كما أفكر
أكرم حماد
نعود للحديث عن فريق المريخ الذي خسر أمام عزام التنزاني بهدفين نظيفين في مباراة أضاع فيها لاعبي المريخ حسب الأخبار الكثير من الفرص في الوقت الذي نجح فيه الفريق التنزاني في الوصول إلى شباك المريخ بسبب أخطاء المدافعين.
أولاً لا بد أن نتفق على أن الأخطاء الدفاعية واحدة من مشاكل الكرة السودانية بشكل عام وليس المريخ فقط.. فكثيراً ما خرج الهلال من البطولة الأفريقية بسبب أخطاء الدفاع.. وكثيرا ما خرج المنتخب بخفي حنين لذات المشكلة.. بمعنى أن المشكلة لا تتعلق بالمريخ فقط.. هي مشكلة عامة لن تجد المعالجة لأن البناء بلا أساس.. وقد قلنا عشرات المرات ان مشكلة أو مشاكل الكرة السودانية لن تجد الحلول الجذرية إلا بالإعتماد على المراحل السنية بشكل علمي ومدروس.
ولكن رغم إتفاقنا على أن الأخطاء الدفاعية مشكلة عامة.. ورغم إتفاقنا ايضاً على أن أخطاء الدفاع تسببت في وصول عزام لشباك المريخ مرتين.. ولكن في ذات لا بد أن نتفق على أن المريخ لم يلعب بمدافعين فقط.. بمعنى أنه لا يبدو منصفاً أن يتم إختزال الهزيمة في الدفاع أو في شخص لاعب واحد إسمه علي جعفر.. لأن السؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا لم ينجح هجوم المريخ في الوصول إلى شباك فريق عزام التنزاني ولو مرة واحدة؟.. الا يُعتبر هذا فشل ايضاً.. علماً بأن الوصول لشباك المنافس في أرضه ووسط جمهوره أمر في غاية الأهمية لتوسيع خيارات التأهل من خلال مباراة الإياب.. ولكن المريخ فشل في إحراز هدف.. وكل الذي خرج به هو حديث أهل المريخ عن إضاعة لاعبي الفريق لفرص كثيرة.. وكأن إضاعة الفرص في حد ذاتها هدف.
يجب ألا يدفن إعلام المريخ رأسه في الرمال ويعترف بأن المشكلة ليست في دفاع المريخ فقط.. لأن أخطاء الدفاع ورغم أنها مشكلة سودانية قديمة متجددة إلا اننا نجدها في أرقى العائلات.. وما قام به علي جعفر في لقطة الهدف الأول نشاهده في بعض الأحيان من مدافعين كبار في أكبر الدوريات العالمية.. فكرة القدم لعبة أخطاء.. يلعبها بشر خطائين.. بالتالي يجب أن نتعامل مع الواقع الآني بوضوح وعمق ونعترف بأن واقع المريخ اليوم هو إمتداد لسياسة إدارية خاطئة بدأت قبل أكثر من عشر سنوات.. وهذه السياسة ما زالت مستمرة.. فإدارة المريخ في حالة تجريب دائم.. وإذا أردتم الدقة في حالة (تخريب) دائم.. فكل موسم أو موسمين لاعبين أجانب جدد.. وأغلب هؤلاء اللاعبين يكونون أقل من ناحية المستوى من اللاعب المحلي نفسه.. بالتالي فإن بقاء اللاعبين الأجانب في المريخ لفترة طويلة أمر نادر.. وهناك لاعبين بالعدد وضعوا بصمتهم مع الفريق وتركوا إنطباعاً جيداً.. ولكن الأغلبية قبضوا الأموال ورحلوا بعد موسم واحد فقط.. دون تقديم أي شيء.. لضعف المستوى في حالات.. ولعدم الصبر على اللاعبين في حالات أخرى.
لن أتحدث عن عدم الإستقرار الفني لأنني تحدثتُ عنه كثيراً وأكدتُ أن المريخ لن ينجح إذا لم يضع حد لمسلسل تجريب المدربين.. ولكنني سأتحدث عن ظهور بعض الأصوات التي تنتقد المدرب الفرنسي غارزيتو.. وهي أصوات طبيعية رغم نشازها.. طبيعية لأنها أصوات من نوعية (حافظ لكن ما فاهم).. وهي نوعية موجودة بكثرة في السوق.. السوق الإعلامية.. لأن غارزيتو ورغم أنه يمتلك خبرة في الملاعب السودانية بإعتبار أنه كان مدرباً للهلال إلا أنه مدرب جديد للمريخ.. وهذه هي مباراته القارية (الأولى).. والطبيعي هو أنه غير مسئول عن أي نتيجة سلبية في الفترة الاولى.. وإذا كان هناك جهة مسئولة مسئولية مباشرة عن الخسارة فإنها مجلس الإدارة الذي لم يجدد ثقته في برهان ومحسن سيد اللذين قادا الفريق في النصف الثاني من الموسم الماضي وقام بالإستعانة بغارزيتو.. رغم النجاح الملحوظ للثنائي الوطني.. وكأن إستبدال المدربين لبانة (يلوكها) المجلس.. أو يحب أن (يلوكها).
المشكلة ليست في ماذا يريد مجلس المريخ.. وإنما في كيف يريد.. فالرؤية أو الهدف ليس هو الموضوع.. الموضوع هو كيفية الوصول إلى هذا الهدف والحيز الزمني الذي سأصل فيه.. وبكل تأكيد فإن (التعلم من الأخطاء) هو ألف باء تاء ثاء الوصول إلى الهدف.. ولكن المجلس لا يتعلم من الأخطاء.. بالتالي يبدأ في كل موسم من ألف باء تاء ثاء.. وينتهي عندها.
المريخ لم يخرج بعد من البطولة.. ولكن المهمة أضحت صعبة للغاية.. لأن هدف واحد يدخل شباك المريخ يعني الخروج الكبير.. اللهم إلا إذا نجح هجوم الفريق في إحراز أربعة أهداف.. ولكن هل يستطيع المريخ إحراز أربعة أهداف؟.. وهل ستكفي هذه الأهداف الأربعة؟.. لأن إحراز عزام لهدف ثان يعني خروج المريخ.. الأمر معقد.. والتركيز سيكون في جهتين.. تأمين دفاعي لفريق يعاني في الاساس دفاعياً.. ومحاولة إحراز أكبر عدد من الأهداف لفريق غير منسجم هجومياً.. ربنا يكضب الشينة.
أكرم حماد
نعود للحديث عن فريق المريخ الذي خسر أمام عزام التنزاني بهدفين نظيفين في مباراة أضاع فيها لاعبي المريخ حسب الأخبار الكثير من الفرص في الوقت الذي نجح فيه الفريق التنزاني في الوصول إلى شباك المريخ بسبب أخطاء المدافعين.
أولاً لا بد أن نتفق على أن الأخطاء الدفاعية واحدة من مشاكل الكرة السودانية بشكل عام وليس المريخ فقط.. فكثيراً ما خرج الهلال من البطولة الأفريقية بسبب أخطاء الدفاع.. وكثيرا ما خرج المنتخب بخفي حنين لذات المشكلة.. بمعنى أن المشكلة لا تتعلق بالمريخ فقط.. هي مشكلة عامة لن تجد المعالجة لأن البناء بلا أساس.. وقد قلنا عشرات المرات ان مشكلة أو مشاكل الكرة السودانية لن تجد الحلول الجذرية إلا بالإعتماد على المراحل السنية بشكل علمي ومدروس.
ولكن رغم إتفاقنا على أن الأخطاء الدفاعية مشكلة عامة.. ورغم إتفاقنا ايضاً على أن أخطاء الدفاع تسببت في وصول عزام لشباك المريخ مرتين.. ولكن في ذات لا بد أن نتفق على أن المريخ لم يلعب بمدافعين فقط.. بمعنى أنه لا يبدو منصفاً أن يتم إختزال الهزيمة في الدفاع أو في شخص لاعب واحد إسمه علي جعفر.. لأن السؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا لم ينجح هجوم المريخ في الوصول إلى شباك فريق عزام التنزاني ولو مرة واحدة؟.. الا يُعتبر هذا فشل ايضاً.. علماً بأن الوصول لشباك المنافس في أرضه ووسط جمهوره أمر في غاية الأهمية لتوسيع خيارات التأهل من خلال مباراة الإياب.. ولكن المريخ فشل في إحراز هدف.. وكل الذي خرج به هو حديث أهل المريخ عن إضاعة لاعبي الفريق لفرص كثيرة.. وكأن إضاعة الفرص في حد ذاتها هدف.
يجب ألا يدفن إعلام المريخ رأسه في الرمال ويعترف بأن المشكلة ليست في دفاع المريخ فقط.. لأن أخطاء الدفاع ورغم أنها مشكلة سودانية قديمة متجددة إلا اننا نجدها في أرقى العائلات.. وما قام به علي جعفر في لقطة الهدف الأول نشاهده في بعض الأحيان من مدافعين كبار في أكبر الدوريات العالمية.. فكرة القدم لعبة أخطاء.. يلعبها بشر خطائين.. بالتالي يجب أن نتعامل مع الواقع الآني بوضوح وعمق ونعترف بأن واقع المريخ اليوم هو إمتداد لسياسة إدارية خاطئة بدأت قبل أكثر من عشر سنوات.. وهذه السياسة ما زالت مستمرة.. فإدارة المريخ في حالة تجريب دائم.. وإذا أردتم الدقة في حالة (تخريب) دائم.. فكل موسم أو موسمين لاعبين أجانب جدد.. وأغلب هؤلاء اللاعبين يكونون أقل من ناحية المستوى من اللاعب المحلي نفسه.. بالتالي فإن بقاء اللاعبين الأجانب في المريخ لفترة طويلة أمر نادر.. وهناك لاعبين بالعدد وضعوا بصمتهم مع الفريق وتركوا إنطباعاً جيداً.. ولكن الأغلبية قبضوا الأموال ورحلوا بعد موسم واحد فقط.. دون تقديم أي شيء.. لضعف المستوى في حالات.. ولعدم الصبر على اللاعبين في حالات أخرى.
لن أتحدث عن عدم الإستقرار الفني لأنني تحدثتُ عنه كثيراً وأكدتُ أن المريخ لن ينجح إذا لم يضع حد لمسلسل تجريب المدربين.. ولكنني سأتحدث عن ظهور بعض الأصوات التي تنتقد المدرب الفرنسي غارزيتو.. وهي أصوات طبيعية رغم نشازها.. طبيعية لأنها أصوات من نوعية (حافظ لكن ما فاهم).. وهي نوعية موجودة بكثرة في السوق.. السوق الإعلامية.. لأن غارزيتو ورغم أنه يمتلك خبرة في الملاعب السودانية بإعتبار أنه كان مدرباً للهلال إلا أنه مدرب جديد للمريخ.. وهذه هي مباراته القارية (الأولى).. والطبيعي هو أنه غير مسئول عن أي نتيجة سلبية في الفترة الاولى.. وإذا كان هناك جهة مسئولة مسئولية مباشرة عن الخسارة فإنها مجلس الإدارة الذي لم يجدد ثقته في برهان ومحسن سيد اللذين قادا الفريق في النصف الثاني من الموسم الماضي وقام بالإستعانة بغارزيتو.. رغم النجاح الملحوظ للثنائي الوطني.. وكأن إستبدال المدربين لبانة (يلوكها) المجلس.. أو يحب أن (يلوكها).
المشكلة ليست في ماذا يريد مجلس المريخ.. وإنما في كيف يريد.. فالرؤية أو الهدف ليس هو الموضوع.. الموضوع هو كيفية الوصول إلى هذا الهدف والحيز الزمني الذي سأصل فيه.. وبكل تأكيد فإن (التعلم من الأخطاء) هو ألف باء تاء ثاء الوصول إلى الهدف.. ولكن المجلس لا يتعلم من الأخطاء.. بالتالي يبدأ في كل موسم من ألف باء تاء ثاء.. وينتهي عندها.
المريخ لم يخرج بعد من البطولة.. ولكن المهمة أضحت صعبة للغاية.. لأن هدف واحد يدخل شباك المريخ يعني الخروج الكبير.. اللهم إلا إذا نجح هجوم الفريق في إحراز أربعة أهداف.. ولكن هل يستطيع المريخ إحراز أربعة أهداف؟.. وهل ستكفي هذه الأهداف الأربعة؟.. لأن إحراز عزام لهدف ثان يعني خروج المريخ.. الأمر معقد.. والتركيز سيكون في جهتين.. تأمين دفاعي لفريق يعاني في الاساس دفاعياً.. ومحاولة إحراز أكبر عدد من الأهداف لفريق غير منسجم هجومياً.. ربنا يكضب الشينة.