• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
اكرم حماد

مباراة لاعبين

اكرم حماد

 1  0  1602
اكرم حماد
كما أفكر
أكرم حماد
يبدأ الهلال اليوم مشواره القاري بلقاء كي ام كي الزنزباري في ذهاب الدور التمهيدي لدوري أبطال أفريقيا في مباراة تعتبر نقطة الإنطلاقة الحقيقية للهلال في البطولة بل في الموسم كله.. فبداية الهلال غير الموفقة في الدوري الممتاز ألقت بظلال سالبة على الأجواء الزرقاء والفوز اليوم مع العرض القوي سيكون مفيد من ناحية البطولة الأفريقية ومن ناحية الدوري الممتاز ايضاً فكلنا يعلم أن كرة القدم فيها الكثير من الجوانب من بينها الجوانب النفسية وإنتصار الفريق اليوم سيكون له مفعول السحر خصوصاً إذا كان الإنتصاراً مريحاً.
الكثير من الناس يتخوفون من المباراة ليس لأن المنافس قوي فالأندية الزنزبارية لم تكن يوماً خصما قويا للأندية السودانية ولكن لأن الهلال غير مطمئن في هذه الايام فالمستويات التي قدمها في الدوري الممتاز حتى الآن لم ترضي أي متابع وأدخلت الشك في نفوس الجماهير والإعلام وهو أمر غير معتاد فالهلال عندما يلعب أمام أندية مغمورة يدخل بثقة عالية مدعوماً بثقة الإعلام والجمهور ولكن اليوم وحتى إذا كان الخط العام للإعلام الهلالي يتحدث بثقة فإنها ستكون ثقة خارجية لا أكثر فهناك خوف كامن في النفوس.
ولكن هذا الخوف في رأيي أمر إيجابي.. صحيح لا يبدو منطقياً أن يخشى الهلال الفريق الكبير في السودان من فريق مغمور من زنزبار ولكن هذا الأمر له إيجابياته فالخوف من النتيجة السلبية سيجعل المدرب واللاعبين يحترمون المنافس ويعملون له ألف حساب وبالتالي لن يكون هناك أي إستهتار بالمنافس.. وبكل تأكيد لا أظن أن نتائج الهلال في الدوري الممتاز ومستوياته غير المقنعة ستجعله يدخل لمباراة اليوم بأي تراخي.. فبطل زنزبار لن يكون أقل من هلال كادوقلي الذي أدخل الهلال في تجربة مريرة ولن يكون أقل من الخرطوم الوطني الذي كاد أن ينتصر على الهلال.. صحيح قد يفوز الهلال بنتيجة مريحة اليوم ولكن هذا الفوز إذا تحقق سيكون بسبب إحساس اللاعبين بالمسئولية وتقديرهم للجماهير التي تحلم وتتمنى أن تشاهد هلال قوي اليوم.
وهذا الخوف سيجعل لغة الإعلام أو خطابه معقولاً إلى حد ما فإستعراض العضلات والحديث عن إنتصار كاسح لن يكون موجوداً بذات الكثافة التي تعودنا عليها وسيكون هناك نوع من التحذير من مفاجآت كرة القدم لأن الكرة لا كبير فيها فالفوز للأكثر عطاءً داخل الملعب وكم من فريق صغير أطاح بفريق كبير بمختلف الأسباب من بينها العمل الدؤوب للفريق الصغير والإستهتار المبالغ فيه من الفريق الكبير.
سنقرأ اليوم عن المباراة والمؤكد أننا سنقرأ عن الجمهور فالبعض سيؤكد أن الجمهور هو اللاعب رقم واحد وأن إنتصار الهلال لن يأتي إلا إذا كان الجمهور حاضراً وبقوة وستقوم الإذاعات الرياضية بالتعبئة المعروفة للجمهور من خلال الخارطة البرامجية وهي أمور جيدة ولكن يجب أن نتفق على أن الجمهور ليس هو الذي يلعب.. وهذا هو سبب إختلافي مع الكثير من الزملاء الذين يتركون كل شيء في مباريات الهلال الأفريقية ويتحدثون عن الجمهور.. فالجمهور ليس اللاعب رقم واحد.. وحتى عبارة اللاعب رقم 12 مشكوك في صحتها.. فكرة القدم بين 22 لاعب.. 11 لاعب هنا.. و11 لاعب هناك.. والإنتصار يكون للفريق صاحب التركيز الأعلى والأداء الأفضل.. ولا ننسى التوفيق.. فالتوفيق مهم جداً في كرة القدم فاحيانا يلعب الفريق ويقدم أفضل مستوى ويخرج بنتيجة سلبية.
هذا لا يعني أن الجمهور لا دور له.. فالجرعات المعنوية مطلوبة بالطبع.. ولكن لا بد أن نضع كل شيء في إطاره الصحيح.. دون تضخيم لدور الجمهور الكريم.. فكثيراً ما خسر الهلال والمريخ رغم وجود الجماهير وبكثافة.. فلو كان الجمهور يحقق الفوز لما خسر منتخب البرازيل أمام منتخب المانيا بسباعية.. ولما خسر نادي روما أمام بايرن ميونخ بذات النتيجة.. مع تقديري للفروقات.
مباراة اليوم مباراة لاعبين في المقام الأول.. مباراة لإثبات الذات.. مباراة لإرضاء الجمهور الذي لم يشاهد أي مباراة جميلة للهلال هذا الموسم.. الهلال الذي صنع إسماً لامعاً في أفريقيا خصوصاً في السنوات الأخيرة التي أصبح فيها زبون شبه دائم في دور المجموعات.. وبكل تأكيد فإن مواصلة الهلال لنتائجه الإيجابية في البطولة الأفريقية مطلب جميع الهلالاب.. رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الفريق.. فهذه الظروف يمكنها أن تتغير إلى الأفضل مع الوقت.. ومع النتائج.. فالوقت يخلق الإنسجام.. والنتائج تصنع الثقة.. والثقة مع الإنسجام ومع عودة المصابين ومع فترة الإنتقالات التكميلية يمكنها أن تصنع الكثير.. والكثير هو الألف ميل.. ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.. اللهم أنصُر الهلال.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019