بهدوء

وسط هذا الموج الازرق المتلاطم من الانفعال ومقالات الغضب كان رئيس الهلال المهندس الحاج عطا المنان الوحيد الذى خرج بحديث عقلانى حول الهزيمة التى تعرض لها الهلال امام اهلى شندى حيث قال انها جاءت في وقتها و أنهم يعدون بتصحيح الأخطاء قبل البطولة الإفريقية وأكد في حديثه الصحفى عقب المباراة بان هزيمة الفريق في الدوري أفضل له من فقدان نقاط مباراة افريقية في المجموعات لان التعويض في الدوري سهل جدا و من الصعب إدراك خسارة الإفريقية و طالب أنصار الهلال بالتماسك و الوقوف مع اللاعبين في الفترة الحالية !! وعلى النقيض من هذا الحديث العقلاني الذى يحتاجه الهلال فى مثل هذه الظرف اصدر مجلس ادارة النادى الازرق بيانا ركز فقط على اخطاء التحكيم وتناسي عن عمد ان يدين تصرف الاعتداء على مساعد الحكم بحجر طائش سبب له شج فى الراس وتلقي العلاج بالمستشفى وهى حادثة مؤسفة تعكس مدى الانفلات الذى بدأت تشهده ملاعبنا فى ظاهرة لم تجد حتى اليوم العقاب الرادع من المسؤولين فى الاتحاد العام الذين ظلوا يتعاملون مع مثل هذه الحوداث الخطيرة بنوع من الاستخاف خاصة عندما يكون الجانى طرف من جماهير الهلال او المريخ بينما يتم تطبيق القانون والعقوبات الرادعة فقط ضد الاندية الاخرى !
فلا زالت احداث مباريات القمة الافريقية باستاد الهلال ومن بعدها مباراة القمة فى الدورى فى ختام الموسم قبل الماضى لازالت حية فى الذاكرة ولم يتم غلق ملفها حتى الان خاصة تلك التى استباحت فيها جماهير الهلال استاد المريخ وحولت كراسى الاستاد لمجرد كومة من البلاستيك والحديد , ومع ذلك ظل الاتحاد العام الحالي يماطل فى تطبيق العقوبات المالية على الهلال رغم الاموال التى دفعها مجلس ادارة نادى المريخ لاصلاح الاضرار التى لحقت باستاده منذ ذلك الوقت ولم يحصل على اى تعويض رغم الوعود الزائفة التى ظل يتلقاها من الاتحاد العام .
كذلك ماحدث من اعتداء محدود من جماهير المريخ على كراسي استاد الهلال فى القمة الافريقية لم يجد حينها الشجب والادانة من مجلس ادارة نادى المريخ وكذلك صمت مجلس ادارة نادى الهلال السابق برئاسة الامين البرير ولم ينطق باى كلمة يدين بها تصرفات جماهير ناديه وشجب الخراب الذى احدثته بقلعة نادى المريخ , واليوم يسير مجلس التسيير على ذات الطريق الذى سبقه اليه الامين البرير فى التزام الصمت وعدم ادانة الاعتداء على مساعد الحكم فى مباراة الفريق ضد اهلى شندى رغم انه تصرف فردى ولكن السكوت عليه يشجع امثال هؤلاء المتفلتين للاستمرار فى مثل هذا السلوك كلما اخطاء التحكيم فى تطبيق القانون .
كنت اتمنى ان يحذو مجلس ادارة نادى الهلال حذو رئيسه وبعض العقلاء فى اعلام الهلال الذين سارعوا فى ادانة الاعتداء على مساعد الحكم قبل ان يتطرقوا لاداء التحكيم , فالادانة والشجب عندما تصدر من مجلس ادارة النادى تشعر الجماهير بفظاعة وفداحة التصرف غير الرياضى سواء بالاعتداء على الحكام او الاعتداء على ممتلكات الاندية الاخرى اما السكوت عن ذلك وغض الطرف عن هذا التصرف الذى كان من الممكن ان يسبب عاهة مستديمة لمساعد الحكم فهو امر مرفوض ويكون خصما على الدور الكبير الذى يفترض ان تلعبه ادارة نادى الهلال فى التربية والحث على الاخلاق الرياضية السمحة .
اعود للحديث العقلانى للمهندس الحاج عطا المنان لاؤكد ان هذا بالفعل ماكان يحتاج اليه الهلال عقب خسارته من اهلى شندى وهو ماذهب اليه ايضا التونسي النابي مدرب الفريق الذى حصر اسباب الهزيمة فى الجوانب الفنية وعزا ذلك لعدم توفر البدلاء الاكفاء فى دكة الهلال ,, عموما حديث الرئيس وتحليل النابي هو مايجب ان يأخذ به اهل الهلال بدلا من الانجرار وراء مقالات الغضب والانفعال التى تحرض الجماهير للانتقام من كل الحكام !