• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
اماسا

زووم

اماسا

 7  0  2079
اماسا
زووم

كرة القدم للأغراض السياسيه..!

لم تسلم الرياضة السودانية من محاولات السياسيين إستخدامها في الأغراض التي يرمون إليها ويفشلون في تحقيقها بالوسائل المعروفة والمعلنة، برغم أنهم.. وتحديداً لم يكن ليعترفوا بها كأداة للتغيير الإجتماعي أو التأثير إلا في الحقبة التي تلت المفاصلة السياسية الشهيرة، والتي قسمت الحزب الحاكم إلى فريقين أحدهما ذهب إلى القصر والآخر مضى إلى المنشية والمعتقلات.. بعدها حدث تدافع كبير من المنتمين إلى الحزب الحاكم إلى الرياضية يدخلون أنديتها ومجالس إداراتها أفواجاً ووحدانا، يدعمون من ينتمي إليهم ويمنعون الدعم عمن كان ينتمي أو لا ينتمي لأي حزب آخر، ومنذ ذلك الوقت بدا للرياضة شكل آخر ووجه إن لم يكن الأقبح فهو رمادي لم نعرف له تصنيفاً من بين القرينات في العالم وداخل القارة التي لم نتفوق عليها في أي شيء سوى الفوضى حتى الآن، وقد أصبحت الرياضة السودانية (كرة) يتقاذفها الساسة الكرام بنوع من (الشتارة) الغريبة من أجل إيهام الناس عن قضاياهم الحقيقية، ومحاولة تجميل واقع سياسي مرير، وبهذه المفاهيم الجديدة أصبحنا نرى الاموال تتدفق نحو الاندية والبرامج الرياضية ذات الطابع السياسي دون أن تفلح في تغيير شيء من حيث النتائج وحتى الممارسة من ناحية التنظيم، ولا أذيع سراً أو أعلن إكتشافي أمراً مهماً لأن كل الرياضيين يدركون أن بعض المظاهر السالبة لم تغزو الوسط الرياضي إلا بعد هذه الحقبة، أي الحقبة التي شهدت غزو السياسيين وبالتحديد من الحزب الحاكم للأندية والإتحادات والهيئات الرياضية، وعلى سبيل المثال بات الحديث عن التجاوزات المالية كثيراً وومجوجاً بعد أن تعددت المصادر وبات المنسوبين للحزب الحاكم هم الوحيدين الذين يستطيعون الحصول على دعم الدولة، وهذه لا تحتاج لكبير عناء للإثبات لأننا نملك قائمة طويلة بكل الأندية والمؤسسات التي حصلت على دعم من الحكومة والقصر الجمهوري على وجه التحديد ربما فاقت الثلاثين مؤسسة ونادي وهيئة ليس من بينها من لا يملك قيادة تدين بالولاء للحزب الحاكم وتخدمه في قطاع من القطاعات، وبالمقابل لم تحصل الأندية الأخرى التي لا تملك كوادر سياسية، أو لا يهتم قياداتها بالساسة على دعم ولو قليل من كل تلك المليارات التي خرجت من هناك، ليس لدعم الرياضة وتطويرها وإنما كان الهدف الأساسي والواضح من تلك الأموال هو تعمكين كوادر الحزب التي اقتحمت او أقحمت في مجال العمل الرياضي، وكانت في كثير من الأحوال مصنعاً للأزمات ومصدراً لها لأنهم يتحدثون بلغة المال دون خبرة أو دراية لأصول العمل الرياضي.. لذلك ألحقوا أضراراً كبيرة بالعمل الرياضي وتسببوا في تهتك البنيان الإجتماعي الذي كان مصدراً للتميز على المستوى المحلي على الأقل.

دورة سيكافا للأندية كانت من أحدث الإستخدامات السياسية للرياضية، أو هي النسخة الأحدث والأكثر إثارة من بدعة كرة القدم للأغراض السياسية، وقد كتبت الصحف الكينية واليوغندية منتقدة سكرتير إتحاد سيكافا نيكولاس ميسوني ومتهمة إياه بأنه باع البطولة للحكومة السودانية من أجل أن تستخدمها لتحقيق أغراض عجزت عنها سياسياً في مناطق تعاني الحروب والجوع والتشرد، وقالت بعض الصحف ومنها (نيوفيشن) اليوغندية أن سيكافا ليست ملكاً لميسوني حتى يستخدمها كما يشاء ويبيعها لمن يشاء.. أما نحن.. أبناء جنوب كردفان ودارفور، نعتقد أن هذه الأموال التي أنفقت على هذه البطولة ومنحت كحوافز للزملاء الصحافيين وتنظيم الليالي الصاخبة إنما هي أموال أهلنا الذين شردتهم الحرب ما بين المضارب والجبال والوديان لا يلوون على شيء، ولا يجدون ما يضعون عليه رؤوسهم ليناموا، بل يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويضعون الحجارة على بطونهم لتقدم الذبائح وتقام حفلات الشواء في ديار كبر وهارون، وهما بهذا الترف والبذخ لا يستطيعان إقناعنا بأن سيكافا كانت أولى بهذا الإنفاق من قضايا التعليم ومياه الشرب والأمن والصحة وإيواء الذين شردتهم الحرب والكساء.. فهذه الولايات تملك مدارس يؤمها طلاب يدرسون وهم يجلسون على الأرض، ومئات الآلاف من الأطفال لا يجدون مدارس تضمهم لينالوا حظهم من التعليم، ومنهم من يدرس تحت ظلال الشجر ويهرب منها ليحتمي بالصخور من طلعات الطيران.. وما أدراك ما الطيران..!

هذه الحرب أرهقت أهلنا كثيراً.. وأهدرت الكثير من مقدرات البلاد.. وطرفي الصراع فيها قد أجرما في حق المواطن البسيط الذي لا يعرف من يحكم السودان.. وعندما تسأله تتوقع أن تكون الإجابة بنميري أو حتى اسماعيل الأزهري.. فكل إهتماماتهم تنحصر في حياتهم البسيطة.. لم يحلم أحد منهم يوماً بأن يكون وزيراً إتحادياً أو حتى عامل بوستة عادي.. ومع ذلك يحرم من تلك الحياة البسيطة والمسؤول منهم يقدم لنا سيكافا لتلهينا عن قضايانا الأساسية، يدعونا لنرقص على أشلاء أهلنا وأحزانهم، نمشي على أحلامهم بأقدامنا التي امتلأت من حفلات الشواء التي سهرت عليها العواصم إبان هذه البطولة، ومع ذلك يطل علينا وزير الشباب والرياضة الإتحادي صديق محمد توم في الصحف صبيحة الإثنين ليقول لنا نحن الأغبياء أن سيكافا قد حققت كل الأغراض..!

ألا تفضلت سيدي الوزير لتحدد لنا أولاً (الأغراض) والأهداف التي نظمت البطولة من أجلها؟.. قد لا تخجل أن تتحدث عن تجميل وجه السودان في المحافل الدولية وإيصال رسالة مفادها أن جنوب كردفان وشمال دارفور آمنتان.. مع أن المنظمات والأٌمار الصناعية قد سبقت سسيكافا في إيصال المعلومة، وقد تقول أنها أقيمت من أجل الترويح على المواطن المقهور هناك.. مع أن هذا المواطن قد غلبته الحياة فبات يتمسك فقط بحقيقة أنه حي ولا يطلب من الله تعالى إلا أن يلطف به.. فهو لا يسأله رد القضاء.. وأحمد هارون يريد أن يقنعنا بأن معتقلاته قد فرغت من الأبرياء من رعاة ومزارعين.. مع أنهم إعتقلوا أحد الصبية أمس الأول وهو يهم بجلب الماء لوالدته المسنة وقد فرغه إخوته للمكوث معها غرب الدلنج وهي تتمسك بأرض الآباء والأجداد وترفض مغادرتها والهجرة نحو الخرطوم..

كادقلي ليست آمنة.. هذه معلومة يعرفها كل السودان إلا أحمد هارون.. والفاشر لا تعيش ترفاً بعكس ما يحاول إثباته كبر (البشير إلا شبر).. كما يحلو لبعض المطبلاتية أن يسموه أو يصفوه.. وسيكافا المأفونة هذه لم تغير من كل هذه الحقائق نطفة كتب الله لها أن تخلق في أذهان العالمين على امتداد الأرض ومغاربها.. ومن هنا رفضنا التعامل مع هذه البطولة مبدأ، لأنها أقيمت على أشلاء أهلنا، وقد كانت بمثابة من أقام حفلة صاخبة في بيت يلفه الحزن ويقيم فيه.. هي بطولة لم يقصد كبر وهارون من تنظيمها تطوير كرة القدم في المدينتين لأن هلال كادقلي مثلاً دخل البطولة ولاعبيه لم يتسلموا مستحقاتهم من مرتبات وغيرها..ومن استمتع بهذه البطولة إنما استمتع بحرب أستخدمت فيها كرة القدم بدلاً عن المدافع الثقيلة والطائرات...
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 7  0
التعليقات ( 7 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    هلالابي الرياض 07-03-2013 10:0
    المحترم / اماسا.. لك كل التقدير.. ارجو اسناذنا عدم الرد على التعليقات التي ترد تعقيبا عليك ..
  • #2
    سامي 07-03-2013 08:0
    يا أستاذ أبو عاقلة ، لك التحية - فيم اهتمامك بالرد على كل رأي سالب ، أنت تدري لمن تكتب، وعندك رسالة أنت مؤمن بها، ليس عليك أن تبرر أو تشرح ما تكتب. فليختلف معك من يختلف - فهنالك كثر يتفقون معك وكتاباتك تبعث فيهم الأمل. ألا يكفيك ذلك .
  • #3
    ابوياسر 07-02-2013 08:0
    اثسم بالله انك ارجل صحفي سوداني علي مستوي الصحفيين السياسين والرياضيين يا ابوعاقله ولو وجد في بلدنا مثلك صحفيين لكان الحال عكس ذلك بصراحه اتابع كتاباتك رغم هلاليتي الصارخة ومعجب جدا بما تكتب واسمع عن مواقفك في المحاكم وكلها رجوله ولكن قالوا اليد الواحدة ما بتصفق اكثر ما لفت نظري ردك علي المتطاولين والمطبلين من القراء ولعمري دا ادب جديد تدخله في عالم الصحافة الالكترونية وخاصه ردك المنطقي علي المدعو الزيدابي وان كنت اختلف معك في ان مثل هذة الاراء هي التي اوردتنا موارد الهلاك لذلك يجب ان نحتقر اصحابها مش نحترم ارائهم كما ذكرت. ولك ودي
  • #4
    صهيب 07-02-2013 07:0
    كلامك مية المية، ناس المؤتمر الوطني ياخذون المال السائب بحجة دعم الاندية و المنشآت، فيدخلون 90% من المبلغ لمصلحتهم و الباقي يدفعونه للرياضة، البشير قال ان المسئولين يأخذون المبالغ من الخزينة و بدون اي حساب و برر ذلك بانهم لم يدخلوها جيوبهم و انهم نزيهين و لكن ضعف المحاسبين بسبب الهجرة جعلتهم يسحبون الاموال من الدولة و لكنهم امينون و لم يدخلوا المبلغ جيوبهم ( طبعا الشعب السوداني كله عنده قنابير )
  • #5
    الزيدابي - الجزيرة ام طرفة 07-02-2013 01:0
    كيف يمر هذا المقال مرور الكرام من قبل المسئولين بالدولة ... هذا تطاول على ولاة الامر .. ولماذ تحشر نفسك في السياسة .. نجحت الدولة ونجح المناضل كبر ونجح المناضل احمد هارون في اقامة هذه الدوره والتي برهنت لكل العالم ان انسان دارفور وكادقي ليس لديه ذنب فيما يحصل بمناطقهم وانما العصابات المسلحة والارزقية هي من تروج لهذه الحرب من داخل اقامتها بالفنادق الفاخرة باوروبا اما انسان دارفور وكادقلي فهو عاشق لتراب ارضه ومحب للرياضية وما شاهدناه على قنوات التلفزه ليس ببعيد . مقالك تحريضي بالدرجة الاولي ياهذا .. التحية والتقدير لكل من ساهم في انجاح هذه الدوره . والتحية مجددا للوالي كبر والوالي احمد هارون . موتوا بغيظكم ...
  • #6
    abdelwahid hamza 07-02-2013 11:0
    السيد ابو عاقلة انت صحفى رائع سر الى الامام وعين الله ترعاك ولاتلفت للمطبلاتية وانصاف المواهب .
  • #7
    عاشق الهلال 07-02-2013 11:0
    (too late)المقال و فى هذا التوقيت لا معنى له فكل ما ذكرته معروف اساسا و كتبنا عنه نحن المعلقين البسطاء من ان الدوره هى عبارة عن مساحيق من اجل تجميل وجه النظام و التغطية على مآسى يعلمها الجميع ،،، المقال بعد خراب مالطا يعنى شيئا واحدا الا وهو ان السيد اماسا لم يكن ضمن المدعوين لحضور ختام الدوره
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019