• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
اماسا

زووم

اماسا

 4  0  1514
اماسا

متاهة الرياضة السودانيه..!
منذ إطلالة فجر الثلاثين من يونيو 1989 وثورة الإنقاذ الوطني وحتى الآن يمكننا أن نؤرخ للرياضة السودانية بتسلسل غريب يوصل الناس إلى قناعة أننا حرثنا في البحر وحصدنا فشلاً ذريعاً، وفي كثير من الأحيان لم نكن نعرف ماهية ما نفعل، لأننا لم نقارن ما يجري عندنا في السودان بما يجري في تلك الدول التي تنافسنا على المضمار الدولي وهي التي تعتبر المعيار الحقيقي لتطورنا أو تخلفنا، والشاهد على هذه الفترة يسلٍّم بأن الدولة على المستوى الرسمي لم تكن صادقة في التعامل مع القضية الرياضية، لأن عدداً من قياداتها ظلت على إختلاف في أهمية الرياضة وشرعيتها، لذلك وضح ضعفها في متابعة الشق الرياضي في الإستراتيجية القومية الشاملة، وفي خطتها العشرية التي وضعت في بداية التسعينات، واكتملت بعد ذلك بدون أن يكلف أي وزير من وزراء الشباب والرياضة الذين خلفوا اللواء إبراهيم نايل إيدام أنفسهم بمتابعة الشق الرياضي من الإسترتيجية القومية الشاملة من أجل تقييم الوضع وتحديد المحطة التي نقف عليها (كدولة) في هذا المضمار وما هي المكاسب التي خرجنا بها كرياضيين في نهاية الخطة العشرية الأولى.. وما الذي نرجوه في الربع قرنية القادمة.. والأدهى من ذلك ونحن قد تجاوزنا تلك الحقبة وعبرنا إلى ما سماه المخططون في بلادنا (الإستراتيجية ربع القرنية).. أننا كنا نريد أن نعرف شيئاً عن الشق الرياضي فيها بتفاصيلها، على الأقل لكي نقلص من مساحات الإجتهاد التي كانت من أكبر مضار العمل الرياضي السوداني، تلك المضار التي انحصرت تجاهل وزراء الشباب والرياضة لما كان يجري في عهود من سبقهم وغياب الرابط الأساسي لبرامج بعضهم البعض الإستراتيجيات والمسؤوليات المرحلة، وهو خلل نستطيع أن نحدده بشكل أوضح في مقبل الأيام، ولكن إذا كانت هنالك إستراتيجية بالفعل لاستصحبت معها هيكلة الرياضة السودانية ضمن عملية التخطيط الشامل لبناء الدولة السودانية، ولما وجد الوزراء في الحقب المختلفة مساحات كبيرة للإجتهاد خارج تلك الخطط.. ولما تحفظنا الآن وبعد نهاية حقبة الأستاذ محمد يوسف عبد الله أنها كانت حقبة مليئة بالإجتهادات وفقيرة جداً من حيث الإنجازات.. ولكن تبقى الأسئلة المشروعة هنا.. والتي نوجهها للمجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي، وهو المصدر الأساسي لما نتحدث عنه: هل يمكننا إصدار استراتيجية قومية شاملة أو الحديث عن خطط عشرية أو ربع قرنية لدولة مثل السودان دون الإشارة إلى الشق الرياضي؟.. وإذا كانت الإجابة بنعم.. فمن المسؤول عن التخطيط الرياضي إذاً؟ وهل يعني ذلك أن الدولة لم تعترف بعد بالرياضة كمنشط بشري مهم، وكملتقى لغالبية المواطنين، وكرابط مهم جداً بين الشعوب؟.. وكوجه من أوجه الدبلوماسية؟.. أما إذا كانت الإجابة بلا.. وأن الدولة قد منحت الرياضة مكانتها في تلك الخطط.. فلماذا تجاهل وزراء الشباب المتعاقبين وراء اللواء إبراهيم نايل إيدام أن هنالك خطط موضوعة للتنمية الرياضية وأنهم مطالبون بتنفيذها وليس الإجتهاد بعيداً عنها؟
تطرقت إلى قضية التخطيط هذه وهي إضافة إلى الحلقة الأولى التي حوت رسالة إلى الوزير الجديد الأستاذ حاج ماجد السوار، ولكننا شهدنا حتى الآن أكثر من ثلاث ملتقيات تحدث فيها الرجل بصدق نثق فيه، ولكنه لم يتطرق بعد إلى أهمية التخيط الرياضي وهو ما يجعلنا لا نستبشر بجديد على مستوى الدور المنوط بالدولة وأجهزتها القيادية وعلى رأسها وزارة الشباب والرياضة، وهي الأجهزة المنوط بها إيجاد الإطار العام للممارسة الرياضية لضمان جدواها وقدرتها على المنافسة على الصعيد الخارجي.. وبعيداً عن مفاهيم التخطيط الحديثة ستظل الرياضة السودانية في متاهة وعتمة لا تعرف سبيلاً للخروج منها أو طريقة لتقييم مستوى الممارسة فيها.. وستظل في أقصى إنجاز لها مظهر من مظاهر المهرجانات والإنفاق البذخي ومذبحة لكل الكوادر التي تستند على خلفيات علمية في هذا المجال المهم والحيوي.. وقد سمعت بأذني من سعادة الوزير حاج ماجد أنه يؤمن بمقولة أن (دولار في الرياضة يوازي ثلاث دولارات في الصحة).. وهو حديث بث فينا الحياة من جديد، ولكنه لم يتعد كونه مجرد حديث، لأن الدولة ظلت تتلكأ في إضافة مادة الرياضة في المنهج التعليمي وكذلك هي التي قادت الدورات المدرسية من شكلها القديم الذي كان مصدراً مهماً للرياضيين الأقوياء إلى مجرد مظهر سياسي يشوه الفكرة ويستهلك المليارات من أموال البلاد بلا طائل.
حواشي
* مشكلة الرياضة السودانية أنها تسير على حل شعرها.. ليس لديها إطار عام يهذبها ويقوم ممارستها، وبالتالي لا أحد ليضمن لنا نتائجها في المستقبل..!
* الأسلوب الذي نسير عليه الآن في اتحاداتنا وأنديتنا الكبيرة والصغيرة معاً جميعها لا تبشر بمستقبل جيد، وربما مرت مئات السنين علينا ونحن في هذه المحطة من الإحباط..!
* إذا أردنا الخروج من هذا النفق علينا أن نبدأ أولاً بالتخطيط الجيد ومن ثم نتبع ذلك التخطيط بالعمل الجاد من أجل الوصول إلى أهدافنا..!
* كل الإداريين في الأندية والإتحادات ابتداءً بالبروفيسور كمال شداد الذي يعتبره البعض من أساطين الإدارة والمؤسسية الرياضية في البلاد.. إذا سألأناهم عن ماذا أعدوا من برامج لثلاث سنوات قادمة سنجدهم في الحقيقة يعملون بأسلوب عمل اليوم باليوم وليس فيهم من ينظر إلى الغد..!
* حتى على مستوى الدولة لم نر غير مليارات من الجنيهات تدفقت في عمل إتحاد الناشئين، ولأن الإنفاق هناك كان بدون دراسة تذكر ضاع نصف الرقم المعلن والمنفق على تلك المشروعات في غير محله ومع ذلك لا أحد يضمن نتيجة ذلك العمل والسبب أنه مدفوع بحماس فقط وليست هنالك أية خطط تقودها لتضمن نجاحها وتقييمها بالمعيار الصحيح.
* علماء الرياضة السودانية هاجروا إلى الخارج ليضعوا الإطار العام لبعض الدول الجادة في تحقيق نهضة رياضية.. فهاجر الخبير محمد إمام إلى قطر ليسهم مع القطريين في نهضتهم الحالية بعد أن حاول عندنا عبر الإتحادات تارة وعبر كلية التربية الرياضية جامعة السودان تارة أخرى.. وفي نهاية المطاف غادر البلاد إلى من يثمن أعمالهم ويقدرها.. ولحق به الدكتور مأمور كنجي أحد أميز عمداء كلية التربية الرياضية بجامعة السودان.. وكذلك غادرنا خبير ألعاب القوى الدكتور محجوب سعيد إلى السعودية ليصنع من فسيخ السعودية شربات برغم أن السودان من حيث مواهب ألعاب القوى أغنى من أي دولة عربية أخرى.
* هذه نماذج فقط يليها أسماء أكثر من 25 لاعباً في كرة القدم وجدوا أنفسهم في دولة قطر يمثلون منتخباتها ويبدعون مع النجوم الاجانب الكبار، ولو عادوا إلينا لدفنوا تحت غبار الفوضى..!
* وهل حدثكم أحد عن قصة السوداني لوول دينق؟... لمن لا يعرفونه فهو أحد أميز نجوم كرة السلة في العالم حالياً.. يلعب تقريباً في شيكاغو بالدوري الأمريكي لكرة القدم (أن بي أيه) وقد وصل سعره إلى 75 مليون دولار للعام الواحد.. ونحن مازلنا في محطة ثلاثة ملايين من الدولارات للنيجيري ستيفن وورغو تحدث عنها الشارع السوداني من أئمة المساجد وحتى الجياع في معسكرات النازحين.
* بصراحه.. نحن لا نعرف من أين نبدأ وإلى أين نتجه.. وماذا نفعل من أجل الوصول..!
* بعضهم يعاني من عقدة الأجنبي مثل زميلنا وصديقنا فراس طنون ومن معه من تلك الشلة، تبرهم كل الأشياء القادمة من وراء الحدود حتى أنهم يتناسون أن تلك الإنجازات التي تبهرهم إنما تحققت بالعمل الصادق.
* إذا كان المنهج الذي يعمل به الثنائي صلاح إدريس وجمال الوالي صحيحاً لحققنا الكثير بتلك الأموال التي أنفقوها في الناديين على مدار سبع سنوات مضت.. فهما بدون شك أنفقا الكثير ولم يحصدا من الغنجازات ما يوازي ذلك الإنفاق.
* الذين سبقوهما لم يخططوا جيداً قبل أن يندفعوا للعمل وهو نفس الخطأ الذي وقعا فيه..!
* في رأيي الخاص والذي أستنبطه من واقع المتابعة والمعايشة الميدانية فإن الفارق الذي يفصل الهلال والمريخ وبقية أندية الدرجة الثالثة في نيالا ورهيد البردي والحصاحيصا ورفاعه وأبوعشر والهلاليه والمعيلق.. أن ثنائي القمة ينفقان أكثر.. أما المناهج فهي ذاتها والثقافة هي نفسها التي تتحكم في الجميع.
* في الماضي كانت القيادات الرياضية تعرف مخاطر العمل بالعقلية الجماهيرية.. بمعنى أن تترك الامور والقضايا المهمة للجماهير لكي ترى الأنسب وتتخذ القرار أو تؤثر فيه.. وإن كانت الأمور تسير هكذا منطقياً لما اضطرت الشعوب أن تنتخب حكومات لتفوضها وتسلمها زمام إدارة شؤونها.. لأن الشعب يكون قادراً على حكم نفسه بدون أن يختار رئيساً أو وزيراً..!!
* ماذا يضير لو أننا استعنا ببيوت خبرة أجنبية لتقييم ما نفعله الآن وتساعدنا على التطيط السليم كما فعلت الدول الخليجية والأفريقية وحتى مصر في الفترة الأخيرة..!؟
* مصر.. والتي هي جمهورية مصر العربية ذات السمعة والإنجازات الرياضية ملء السمع والبصر قررت في اتلآونة الأخيرة ألتعاقد مع معهد الرياضة في الولايات المتحدة والذي ابتعث أستاذاً بدرجة البروفيسور ليتولى التقييم والتخطيط للرياضة المصرية للفترة القادمة.. ذلك لأن مصر تريد أن تحافظ على هويتها الرياضية وإنجازاتها التي تحققت والبحث عن المزيد.. ونحن ماشاء الله وتبارك الله.. لم نفعل شيئاً ولم نحقق الكثير من الإنجازات ولسنا حريصين على الحفاظ على أي شيء.. لذلك سنظل قابعين حتى يشاء الله رب العالمين..!
*فيما يخص خبر الأمس عن استقالة جمال الوالي من رئاسة المريخ... في اعتقادي أنه ليست هنالك طريقة لاستثناء شداد.. وفي حال تم ذلك فإن نائبه لن يكون سوى الدكتور معتصم جعفر ولأن جمال الوالي من أقرب الأصدقاء للدكتور معتصم أستبعد تماماً أن يغدر به ويحتل منصب نائب شداد (إذا) تم الإستثناء.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 4  0
التعليقات ( 4 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    sadig 06-28-2010 10:0
    اول مرة اطالع على مقال جادى يتلمس هموم الرياضة السودانية بتعمق كبير ماذا جرى يا هؤلاء _ وياريت نضرب على هذا الوتر بجماعية بعيد من المهاترات (والكلام الفارغ) فى الاعمدة تحديدا - لا يفوتنى ان اشيد بهذا القلم وان لا يفتر وينقطع من مواصلة المشوار الى ان ينعدل حال الرياضة
  • #2
    سولي شريف 06-28-2010 07:0
    بدل استثناء شداد يجب ترك القانون يأخذ مجراه وحواء والدة.. ويجب بدل استثناء شداد استثناء الخضر والفواكة واللحوم والذرة وكافة المزروعات المحلية من الضرائب والجمارك للتخفيف عن هذا الشعب المسكين الذي اذلته الجبايات والرسم وم للصسرف على مخصصات ورفاهية 77 وزير والف دستوري آخرين بالولايات والمجالس التشريعية هذا غير المستشارين ومساعدي الرئيس المرتقبين. التحية لك أماسا فأنت كتاب عديل,,
  • #3
    دابي الكر 06-28-2010 02:0
    وهل حدثكم أحد عن قصة السوداني لوول دينق؟... لمن لا يعرفونه فهو أحد أميز نجوم كرة السلة في العالم حالياً.. يلعب تقريباً في شيكاغو بالدوري الأمريكي لكرة القدم (أن بي أيه) وقد وصل سعره إلى 75 مليون دولار للعام الواحد.. ونحن مازلنا في محطة ثلاثة ملايين من الدولارات للنيجيري ستيفن وورغو تحدث عنها الشارع السوداني من أئمة المساجد وحتى الجياع في معسكرات النازحين. ============================================================== كاتب المقال تحدث عن التخطيط وأثره على الرياضة ولكن لا أعرف ما المقصود بالعبارة أعلاه - السودان بلد فقير جداً وموارده محدودة والناس يعيشون فيه بشق الأنفس بسبب الضرائب العالية وارتفاع أسعار السلع الضرورية والخدمات ورفع الدولة يدها عن التعليم والصحة، فهل يعقل أن يسجل فيه لاعب بـ 3 ملايين دولار وأكثر من ثلاثة أرباع السودانيين يبيتون القوى أمريكا تفوق السودان بحوالى ألف مرة في التقدم يعني مبلغ ال75 مليون دولار تساوي في حقيقتها في السودان 75 الف دولار وهو المفروض يكون أعلى سعر للاعب في السودان مقارنة بمستوى الاقتصاد ومستوى الرياضة في السودان، وراغو رصد له الأهلي المصري 750 ألف دولار كسقف للتسجيل بينما سجله المريخ بـ 3 ملايين دولار، فمن الطبيعي أن يتحدث الناس وخاصة أئمتنا عن هذا التبذير الذي إن كان قد صرف على تنشئة البراعم والأشبال لكان أجدى وأنفع
       الرد على زائر
    • 3 - 1
      أبوعاقله أماسا 06-28-2010 03:0
      دابي الكر: فقرة وارغو ربما لا تكون لها علاقة مباشرة بالتخطيط.. ولكن هنالك فقة أخرى ذات علاقة بالموضوع وأعني بها أننا لم نهتم بالموهوبين في السودان ونضع لهم خططاً تضمن لهم الوصول إلى عالم النجومية.. والدليل على ذلك أن لوول دينق خرج من ضواحي ملكال وذهب إلى إنجلترا ومن هناك إلى الدوري الأمريكي للسله.. والعشرات ذهبوا إلى الخليج وتألقوا.. بينما غيرهم من الموهوبين يضلون الطرق في الملاعب السودانية دون أن ينالوا حظاً من النجومية لضعف التخطيط.. وهذا هو المقصود ونأسف يا دابي الكر على الغموض..
  • #4
    احمد قرض 06-28-2010 11:0
    الدوله شبدت مبني بنك السودان وهو ليس واجهه للبلد وديوان الزكاه وصرفت فيه كل اموال الزكاه ومخصصات ل77 وزير واضعافهم في الولايات لو كان هناك ادني اهتمام بالرياضه كان تمت المدينه الرياضيه ولم تدعها تتاكل =كتورتة عيد الميلاد= ورئيس اتحاد يطلب التمديد وهو من دمر =السنيه=وقوانيين للرياضه عرضه للمط واللصق والفتاوي من كل من هب ودب ادارات انديه تعشق الفلاشات والمصالح صحافه اقل ما يقال عنها =خواء= وجمهور ينقاد لروابط المشجعين في الصحف وهم بدرجة رؤساء تحرير من اين تاتي الخطط=يا ابو عاقله=
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019