المريخ.. سجل كبير من السلوك غير الرياضي..!
عندما وصفنا الأوضاع بنادي المريخ بالفوضى كنا نعرف ما نقصد من هذا الوصف الذي لا يخلو من قسوة، وكانت هنالك بعض التفاصيل التي لا تكتب ولا تحتمل الإعلان عنها ومناقشتها في الضوء لأنها وببساطة (مخجله للغاية).. ولكن لا بأس من المرور عليها بعد أن استحكمت حلقات الأزمة وخرج المريخ من البطولات الأفريقية كما كان متوقعا خالي الوفاض.. ولأنها كانت نتيجة متوقعة فإن المستغرب في كل الأحداث التي صاحبت الخروج ما حدث على ملعب المباراة وما كتبته الصحف عن إعتداء غاشم قامت به شرطة النيجر على بعثة المريخ وكسر يد اللاعب المالي لاسانا فاني وغيرها من الأحداث التي ماكانت لتقع لو أن الفريق تعامل مع مباراة أم درمان بجدية وكسبها بأي نتيجة وغادر إلى نيامي فائزاً، ولكن ما حدث بالضبط أن مجلس الإدارة تقاعس عن بعض مهامه وواجباته فساءت الأجواء حول الفريق فخسر بالتعادل الصعب على أرضه أمام فريق أضعف بكثير من الفرق التي كان المريخ يتجاوزها بنتيجة طيبه على أرضه وهو في أوضاع فنية لا تقارن بوضعه اليوم.. ومن الضعف والوهن أن نقر بقوة فريق المريخ في هذا الوقت لأن القوة مع العجز عن تحقيق نتيجة جيدة يعني أن هنالك خلل ما يجب البحث عنه ومعالجته.
الشرطة النيجرية لم تعتد على لاعبي المريخ وإنما حاولت بعثة المريخ وبعض الأفراد المنسوبين للنادي الإعتداء على حكم المباراة والتعامل بردة فعل عنيف بسبب الخروج فتصدت لهم الشرطة فردعهم، وهذا شيء طبيعي يمكن حدوثه حتى داخل استاد المريخ إذا بدر أي سلوك غير ياضي من اللاعبين وممكن حدوثه في أي مكان طالما أن هنالك خروج عن النظام، وإلا فإن دور الشرطة يبج أن يتغير ويكون هو الفرجة وليس حفظ الأمن، للإستدلال على أن بعثة المريخ قد بادرت بإشاعة الفوضى يجب أن نراجع سجلات السلوك الخاص بلاعبي الفريق هنا في السودان في العامين الماضيين، وهي التفاصيل التي دفعتنا من قبل لأن نكتب عن وجود (فوضى) في المريخ، وغياب دور الإداري (القدوة) الذي يمكنه أن يجلس إلى اللاعب ويناصحه ويمنحه إحساس الأخ الأكبر أو الأب الحريص على المصلحة، وعلى خلفية أن لاعب المريخ في الوضع الراهن بات أغنى من 90% من أعضاء مجلس الإدارة ومايربطه بالنادي ويمس وجدانياته أموال جمال الوالي وليس أي شيء آخر، ومهما تحدث البعض من إداريي النادي فإن حديثهم يذهب أدراج الرياح لأنهم اختزلوا المريخ في شخص جمال الوالي، أو بالأحرى أمواله وبات ورق البنكنوت هو اللغة الوحيدة للتعامل في غياب ثقافة الإحتراف واللوائح التي تحاسب الناس على أساس الحقوق والواجبات، وما أسفر عنه ذلك الوضع أننا شهدنا الكثير من التفلتات أولها كان تلاسن المدافع الدولي مع أمين الخزينة الأسبق حسن عبد السلام في عهد المجلس الأسبق بشكل فيه نوع من قلة الأدب، وبدلاً أن يردعه الناس ويحاسبونه أصبحوا يشيدون به ويطبلون له ويمتدحونه لأنه دعم موقف رئيس النادي في صراعه من أمين الصندوق، وتلى ذلك حادثة القبض على أحد المحترفين وهو يترنح في الشارع العام بعد أن تجرع كميات من الخمور ربما كانت تكفي لإشباع سبعة من الإنجليز الأشداء، فتم جلده في محكمة النظام العام ومرت القصة بعد الجلد مباشرة، ثم جاء دور الوطنيين بسلسلة من التصرفات الصبيانية حيث اعتدى أحدهم على عسكري في المرور.. نعم شرطي مرور هنا بالخرطوم وليس في النيجر.. ومع ذلك لم نسمع بلجنة تحقيق مع اللاعب، فتطور اللاعب نفسه ليطور سلوكه العدائي وفي هذه المرة في الملعب، فاعتدى على أحد لاعبي نيل الحصاحيصا في مباراة أقيمت باستاد المريخ، وكررها ثانية مع لاعب زيسكو الزامبي أمام كاميرات التلفاز وكلها أحداث بسطت أسس الفوضى في النادي في غياب الرقيب والحسيب ولأن هذا اللاعب يسير في تطور مضطرد من أفضل إلى متميز في هذا المنحى كانت الضحية القادمة إداري مخلص في قامة الأخ عمرو توفيق وهو لمن لايعرفه قطب كبير منح النادي الكثير من ماله ووقته ومع ذلك إعتدى عليه اللاعب داخل النادي، وبعدها اعتدى أحد اللاعبين على الصحفي المريخي والزميل ابراهيم باتره، المحرر بصحيفة الكورة ووصلت القضية إلى المحاكم دون أن نسمع أو نقرأ تعليقاً من إداري إستنكارًا أو حتى إشادة نقتنع على إثرها أنهم أحياء.. أما المهاجم البدين فقد حاول من قبل الإعتداء على مدرب الفريق الألماني مايكيل كروجر وكان أحد أهم الأسباب وراء إقالة المدرب بدلاً من محاسبة اللاعب وشطبه من الكشوفات، ولأنه لم يعاقب على الأولى كررها مرة أخرى مع عدد من المشجعين الغاضبين على أداءه مع الفريق.. ومع ذلك ما يزال هو الفتى المدلل في الفرقة المريخية.. وعلى ذلك قس... سجل حافل للاعبي المريخ بالسلوك غير الرياضي وتقاصر مخز ومخجل لقامة مجلس المريخ وإنحناءات مهينة أمام هذه التصرفات دون أن نسمع بعقوبات تفرض طلباً للإنضباط.. ولكن في هذه المرة ستأتي العقوب من الإتحاد الأفريقي إذا كان مراقب المباراة صادقاً في تقريره ولن نصدق أن شرطة النيجر قد اعتدت على لاعبي المريخ لأن الفريق الفائز لا يبحث عن المشاكل، وقد حقق النيجريون الفوز على فريق في قامة المريخ وأقصوه من البطولة وكان من الطبيعي أن ينشغلوا بالإحتفالات بينما يسعى نجوم المريخ الفاشلون وإدارتهم الأفشل للثأر من الحكام.