• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
اكرم حماد

سيناريو كل موسم.. سقف توقعات مرتفع ثم وقوع في براثن الإستعجال

اكرم حماد

 2  0  1628
اكرم حماد
كما أفكر
أكرم حماد
عندما كان رئيس الهلال أشرف الكاردينال يصرح ويؤكد أن هذا العام هو عام فوز الهلال بالبطولة الأفريقية كنتُ أتحدث عن عدم الإنجراف وراء العواطف والتعامل بعقلانية مع الواقع فالهلال لن يقابل في البطولة الأفريقية هلال كادوقلي ومريخ الفاشر والخرطوم الوطني حتى يتحدث رئيس الهلال بهذه الثقة.. بل حتى إذا كانت البطولة تضم هذه الأندية فإن الضمانات غير متوافرة لأنها كرة قدم.. وكرة القدم لا امان لها ولا شيء قاطع فيها.. وعندما كان الزملاء الصحفيين يتحدثون عن هلال 2015 مؤكدين أنه سيهز الأرض وأن النتائج التي حققها في المعسكر الإعدادي تعني أنه سيقدم أفضل العروض ويحقق النتائج في الموسم الجديد كنتُ أتحدث وأحذر من المبالغة في الإشادة أو المدح لأن المباريات الإعدادية تختلف تماماً عن المباريات الرسمية لأن الدوافع والحوافز تكون مختلفة والحديث عن الموسم الجديد قبل بدايته والتبشير بموسم رائع لا يخرج عن كونه حديث عاطفي أساسه الجهل والسطحية.
الآن الهلال لا يقدم العروض المنتظرة ولا يحقق النتائج المرجوة.. تعادل مع اهلي شندي ثم فاز على الأمل عطبرة وبعد ذلك تعادل مع الخرطوم الوطني ثم جاء وإنتزع فوزاً بشق الأنفس على هلال كادوقلي وبهدف وحيد سجله مدثر كاريكا.. والإنتقادات لم تكن بسبب النتائج فقط وإنما بسبب المستويات ايضاً فالهلال لم يقنع في كل المباريات التي خاضها.. حتى مباراة درع الإستقلال والتي إنتهت بالتعادل لم يقدم فيها الهلال عرضاً جيداً.. وبعد أن كان الإعلام يُبشر بهلال 2015 وفق رؤية عاطفية إنقلب بسرعة وبدأ يهاجم في اللاعبين والمدرب وبدأ يتحدث بشكل سالب عن المحترفين.
الطريقة التي رفع بها الاعلام سقف التوقعات قبل بداية الموسم كانت خاطئة.. وبذات القدر فإن الهجوم على المدرب واللاعبين بعد مرور أربع جولات فقط يعتبر رد فعل غير سليم.. فبالرغم من إتفاقنا على أن الهلال لم يظهر بمظهر جيد حتى الآن إلا أن هذا أمر طبيعي بحسابات كرة القدم.. فالمدرب لم يكن مع الهلال في الموسم الماضي.. هو مدرب جديد.. وهذه هي المشكلة الخالدة التي تعاني منها الكرة السودانية وتحديدا ناديي القمة.. ففي كل موسم جديد يأتي مدرب جديد.. وهذا المدرب الجديد يحتاج إلى وقت طويل للتعرف على إمكانيات لاعبيه ليضع الخطة أو ليلعب بالتنظيم الذي يتناسب مع هذه الإمكانيات.. بهذا المنطق فإن مطالبة البعض منذ الآن برحيل المدرب البلجيكي باتريك تؤكد أننا نعيش واحد من زمنين.. إما زمن الجهلاء.. أو زمن عشاق الأجواء الملبدة بعدم الإستقرار.
والمستوى السيء للاعبين ورغم أنه لا يسعد أي شخص محب للهلال إلا أنه لا يعني أن مستقبل الهلال هذا الموسم مظلم.. صحيح هناك بعض المؤشرات تجعلك تشعر ببعض القلق.. ولكن نقول للمرة المليون لا يمكن أن نحكم على أداء اللاعبين بهذه السرعة.. ولا يمكن أن نتحدث عن ظهور أطهر بمستوى جيد وظهور بقية اللاعبين بمظهر سيء من خلال مباراة هلال كادوقلي على أساس أنه كارثة.. مثل الزميل العزيز خالد عز الدين الذي كتب مقالاً قال من خلاله أن تألق أطهر فقط رغم وجود هذا العدد من المحترفين يعتبر مأساة.. وهنا أختلف تماماً مع خالد.. فرغم إتفاقي معه في أن تألق أطهر يعتبر النصف الممتليء من الكوب ولكن في ذات الوقت لا يجب التسرع في الحكم على اللاعبين خصوصا الأجانب.. فاللاعب الأجنبي يحتاج إلى فترة للتأقلم على الأجواء.. وكلنا يتذكر قودوين ويوسف محمد.. فقد إحتاج هذا الثنائي لعدد من المباريات للظهور بالمستوى المأمول.
الصبر ثم الصبر ثم الصبر.. فكرة القدم ليست بالسهولة التي يتعامل معها البعض.. والأوقات السلبية هي أوقات الإعلام.. ولكن للدعم وليس لتثبيط الهمم.. قلنا كاريكا يحتاج للدعم وللوقت ليعود كاريكا الذي نعرفه.. وها هو كاريكا يزور الشباك في مباراة هلال كادوقلي.. ومجرد إحراز هدف لا يعني انه عاد لمستواه الطبيعي ولكنه مفيد جدا من النواحي المعنوية خصوصا مع الضغوطات الكثيرة التي كانت تحيط به.. وبقليل من الدعم الإعلامي والجماهيري سيكون كاريكا في الموعد.. ونفس الأمر ينطبق على جميع اللاعبين.
الآن لا بد من التركيز على مباراة الأحد الأفريقية.. وهي المباراة التي يمكن أن تكون نقطة الإنطلاقة نحو هلال أفضل.. ولا أقول هلال متميز.. فالتميز يأتي مع الوقت.. كل شيء في مناحي الحياة يحتاج إلى الوقت.. لهذا يجب أن نبتعد عن المبالغة.. المبالغة في التوقعات.. والمبالغة في (الوش التاني).. فالهلال ليس أفضل فريق أفريقيا كما حاول أن يصور البعض في فترة الإعداد.. وفي ذات الوقت ليس هو الفريق الضعيف الذي فشل في الفوز على الأهلي شندي والخرطوم الوطني وفاز على هلال كادوقلي بطلوع الروح.. الهلال هو الهلال.. فريق بمدرب جديد.. وعدد من اللاعبين الجدد.. وبطموحات تحتاج إلى وقت.. دعوا المدرب يعمل.. لا تقسوا على اللاعبين.. الهلال يحتاج إلى وقت.. وإذا جاء ابريل أو مايو دون أن يتحسن شكل الهلال يمكن في ذلك الوقت أن يكون الإنتقاد مقبولاً.. ولكن دون المطالبة برحيل المدرب.. فلا يمكن الحكم على المدرب من خلال عام واحد.. حتى ولو كان العام الأول فاشلاً.. فالعام الثاني هو العام المثالي لتقييم تجربة المدرب.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    النقر جا 02-13-2015 12:0
    اي حاجة تاني نعم لكن تغيير مدرب تاني لا ، مشاكل الهلال في السنتين الاخيرتين بسبب كثرة تغيير المدربين وهي سبب رئيسي لتدهور مستوي اللاعبين
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019