذه المنطقة، كما أن تحرك عمر لو كان سريعاً كما يجب فإنه سيستقبل هجوم الجزائر بوجهه وبالتالي يكون تدخله مناسباً مع إمكانية إبعاد الخطر.
* نكرر أن كل الأسئلة الأخرى فقد أجاب عليها كوفي واوكرا وشيبوب بعد دخولهم بل أن هذا الثلاثي هو السبب الرئيسي الذي منح أصحاب النظرة القاصرة للحديث عن هدف البديل شيبوب غير المحتسب من قبل الحكم والانصراف كلياً عن توجيه النقد للمتسبب في حرمان المريخ من هذه الكفاءات وهو غارزيتو.
* الإعتراف المثير الذي يجب أن نسجّله أن حكم هذه المباراة لم يكن متربصاً بالمريخ خاصة لو قارناه بحكم مباراة المريخ والترجي بتونس.
* فمن الذي ذبح المريخ الحكم غير المتربص، أم غارزيتو؟.
* أما الحكم فقد ذهب وبقي غارزيتو.