• ×
الأحد 28 أبريل 2024 | 04-27-2024
عبدالحي ابو زيد

وهج الشمس

عبدالحي ابو زيد

 0  0  1144
عبدالحي ابو زيد
قمة اللا متعة

* لاشيء يعلو هذه الايام عن مباراة القمة المرتقبة عشية العاشر من يونيو الحالي .. فقد امتلئت الصحف الرياضية صخبا وبرزت العناوين الجاذبة في محاولة لجني ثمار الموسم والتكسب من عطش الجماهير التي تنتظر هذه المباراة بفارق الصبر.. ومن جانبي فقد تابعت مباريات كثيرة بين فريقي الهلال والمريخ لكنني لم اذق طعمها او لونها لانها دائما ما تأتي بانفعالات وتشنجات مقيته تكسر روعة مثل هذه اللقاءات وتأتي بعيدا عن المتعة والشوق المنتظر ..
* الصحافة الرياضية تشعلل مثل هذه اللقاءات لكنها بعيدة عن الواقعية التي تستند اليها مع العلم ان الفوارق دائما ما تأتي عكسية .. لكننا اعتدنا من صحافتنا الرياضية انها قد انحرفت عن رسالتها فاصبح الجميع يبحث عن الاثارة المنقوصة .. الكثير من مواقع الصحف تثير الاشمئزاز والكثير من الكتاب الكبار واصحاب الصحف أصبح همهم الكسب المادي على حساب القاريء المغلوب على امره .. فالقليل منهم من يمتعك ويجبرك على متابعته عندما يكون النقد هادفا وبناءا .
* مباراة الخميس رغم الاهتمام المتعاظم بها من قبل القبيلة الرياضية في السودان الا انها كالعادة لن تأتي الا بالعك الكروي لان التنافس اصبح لايشكل انضباطا في لغة كرة القدم فالتشنج والانفعالات اصبحت صفة ملازمة للاداريين الذين يشعلون الجماهير بتصريحاتهم البالية فاصبحنا نرى نموذجا من التعصب الاعمى الذي اصبح واقعا معاشا ..
*كرة القدم خلقت لتكون بؤرة ابداع ومتعة تنشد الي تفريغ البغض والضغينة وهي دائما ما تدعو الي روح المودة والاخاء تحكمها الضوابط والقوانين التي لايمكن ان نختلف حولها وهي البؤرة الوحيدة التي يلتقى فيها العالم اجمع يمحبة وسلام وتعزف فيها الاناشيد الوطنية .. كما انها كرة القدم هي الوحيدة التي يكون فيها المنتصر والمهزوم يرفون شعار ان الكرة مدورة يوم لك ويوم عليك . فالمتصر لابد ان يأتي يوم ويهزم وكذلك حال المهزوم لابد ان يأتي يوما وينتصر ..
* كرة القدم لوحة جميلة نعلن من خلالها محاربة التعصب ومحاربة كل سلبيات المجتمع ومن خلالها تتبدى الاشياء الجميلة وعكس الصور الحضارية لكل الشعوب التي تنتمي لهذه المنظومة ..فامامنا كأس العالم في جنوب افريقيا والتي استعدت لها هذه الدولة الفتية التي خرجت من قبضة الاستعمار والحروب وقد سابقت الكثير من الدول لتكون دولة عصرية وهي تجاهد ان تكسب اضواء الاعلام وتظهر ثقافتها واريها وحضارتها وتأخذ الابصار والاهتمام دون غيرها من دول العالم خلال الفترة الزمنية التي ستجري فيها هذه البطولة العملاقة .
* اذن لابد لنا ان نظهر لمن حولنا اننا نملك القدرات في مواكبة كرة القدم الحديثة بأن تأتي مباراة الخميس وفيها نرضى اذواق المشجعين بكرة تليق بالقمة بالمستوى اللائق من فنون الكرة وان نجسد كلمة القمة بمعناها الاصيل وان يقدم لاعبى الفريقين ما يجعلهم اهلا لان يرتدوا شعار هذين الناديين العملاقين .. نريد المتعة الكروية بمقاييسها الخالية من الشوائب نفرد فيه روح الاخاء والمحبة والتلاقي .. وان يكون التشجيع مثاليا نظهر فيه اننا شعب متآخي دائما ما يضرب المثل والقيم النبيلة بتماسكه وترابطه الذي اذهل العالم في كل مكان يطأ فيه السوداني قدمه .
* ندعو الصحافة الرياضية ان تزكي روح التنافس الخالي من العصبية وان تكون مسئوليتنا في نبذ كل ما يسيء للاخر وان يحترم كل الاخر وان يكون التنافس الشريف هو هدف نعتلى به منصات التتويج .. وان يكون هدفنا البناء بمعاول التناصح .. وان يدرك الجميع ان القاري السوداني فطن وقد مل تلك المهاترات التي لم تأتي نفعا فاصبحت الصحافة الرياضية سوءاتها اكثر من ايجابياتها والكل يتناحر ويخلق بطولات وهمية والرياضة لدينا فيها الكثير من العيوب والثقوب التي تحتاج الي المعالجة وهي مهمة القلم الامين .
* المريخ رغم الظروف التي مر بها من اصبات وغياب الكثير من العناصر المهمة الا انه استطاع ان يحسم الدورة الاولى بنتائج جيدة جعلته في الدارة وبفارق ست نقاط عن الهلال ومباراة الخميس فرصة لن تتكرر في توسيع فارق النقاط بينه وبين الهلال الي تسع نقاط يضمن من خلالها بطولة الدوري هذا العام واعتقد ان مدربه البرازيلي كاربوني استطاع ان يخوض المعركة بما لديه من امكانيات في ظل غياب عناصر هجومه لكني اعتبر مدرب ذكي لم يخنع لتلك الظروف واستطاع ان يوظف اللاعبين ويسخر امكانياتهم لخدمة الفريق وحقق بهم نتائج ايجابية سيدخرها الي الدورة الثانية التي ستكون حامية الوطيس .
* الهلال هذا العام لم يكن اعداده جيدا واصبح الفريق يشكل هاجسا لانصاره بسبب العروض المتواضعة التي كان بقدمها خلال الدورة الاولى واتضح ان كامبوس لايملك البدائل الجيدة من اللاعبين .. اضافة الي تأثير المشكلات الادارية على الفريق .. فالهلال الذي احتكر الدوري الممتاز ست مرات ليس هو الهلال الذي عرفناه فاصبحت الهزيمة واردة بنسبة كبيرة بسبب عدم وجود لاعبين يمتلكون ناصية الابداع وبسبب فقر مدربه البرازيلي كامبوس الذي لايعرف كيف يتعامل مع مجريات المباريات ودائما ما يأتي بخطط تشل قدرات لاعبيه .
* الهلال الجريح سيدخل مباراة الخميس وليس امامه غير الفوز على نده المريخ ليقلص فارق النقاط .. وان التفريط في هذه المباراة سيدفع الهلال ثمنها غاليا لان شعب الهلال لن يرضى بالوهن هذه المرة فانهم يريدون ان يكون تقليص فارق النقاط من المريخ القوي الذين يعتبرون هزيمته بطولة قائمة بذاتها .. لذا فان هذه المباراة هي مباراة لاعبين ومهمتهم ارضا شعبهم واخراجهم من احزانهم ومن احباطاتهم ..
* لاعبون كثر يهمهم الظهور في هذه المباراة واثبات الوجود لان مقصلة الشطب مطلة برأسها بعد هذه المباراة مباشرة كذلك ان المباراة تحمل اضواءا اعلامية ضخمة يحاول الكل من خلالها ان ينال جزءا من هذه الاضواء .
*روعة هذا اللقاء سيكون بيد الحكم الذي سيديرها فيجب ان تحرص لجنة التحكيم بأن تنأى عن نفسها من الاتهامات التي طالتها في هذا الموسم باختيار حكم يكون ولائه للصافرة ويخمد ميولاته تحت وطأة الضمير وان يكون حاضرا لياقيا وذهنيا يعطي كل فريق حقه بانصاف وعدل .

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالحي ابو زيد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019