العجب.. قرار الإعتزال وماوراءه.. (2)
Amasa74@yahoo.com
طُويت صفحة لاعب فذ إسمه فيصل العجب فعلاً، ولكن هنالك الكثير من الدروس والعبر المستقاة والمستوحاة من تلك المناظر المختلقة والمصنوعة بغير عناية قد علقت بالأذهان، ووضعت النقاط على الحروف في كثير من الجوانب التي تسيطر عليها الضبابية داخل نادي المريخ، فقد استمر الجدل لفترة ليست بالقصيرة حول الإعتزال ودواعيه حتى أصبح موضع شد وجذب بين فريقين، وقضية تحركها أجندات أخرى خفية، ومن بين هذه العبر أن بعضهم حاول التقليل من شأن اللاعب فكتب أنه ينتمي لجيل الخيبات الذي لم يحقق شيئاً من البطولات الخارجية، وفي العهد الذي شهد أقل نسبة من البطولات المحلية، والمعلومة في حد ذاتها صحيحة، وقد إتفقت مع الذين دفعوا بها في صحتها، ولكننا اختلفنا في الأسباب التي أدت إلى أن تكون هذه الحقبة تحديداً هي الأفقر في تأريخ المريخ من حيث البطولات المحلية والخارجية على حد سواء.. مع التركيز على المحلية طبعاً، فالأسباب هنا لا يخفيها إلا من يتعمد حمل الحرج عن القيادة ليبحث لها عن شماعات أخرى تحمل هذه الأوزار والأخطاء.. ولكن العمل الإداري غير الناضج كان على رأس تلك الأسباب، في عمليات الإحلال والإبدال العشوائية التي حالت دون استمرار عدد كبير من المواهب صغيرة السن، دخلت كشوفات الفريق وخرجت منه دون أن تجد حظها من التقييم، وعدد مثلها من أنصاف المواهب دخلت الكشوفات على حين غرة، بعضها لم يمكث سوى أشهر قليلة وشطبت، والبعض الآخر وجد الحماية التي أهلتها للبقاء لمواسم طويلة على حساب من هم أفيد للفريق.. وبين كل هذه التناقضات كانت هنالك الكثير من علامات الفوضى في الإدارة، ومعارك طاحنة كان أبطالها سماسرة وأصحاب أجندات شخصية.. وكل ذلك أدى إلى تصحر المريخ حتى من بعض الثوابت التي كان القدماء من الإداريين يبنون عليها، وما عاد هنالك ما يتحدث الناس عنها من مواصفات فنية وإدارية، ولا خطوط حمراء تحفظ للكيان هيبته، فكل اللاعبين الذين هم في كشوفات الفريق مرشحون للشطب بإنفعال، وكل الوافدين الجدد مشكوك في أهليتهم في إرتداء الشعار.. وهذا دليل على أن الوضع كان استثنائياً لا يؤهل لتحقيق أية بطولات على المستويين المحلي والخارجي إلا تلك البطولات التي تأتي بها الظروف رغم الإجتهادات والإنفاق المدهش.. لذلك لم يكن من الإنصاف أن نحمل اللاعبين ومنهم العجب مسؤولية أن المريخ لم يحقق بطولات في تلك الحقبة.
من ناحية أعمار اللاعبين وضح أن مجالس الإدارات المتعاقبة لا تأبه لهذا الجانب كثيراً بإعتباره أساساً لبنيان فريق لكرة القدم، وحفاظاً على مبدأ تعاقب الأجيال، فنجدهم على سبيل المثال قد سلموا بضرورة الإعتماد على اللاعبين الجاهزين.. وهؤلاء يأتون من فرقهم مشحونين بعيوب كثيرة ومستعصية يصعب معالجتها قبل أوان إعتزالهم لكرة القدم لأنهم في ذات الوقت قد اجتازوا الثلاثين من عمرهم من إصابات وتخلف واضح في عقلية الإحتراف.. وهم بالشهادات الرسمية، أو بأعمار كرة القدم خارج نطاق الخدمة.. وبين الشهادات الرسمية وأعمار كرة القدم لو تعلمون سنوات لا تقل عن أربع تخصم في العادة.. نخدع بها أنفسنا أكثر مما نخدع غيرنا.. وبالتالي من الإستحالة بمكان الحديث عن بطولات في ظل غياب إستراتيجية واضحة في مسألة الأعمار، وهذا المبدأ ينطبق على الناديين الكبيرين معاً.. فالهلال الذي سجل وليد الفاشر وقدمه لجمهوره على أساس أنه لاعب جديد نشأ وترعرع في ميادين عاصمة شمال دارفور، لم يكشف بعد أنه ذاته وليد الذي شاهدناه مع فريق العشرة قبل سنوات، ثم مع البركل كريمه في التأهيلي قبل أن يعود إلى المقرن الخرطومي ومن ثم إلى الخرطوم (3) قبل أن يتحول إلى الخرطوم الوطني ومن ثم إلى هلال الفاشر مع عدد من لاعبي العاصمة المخضرمين وعلى رأسهم صبري عبد الله وحارس مرمى المريخ والتاكا وهلال الساحل الأسبق الصادق عباس.. ومع هذه التناقضات تبدو مسألة الأعمار هذه غير مقنعة بالنسبة للإداريين الوافدين حديثاً على إدارة كرة القدم إلا من ناحية أن اللاعب لعب كثيراً مع فريق بعينه مثل فيصل العجب، وبهذا المعيار يتعامل أهل المريخ مع قائد الهلال السابق هيثم مصطفى أيضاً على أساس أنه لاعب جديد وصغير، وعندما فكر في تسجيل إحتياطي له، هرع إلى حسن كمال لاعب مريخ السلاطين وجزيرة الفيل السابق، رغم أن ما قدمه مع السلاطين الآن أقل من نصف ما كان يقدمه مع جزيرة الفيل.. ورغم أنه في عمره الحقيقي يقارب الثلاثين.. ما لم يكن قد اجتازه فعلاً.
فيصل العجب لم يكن من اللاعبين المقربين للإداريين، بل كانوا عادة ما يصطدمون بنوع من الأنفة التي يتميز بها عن غيره، فهو لا يطلب شيئاً ولا يكثر الإحتجاجات والشكاوي ولا يتمرد ولا يدخل في احتكاكات مع أحد، عكس هيثم مصطفى الذي يتمتع بعلاقات كبيرة مع رئيس نادي المريخ منذ أن كان لاعباً بالهلال، فقد زاره في أكثر من مرة وكان هنالك تواصل بينهما لم يحدث بين فيصل ورئيس ناديه رغم السنوات الطويلة التي ربطت بينهما والمريخ..!
نواصل
Amasa74@yahoo.com
طُويت صفحة لاعب فذ إسمه فيصل العجب فعلاً، ولكن هنالك الكثير من الدروس والعبر المستقاة والمستوحاة من تلك المناظر المختلقة والمصنوعة بغير عناية قد علقت بالأذهان، ووضعت النقاط على الحروف في كثير من الجوانب التي تسيطر عليها الضبابية داخل نادي المريخ، فقد استمر الجدل لفترة ليست بالقصيرة حول الإعتزال ودواعيه حتى أصبح موضع شد وجذب بين فريقين، وقضية تحركها أجندات أخرى خفية، ومن بين هذه العبر أن بعضهم حاول التقليل من شأن اللاعب فكتب أنه ينتمي لجيل الخيبات الذي لم يحقق شيئاً من البطولات الخارجية، وفي العهد الذي شهد أقل نسبة من البطولات المحلية، والمعلومة في حد ذاتها صحيحة، وقد إتفقت مع الذين دفعوا بها في صحتها، ولكننا اختلفنا في الأسباب التي أدت إلى أن تكون هذه الحقبة تحديداً هي الأفقر في تأريخ المريخ من حيث البطولات المحلية والخارجية على حد سواء.. مع التركيز على المحلية طبعاً، فالأسباب هنا لا يخفيها إلا من يتعمد حمل الحرج عن القيادة ليبحث لها عن شماعات أخرى تحمل هذه الأوزار والأخطاء.. ولكن العمل الإداري غير الناضج كان على رأس تلك الأسباب، في عمليات الإحلال والإبدال العشوائية التي حالت دون استمرار عدد كبير من المواهب صغيرة السن، دخلت كشوفات الفريق وخرجت منه دون أن تجد حظها من التقييم، وعدد مثلها من أنصاف المواهب دخلت الكشوفات على حين غرة، بعضها لم يمكث سوى أشهر قليلة وشطبت، والبعض الآخر وجد الحماية التي أهلتها للبقاء لمواسم طويلة على حساب من هم أفيد للفريق.. وبين كل هذه التناقضات كانت هنالك الكثير من علامات الفوضى في الإدارة، ومعارك طاحنة كان أبطالها سماسرة وأصحاب أجندات شخصية.. وكل ذلك أدى إلى تصحر المريخ حتى من بعض الثوابت التي كان القدماء من الإداريين يبنون عليها، وما عاد هنالك ما يتحدث الناس عنها من مواصفات فنية وإدارية، ولا خطوط حمراء تحفظ للكيان هيبته، فكل اللاعبين الذين هم في كشوفات الفريق مرشحون للشطب بإنفعال، وكل الوافدين الجدد مشكوك في أهليتهم في إرتداء الشعار.. وهذا دليل على أن الوضع كان استثنائياً لا يؤهل لتحقيق أية بطولات على المستويين المحلي والخارجي إلا تلك البطولات التي تأتي بها الظروف رغم الإجتهادات والإنفاق المدهش.. لذلك لم يكن من الإنصاف أن نحمل اللاعبين ومنهم العجب مسؤولية أن المريخ لم يحقق بطولات في تلك الحقبة.
من ناحية أعمار اللاعبين وضح أن مجالس الإدارات المتعاقبة لا تأبه لهذا الجانب كثيراً بإعتباره أساساً لبنيان فريق لكرة القدم، وحفاظاً على مبدأ تعاقب الأجيال، فنجدهم على سبيل المثال قد سلموا بضرورة الإعتماد على اللاعبين الجاهزين.. وهؤلاء يأتون من فرقهم مشحونين بعيوب كثيرة ومستعصية يصعب معالجتها قبل أوان إعتزالهم لكرة القدم لأنهم في ذات الوقت قد اجتازوا الثلاثين من عمرهم من إصابات وتخلف واضح في عقلية الإحتراف.. وهم بالشهادات الرسمية، أو بأعمار كرة القدم خارج نطاق الخدمة.. وبين الشهادات الرسمية وأعمار كرة القدم لو تعلمون سنوات لا تقل عن أربع تخصم في العادة.. نخدع بها أنفسنا أكثر مما نخدع غيرنا.. وبالتالي من الإستحالة بمكان الحديث عن بطولات في ظل غياب إستراتيجية واضحة في مسألة الأعمار، وهذا المبدأ ينطبق على الناديين الكبيرين معاً.. فالهلال الذي سجل وليد الفاشر وقدمه لجمهوره على أساس أنه لاعب جديد نشأ وترعرع في ميادين عاصمة شمال دارفور، لم يكشف بعد أنه ذاته وليد الذي شاهدناه مع فريق العشرة قبل سنوات، ثم مع البركل كريمه في التأهيلي قبل أن يعود إلى المقرن الخرطومي ومن ثم إلى الخرطوم (3) قبل أن يتحول إلى الخرطوم الوطني ومن ثم إلى هلال الفاشر مع عدد من لاعبي العاصمة المخضرمين وعلى رأسهم صبري عبد الله وحارس مرمى المريخ والتاكا وهلال الساحل الأسبق الصادق عباس.. ومع هذه التناقضات تبدو مسألة الأعمار هذه غير مقنعة بالنسبة للإداريين الوافدين حديثاً على إدارة كرة القدم إلا من ناحية أن اللاعب لعب كثيراً مع فريق بعينه مثل فيصل العجب، وبهذا المعيار يتعامل أهل المريخ مع قائد الهلال السابق هيثم مصطفى أيضاً على أساس أنه لاعب جديد وصغير، وعندما فكر في تسجيل إحتياطي له، هرع إلى حسن كمال لاعب مريخ السلاطين وجزيرة الفيل السابق، رغم أن ما قدمه مع السلاطين الآن أقل من نصف ما كان يقدمه مع جزيرة الفيل.. ورغم أنه في عمره الحقيقي يقارب الثلاثين.. ما لم يكن قد اجتازه فعلاً.
فيصل العجب لم يكن من اللاعبين المقربين للإداريين، بل كانوا عادة ما يصطدمون بنوع من الأنفة التي يتميز بها عن غيره، فهو لا يطلب شيئاً ولا يكثر الإحتجاجات والشكاوي ولا يتمرد ولا يدخل في احتكاكات مع أحد، عكس هيثم مصطفى الذي يتمتع بعلاقات كبيرة مع رئيس نادي المريخ منذ أن كان لاعباً بالهلال، فقد زاره في أكثر من مرة وكان هنالك تواصل بينهما لم يحدث بين فيصل ورئيس ناديه رغم السنوات الطويلة التي ربطت بينهما والمريخ..!
نواصل
