إستمتعنا في الأيام القليلة الماضية بعدد من المباريات الأوروبية الجميلة مثل مباراة بايرن ميونخ ويوفنتوس والتي كانت عبارة عن ملحمة كروية حقيقية نجح من خلالها في النهاية الفريق البافاري في خطف بطاقة التأهل بعد سيناريو أقل ما يُقال عنه أنه مثير.
مباراة برشلونة وارسنال ايضا كانت جميلة رغم أن الجميع كانوا يعلمون أن برشلونة في طريق مفتوح نحو التأهل بسبب نتيجة مباراة الذهاب.. ارسنال رغم أن المهمة كانت في غاية الصعوبة إلا أنه لم يرمِ المنديل وقاد العديد من الهجمات مشكلا خطورة حقيقية على دفاعات البارسا ولكن في النهاية إنتصر البارسا لأنه يمتلك هجوم ناري بقيادة ميسي وسواريز ونيمار.. وهذا هو الفرق بين برشلونة وارسنال.. ارسنال صنع فرصا أكثر من برشلونة في مجموع المباراتين لكن هذه الفرص ضاعت بسبب سوء اللمسة الأخيرة.. اللمسة الأخيرة التي تعتبر مميزة ومدهشة عند لاعبي برشلونة الذين زاروا شباك ارسنال خمس مرات في مجموع المباراتين بأٌقل عدد من الفرص.
واللمسة الأخيرة التي إفتقدها ارسنال في مباراتي برشلونة يحتاجها الهلال في مباراته غدا أمام الأهلي الليبي بإعتبار أن الفريق الأزرق يحتاج إلى أكبر عدد (ممكن) من الأهداف لتفادي السيناريو المزعج.. والسيناريو المزعج يتمثل في وصول الفريق لشباك الحارس الكاميروني ماكسيم مرة وربما مرتين.. وهو أمر وارد ويجب أن نضعه في الحسبان لأن دفاع الهلال الذي كان ثابتا (من الناحية الظاهرية) في الدوري الممتاز يختلف تماما عن دفاع الهلال في البطولة الأفريقية لأن المنافسين أقوى والتحديات أكبر.. وكلنا شاهدنا كيف كان دفاع الفريق مضطربا في مباراة الذهاب في تونس والتي نجا فيها فريق العشري من هزيمة أكبر.. فبمعطيات الأداء الفاتر للأزرق والفرص التي وجدها الأهلي الليبي كان يمكن للهلال أن يخرج بهزيمة أكبر ولكن (ربنا قدر ولطف).
ووصول الفريق الليبي لشباك ماكسيم ولو مرة واحدة وهو أمر وارد يعني ضرورة أن يصل الهلال لشباك الأهلي الليبي ثلاث مرات.. وهذه المهمة ورغم أنها تبدو سهلة بمعايير أن الهلال يلعب في أرضه ووسط جماهيره إلا أنها في رأيي صعبة وتحتاج إلى عمل كبير بمعايير أن الهلال غير مقنع ولم يصل للجاهزية المطلوبة بعد كما أنه يعاني من مشاكل هجومية كبيرة وقد ظهر هذا الأمر في الموسم الماضي وتواصل من خلال هذا الموسم.. وأنا هنا أتحدث عن المباريات الحقيقية لأن مباراة الأمير البحراوي التي فاز فيها الفريق بثمانية أهداف لا تعتبر مقياسا لأن الهلال واجه أضعف فريق في المنافسة.. فالأزرق وبعيدا عن مباراة الأمير لا يستثمر الفرص بالصورة المثالية.. ويمكن أن يسجل هدفا أو هدفين بعد أن يهدر خمسة أو ستة فرص.. ويمكن أن لا يسجل!
وكلنا تابعنا إهدار مهاجمو الهلال للكثير من الفرص في الدوري الممتاز وعلى رأسهم صلاح الجزولي الذي أضاع الكثير من الأهداف.. كاريكا ايضا وجد الكثير من الفرص لكنه تعامل مع أغلب هذه الفرص بصورة غير سليمة.. ونفس الأمر ينطبق على ولاء الدين والشعلة.. وظاهرة إهدار الفرص التي عانى منها ارسنال الإنجليزي في مباراتي برشلونة ذهابا وإيابا إذا عانى منها الهلال غدا فإن بطاقة التأهل ستذهب إلى الفريق الليبي دون أدنى شك.. فمباراة الغد هي مباراة إستثمار الفرص.. إستثمار الفرص يعني العبور إلى دور ال16.. إهدارها يعني الوداع المبكر.
الهلال خاض تجربة ودية قبل يومين أمام بشتيل المصري وفاز فيها بسبعة أهداف.. ومثلما كانت مباراة الأمير البحراوي ليست مقياسا لقوة الهلال ونجاعة هجومه والدليل على ذلك فشل الهلال في تسجيل أي هدف في مباراة الذهاب أمام الفريق الليبي فإن مباراة بشتيل المصري الفريق المغمور والمتواضع لا تعتبر مقياسا لنجاعة هجوم الهلال.. ولكن رغم ذلك هناك شيء إيجابي من هذه المباراة وهي تسجيل المهاجم الواعد محمد عبد الرحمن لثلاثة أهداف.. وهذا الأمر قد ينعكس إيجابا على الروح المعنوية لهذا اللاعب وبالتالي ربما يصنع الفارق إذا شارك في التشكيلة الأساسية لمباراة الأهلي أو حتى إذا شارك في جزء من الشوط الثاني.. والكرة في النهاية في ملعب العشري.
ولاء الدين ايضا سجل هدفين في مباراة بشتيل ونتمنى أن يقول هذا اللاعب كلمته إذا شارك في الشوط الثاني.. قد يقول قائل ولاء الدين لم يسجل أي هدف في الدوري الممتاز فهل يسجل في البطولة الأفريقية؟.. أقول هذا الأمر يمكن أن يحدث.. فاللاعب المصري محمد النني مثلا لعب أكثر من سبع مباريات مع ارسنال ولم يسجل هدف.. وأول هدف له مع الفريق كان أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا في الملعب الصعب نيوكامب.. كل شيء وارد.. فربما تكون مباراة الغد هي مباراة ولاء الدين.. هذا إذا شارك من الأساس لأن خيارات العشري كثيرة.
عموما لا يهم من يشارك.. المهم هو أن يكون التركيز حاضرا وأن يعمل جميع اللاعبين بما فيهم المدافعين على إستثمار الفرص التي تتاح أثناء المباراة.. فالفرص في مباراة مصيرية مثل هذه لن تكون كثيرة.. لأن الأهلي الليبي لن يلعب كرة مفتوحة وإنما سيلعب بخطة دفاعية مع الإعتماد على الهجمات المرتدة وهذا الأمر قد يُصعب مهمة الهلال وبالتالي قد يُقلل من الفرص الحقيقية.. والفرص القليلة ليست مشكلة.. المشكلة إهدار الفرص.. فالفرص القليلة مع (إستثمار) أفضل من الفرص الكثيرة مع (إهدار).. واسألوا ارسنال وبرشلونة..!!

الحمد لله بس و الله يدينا الصبر علي كتاب اعمدة اخر الزمن