بطولة العالم للجرايد؟

لو كانت هنالك بطولة للعالم في الصحف والإعلام والمنتديات وبعض الرغي الفارغ لأحرز نادي المريخ لقبها متفوقاً على أندية عالمية مثل ريال مدريد وميلان رغم تفوقهما على البقية الباقية في بطولات كرة القدم على مر التأريخ وأنهما يحتلان المركز الأول والثاني على قائمة الأندية الأكثر إحرازاً لبطولة دوري الأبطال الأوربي، ذلك لأن المسؤولين عن المريخ في السنوات الأخيرة قد وجهوا دفة الإهتمامات بعيداً عن ما يهم كرة القدم وما له علاقة مباشرة بها وصبوا كل الإهتمامات بما يمنح المظهر الجميل والأنيق بغض النظر عن جوهر الأشياء، وفي سبيل ذلك بذلوا جهوداً غير عادية في إسكات الآراء التي تختلف معهم في الآراء وتزعجهم في سبيل الوصول إلى أهدافهم، وقد كان واضحاً أن المنهج الذي يسلكونه لا يوصل إلى الهدف المعلن.
المريخ في السنوات الأخيرة كان عبارة عن منطقة إقتصادية وتجارية نشطة تتم فيها إبرام الصفقات وتلمع فيها الأرقام الخرافية في الأفق، وتخطف الأنظار بطبيعة الحال، فأصبح النادي يملك خمس صحف تغلق إهتماماتها على الشأن المريخي دون النشاط الرياضي الآخر، وجميعها تذهب بنسبة 90% إلى دعم ما يجري ولا أحد يجرؤ على توجيه الإنتقادات حتى في الأخطاء الواضحة التي يؤمن عليها كل الرياضيين من ذوي الخبرات، وبدلاً أن تكون مساندة الإعلام لرئيس النادي تحديداً بالنقد الهادف والتبصير بموطن الداء سعياً للعلاج وباتالي المصلحة العامة أصبحت الوسيلة الجديدة لمساندته ودعمه هي التطبيل ثم التطبيل والمدح بسبب وبلا سبب، وإذا بادر أحدهم لإبداء وجهة نظر في عمل مجلس الإدارة يتصدى له العشرات من أنصار الوالي وأعداء المريخ ليدافعوا عن الرجل برغم أن الإنتقادات موجهة إلى (المنهج الإداري) والفرق واضح ما بين منهج إداري من المفترض أن يكون المسؤول عنه مجلس مكون من 16 شحصاً والمبادرات الشخصية والمزايا الساحرة لأي شخصية في مقام رئيس نادي المريخ، وهي أمور كانت توحي منذ وقت مبكر بأن هنالك أوضاع غير طبيعية تدور على المسرح الأحمر، وأن الأوضاع في المريخ ظاهرها شيء وباطنها يحتوي على أمور كثيرة مستترة، أولها أن المجلس في تكوينه مصاب بضمور غريب يشل العمل الإداري ويرمى كل المسؤوليات على الرئيس، وهذه لوحدها خلل يهدد مستقبل النادي.. أي نادي في العالم حتى ولو كان المقصود هنا أحد أندية أوروبا التي تفوق أرصدتها كل الأرقام المألوفة عندنا.. ناهيك عن أندية تعتمد على شخصية رئيس.
وحتى لا يتسارع الناس نحو اللاعبين وتحميل المدرب أوزار الإدارات نقول أن مجلس إدارة النادي قد شطب وسجل كيفما شاء، واختار لاعبين بأي طريقة تعجبه، وأقال من المدربين رقماً قياسياً يلفت الأنظار واستعان بمن يشاء من الكوادر الإدارية، وفي عهده تعملق الأقزام وتراجع الرجال الكمحترمون إلى خارج دائرة الأحداث.. وبالتالي امتلأت كل الشماعات ولم تعد هنالك أخرى خالية لنعلق عليها تلك الإخفاقات، ولم يهعد أمامنا خيار سوى مواجهة الحقيقة البيضاء وهي أنكم قد فشلتم فشلاً لم يحدث للمريخ من قبل في تأريخه.. والسبب المباشر أنكم قد ضللتم الطريق بعد أن تعاليتم على المنهج الإداري القديم وأردتم نقل النادي إلى عالم الإحتراف وكان أن أفقدتموه هويته القديمة دون أن توصلوه إلى منهج الإحتراف، فبات الوضع في المريخ ما بين المنهج الإحترافي الحديث والتقليدي القديم والتخبط بينهما.. لا إلى ذلك ولا إلى هذا مجتهدين في ابتكار مناهج إدارية خاصة ومستحيلة.
قلنا أن الرواندي غاسيروكا أقل من قامة المريخ، وأنه من مدرسة شرق أفريقيا غير المؤهلة لإضافة أي شيء لمدرستنا المحلية، فتصدى البعض ساخرين، وهانحن نعود لنسخر منهم من جديد بعد أن أصابهم في مقتل واتضح بالفعل أنه غير مؤهل لإضافة شيء للمريخ غير المواجع التي يعيشها منذ سنوات، وقلنا أن عبد الحميد السعودي قد استنفد أغراضه وبات يعتمد على تدليل رئيس النادي له ليبقى في الكشوفات بعد أن نزل على رغبته وأقال المدرب الألماني كروجر عن منصبه بسبب اشتباكه معه وعدم إشراكه له.. فقالوا أن السعودي مستهدف وأنه أفضل مهاجم الآن في الساحة وأنه قادر على اللعب كأساسي دون أن نكون بحاجة إلى مهاجمين أجانب، مع أن كل الفنيين أجمعوا على أن السعودي لن يرتفع بمستواه ليكون أساسياً في تشكيلة المريخ ولن يكون أساسياً إلا في حالة واحده.. وهي أن يهبط مستوى المريخ إلى مستواه حتى يكون أساسياً ليقود هجوم الفريق.. وهذا ما حدث الآن، فشاهدناه مشاركاً منذ البداية فأهدرنا العشرات من الفرص بينما سجل الضيوف من الأنصاف لأنهم يملكون المهاجمين... غداً نواصل