راي رياضي
نتفق مع اعلام وادارة ومنسوبي نادي المريخ بان التحكيم تسبب في ظلم فريقهم في بعض المباريات، لكن يجب ان نقولها صراحة، انه منحه ايضا ما لا يستحق في كثير منها.
لذلك لا نرى سببا للحملة العنيفة التي يقودها اعلام المريخ هذه الايام ضد التحكيم، وخصوصا انها جاءت متزامنة مع لقاء القمة في الدوري الذي سيقام اليوم باستاد الخرطوم ليلا.
الهجوم على الحكام بالصورة التي نراها هذه الايام من اعلام المريخ، وبصورة غير معهودة، ليس له اي تفسير، غير انه يهدف الى ارهاب الحكام واستمالتهم في لقاء اليوم.
وقد درج اعلام الفريق الاحمر على انتهاج هذا المسلك لسنوات طويلة، وكانت عقيرته ترتفع كلما اقترب موعد لقاء فريقهم مع الهلال، دون ان يحققوا هدفهم غير المعلن.
فالفريق الذي بات يخرج من البطولات الافريقية مبكرا ، ويتعثر دوريا في الولايات، وامام الفرق الغمورة ، طبيعي ان لا يقوى على منافسة الهلال، او يتفوق عليه ميدانيا.
لقد اخذ الهجوم على الحكام من اعلام المريخ هذه المرة منحى آخر، وفات حدود المعقول، واصبح خطابه اقرب الى التحريض على اثارة الشغب، منه الى اصلاح الحال.
نعلم ان اخطاء الحكام في عالم كرة القدم وراد، وتكاد لا تخلو أي مباراة في هذه الدنيا من الاخطاء، ولذلك فان الاستمرار على هذا النهج المدمر ربما يكون ثمنه باهظا الليلة او في المستقبل القريب.
على جماهير المريخ ان لا تنساق خلف اعلام ناديها،وينبغي ان تعلم ان الفرق القوية لا تحتاج الى مساعدة ، وان الحكام مهما كانوا سيئيين فانه لن يكون بمقدورهم حرمان الفريق الافضل من الفوز.
ان تصوير المريخ، الذي كان يهز الارض تحت العمالقة حتى وقت قريب على انه اصبح هو الضحية، او الحلقة الاضعف، امر لا يليق به ولا بتاريخه الحافل والناصع.
الذين يهاجمون التحكيم ويصورنه على انه يترصد فريقهم، وخصوصا امام الهلال، هم في الاساس يدارون خيبته، ويعملون على تدميره، ويخشون قول كلمة الحق.
صحيح ان هناك سلبيات كثيرة رافقت اداء الحكام في هذا الموسم، وتسببت قرارات بعضهم في تغيير نتائج بعض المباريات، لكن ذلك لم يكن في المباريات التي طرفها المريخ.
لا نعتقد ان هناك سببا واحدا يجعل الحكام يستهدفون المريخ، أويستقصدونه كما يدعي اعلامه، واذا كان الامر كذلك لما تمكن الاحمر من تحقيق أي بطولة .
ظل الزميل مامون ابو شيبة يكتب بصورة شبه يومية في عموده الراتب "قلم في الساحة" عن ظلم الحكام للمريخ، دون ان يقنع حتى نفسه بهذا الامر.
ولم يقصر الحبيب مزمل ابو القاسم في هذا الموضوع، وتصدى له بقوة ، وسخر زاويته "كبد الحقيقة" للهجوم على الحكام وعلى لجنتهم الموقرة، دون هوادة.
وركب بقية كتاب المريخ الموجة، الا من رحم ربي، واصبحوا جميعا يعزفون في كورال واحد ، ظنا منهم ان اتفاقهم هذا يمكن ان يرهب الحكام ويجعلهم يمنحون فريقهم ما لا يستحقه.
الهجوم على الحكام او انتقادهم قبل او بعد المباريات، ممنوع في اوربا، وفي بعض الدول العربية، لان المسؤولين في تلك الدول يعلمون خطورة الحديث عن التحكيم واثره السيء على سير المنافسة.
قبل ايام غرمت لجنة الانضباط في الاتحاد الانجليزي مدرب تشلسي ،البرتغالي مورينهو عشرة الاف جنيه استرليني، لانه سخر من الحكم بعد خسارة فريقه من سندرلاند.
وفي السعودية عاقبت لجنة الانضباط الموسم الماضي رئيسا الهلال والنصر وغرمتهما اربعمائة الف ريال ، مائتي الف لكل واحد، بسبب تعرضهم للحكام.
اما في السودان، فالكل اصبح يردح فيهم، ويتهمهم صراحة بالرشوة، وبعدم الضمير، ويكتبون فيهم كلاما لا يقال في "ونسة"، دون ان يجدوا حتى من يلفت انتباههم.
على اعلام المريخ وادارته ومنسوبيه، ان يعلموا ان الفوز على الهلال لن يتحقق بارهاب الحكام او تخويفهم ، من اراد ان ينتصر على سيد البلد عليه ان يعتمد على نفسه ويعدها جيدا قبل منازلته.
آخر الكلام
تعرض الهلال لظلم فادح من التحكيم في العديد من مبارياته المحلية، وخصوصا امام المريخ، كلفه فقدان بطولات مهمة، لكنه لم يتوقف عند هذا الظلم ، او يجعله شغله الشاغل.
طالبت ادارة الهلال من قبل بضرورة الاستعانة بحكام اجانب لمباريات فريقها مع المريخ لكن ادارة الاخير تمنعت، لانها كانت تعلم ان فريقها سيكون اكبر الخاسرين اذا غاب الحكام الوطنيين.
دعوة المريخاب الى استجلاب حكام اجانب هذه المرة، هي كلمة حق اريد بها باطل ، لانهم ان كانوا يرغبون فعلا في حكام اجانب لما ترددوا في التنسيق المبكر مع الهلال.
خسروا كل المباريات التي ادارها حكام اجانب ، في الخرطوم او الدوحة، ما عدا تلك التي ادارها حكم الجلاكسي، والتي احتسب فيها ركلتي جزاء، ومع ذلك فازوا بفارق هدف.
الامنيات بالتوفيق للحكام الذين سيتم اختيارهم لادارة مواجهة الليلة، والعشم كبير ان نستمتع بمباراة نظيفة ومثيرة وراقية، تليق بتاريخ وشعبية الفريقين الكبيرين.
وداعية : الطيران من التمهيدي كتب براءة حكام صلاح .
Rawa_60@yahoo.com
نتفق مع اعلام وادارة ومنسوبي نادي المريخ بان التحكيم تسبب في ظلم فريقهم في بعض المباريات، لكن يجب ان نقولها صراحة، انه منحه ايضا ما لا يستحق في كثير منها.
لذلك لا نرى سببا للحملة العنيفة التي يقودها اعلام المريخ هذه الايام ضد التحكيم، وخصوصا انها جاءت متزامنة مع لقاء القمة في الدوري الذي سيقام اليوم باستاد الخرطوم ليلا.
الهجوم على الحكام بالصورة التي نراها هذه الايام من اعلام المريخ، وبصورة غير معهودة، ليس له اي تفسير، غير انه يهدف الى ارهاب الحكام واستمالتهم في لقاء اليوم.
وقد درج اعلام الفريق الاحمر على انتهاج هذا المسلك لسنوات طويلة، وكانت عقيرته ترتفع كلما اقترب موعد لقاء فريقهم مع الهلال، دون ان يحققوا هدفهم غير المعلن.
فالفريق الذي بات يخرج من البطولات الافريقية مبكرا ، ويتعثر دوريا في الولايات، وامام الفرق الغمورة ، طبيعي ان لا يقوى على منافسة الهلال، او يتفوق عليه ميدانيا.
لقد اخذ الهجوم على الحكام من اعلام المريخ هذه المرة منحى آخر، وفات حدود المعقول، واصبح خطابه اقرب الى التحريض على اثارة الشغب، منه الى اصلاح الحال.
نعلم ان اخطاء الحكام في عالم كرة القدم وراد، وتكاد لا تخلو أي مباراة في هذه الدنيا من الاخطاء، ولذلك فان الاستمرار على هذا النهج المدمر ربما يكون ثمنه باهظا الليلة او في المستقبل القريب.
على جماهير المريخ ان لا تنساق خلف اعلام ناديها،وينبغي ان تعلم ان الفرق القوية لا تحتاج الى مساعدة ، وان الحكام مهما كانوا سيئيين فانه لن يكون بمقدورهم حرمان الفريق الافضل من الفوز.
ان تصوير المريخ، الذي كان يهز الارض تحت العمالقة حتى وقت قريب على انه اصبح هو الضحية، او الحلقة الاضعف، امر لا يليق به ولا بتاريخه الحافل والناصع.
الذين يهاجمون التحكيم ويصورنه على انه يترصد فريقهم، وخصوصا امام الهلال، هم في الاساس يدارون خيبته، ويعملون على تدميره، ويخشون قول كلمة الحق.
صحيح ان هناك سلبيات كثيرة رافقت اداء الحكام في هذا الموسم، وتسببت قرارات بعضهم في تغيير نتائج بعض المباريات، لكن ذلك لم يكن في المباريات التي طرفها المريخ.
لا نعتقد ان هناك سببا واحدا يجعل الحكام يستهدفون المريخ، أويستقصدونه كما يدعي اعلامه، واذا كان الامر كذلك لما تمكن الاحمر من تحقيق أي بطولة .
ظل الزميل مامون ابو شيبة يكتب بصورة شبه يومية في عموده الراتب "قلم في الساحة" عن ظلم الحكام للمريخ، دون ان يقنع حتى نفسه بهذا الامر.
ولم يقصر الحبيب مزمل ابو القاسم في هذا الموضوع، وتصدى له بقوة ، وسخر زاويته "كبد الحقيقة" للهجوم على الحكام وعلى لجنتهم الموقرة، دون هوادة.
وركب بقية كتاب المريخ الموجة، الا من رحم ربي، واصبحوا جميعا يعزفون في كورال واحد ، ظنا منهم ان اتفاقهم هذا يمكن ان يرهب الحكام ويجعلهم يمنحون فريقهم ما لا يستحقه.
الهجوم على الحكام او انتقادهم قبل او بعد المباريات، ممنوع في اوربا، وفي بعض الدول العربية، لان المسؤولين في تلك الدول يعلمون خطورة الحديث عن التحكيم واثره السيء على سير المنافسة.
قبل ايام غرمت لجنة الانضباط في الاتحاد الانجليزي مدرب تشلسي ،البرتغالي مورينهو عشرة الاف جنيه استرليني، لانه سخر من الحكم بعد خسارة فريقه من سندرلاند.
وفي السعودية عاقبت لجنة الانضباط الموسم الماضي رئيسا الهلال والنصر وغرمتهما اربعمائة الف ريال ، مائتي الف لكل واحد، بسبب تعرضهم للحكام.
اما في السودان، فالكل اصبح يردح فيهم، ويتهمهم صراحة بالرشوة، وبعدم الضمير، ويكتبون فيهم كلاما لا يقال في "ونسة"، دون ان يجدوا حتى من يلفت انتباههم.
على اعلام المريخ وادارته ومنسوبيه، ان يعلموا ان الفوز على الهلال لن يتحقق بارهاب الحكام او تخويفهم ، من اراد ان ينتصر على سيد البلد عليه ان يعتمد على نفسه ويعدها جيدا قبل منازلته.
آخر الكلام
تعرض الهلال لظلم فادح من التحكيم في العديد من مبارياته المحلية، وخصوصا امام المريخ، كلفه فقدان بطولات مهمة، لكنه لم يتوقف عند هذا الظلم ، او يجعله شغله الشاغل.
طالبت ادارة الهلال من قبل بضرورة الاستعانة بحكام اجانب لمباريات فريقها مع المريخ لكن ادارة الاخير تمنعت، لانها كانت تعلم ان فريقها سيكون اكبر الخاسرين اذا غاب الحكام الوطنيين.
دعوة المريخاب الى استجلاب حكام اجانب هذه المرة، هي كلمة حق اريد بها باطل ، لانهم ان كانوا يرغبون فعلا في حكام اجانب لما ترددوا في التنسيق المبكر مع الهلال.
خسروا كل المباريات التي ادارها حكام اجانب ، في الخرطوم او الدوحة، ما عدا تلك التي ادارها حكم الجلاكسي، والتي احتسب فيها ركلتي جزاء، ومع ذلك فازوا بفارق هدف.
الامنيات بالتوفيق للحكام الذين سيتم اختيارهم لادارة مواجهة الليلة، والعشم كبير ان نستمتع بمباراة نظيفة ومثيرة وراقية، تليق بتاريخ وشعبية الفريقين الكبيرين.
وداعية : الطيران من التمهيدي كتب براءة حكام صلاح .
Rawa_60@yahoo.com