إعتزال العجب.. القرار وماوراءه..(1)
لم يكن إعتزال العجب هو الموضوع المثير الذي كتبنا عنه، أو الخبر الأهم من بين الأخبار التي ينبغي التعامل معها وتحليلها، خاصة وأن الإعتزال هو مصير كل اللاعبين في عالم كرة القدم، وإن امتد مشوارهم مع المستديرة لعقود طويلة، وفيصل لم يستبق شيئاً من فنون كرة القدم لم يطرحه على العشب الأخضر طوال مسيرته مع الكرة، وقد كان على امتداد السنوات التي قضاها في الملاعب من لدن فريقه السابق كوبر وحتى المريخ مروراً بمجموعة فريق البيبسي كولا التي كانت أفضل نخبة تؤدي داخل الصالات، كان هو اللاعب الملهم الذي يسترعي إنتباه الحاضرين والمشاهدين بأرفع الفنون.. ولا جديد في ذلك، ولكنني حاولت التلميح مراراً إلى أن قصة إعتزاله كانت غير طبيعية، وأن يتحدث اللاعب لإذاعة الشباب والرياضة ويؤكد بلسانه أنه أجبر على الإعتزال فذلك غير مستغرب لأنه الحقيقة، ولكن المستغرب أن يكتب عدد من الزملاء غير ذلك ليؤكدوا أنه إعتزل في ظروف طبيعية وبمحض إرادته..!
كل هذه التفاصيل بالنسبة لي ليست مهمة، ولا تستحق كل تلك الضجة التي أثيرت وخلقت نزاعاً بين مؤيدين للإعتزال وآخرين معترضين، وكيف ذهب البعض إلى أبعد من ذلك، وبعقلية المؤامرة وضعوا قصة الإعتزال ذاتها مكان شد وجذب بين لجنة التسيير والمعارضة وعلى رأسها عصام الحاج، بإعتبار أن الأخير هو من يحرض اللاعب على رفض مبدأ إخلاء الخانة ومعاكسة الوالي.. مع أن معاناة فيصل مع الإدارات بدأت قبل بروز عصام في الواجهة المريخية، وبالتحديد منذ 2006، وسبب معاناته طبعاً المزاج الغريب الذي يتعامل به رئيس النادي مع لاعبيه، وتجاهله لدور عدد من اللاعبين الذين كانوا في قيادة الفريق في ذلك الوقت، وكيف أنه كان على تواصل مع بعض اللاعبين الذين هم أقل منهم تأثيراً في نتائج الفريق وإهتمامه المتعاظم بهم، وبدون ذكر الأسماء هنا، كان لمثل تلك المعاملات الأثر المباشر في غياب الفريق عن منصات التتويج وندرة القيام بدور البطولة في أحد عشر عاماً تولى فيها الوالي أمر الرئاسة، وقد فعل كل ما هو ممكن للوصول إلى البطولات الكبيرة والصغيرة معاً، غير أنها كانت في ندرتها مثل مطر الصحاري.. تهطل مرة كل خمس سنوات..!
فيصل العجب رجل خلوق، لا يقتحم مكاتب الإداريين للبحث عن مصالح لم تحققها له كرة القدم، ولا يبحث عن أدوار في الكواليس، مثله ورفقاء دربه من السابقين خالد أحمد المصطفى وجندي نميري، وثلاثتهم لم يضغط على النادي ويبتزه بشيكات تقدم قبل المباريات المهمة كما كان يفعل بعض النجوم من جيلهم ومن سبقوهم، والدليل على خلقه أنه لم يشكو لأحد ذلك التجاهل المريب من قيادة النادي والطريقة العجيبة التي كان يعامل بها.. فقد كانوا يتجاوزونه خارج الملعب في قضايا كثيرة تخص الفريق وزملاءه، مع أنهم يريدونه أن يتحمل المسؤولية كاملة داخل الملعب.. والكثير والمثير من قبيل (بخور الشطه) كان يوقده البعض وعلى رأسهم رئيس النادي نفسه.. ربما دون قصد.. غير أنها كانت أفعال بالغة الأثر..ولكن.. كلما أتذكر السيناريو الذي خرج به خالد أحمد المصطفى من هذا النادي، والوعود الكثيرة التي ظلوا يلوحون بها من أجل تكريمه، وكيف أنهم نسوها جميعاً ليظل الخلوق المخلص خالد حتى الآن بدون تكريم، وكيف أنهم ألقوا بجندي نميري خارج النادي من ذات الشرفة التي ألقي منها (سنمار) قبل مئات السنين.. كلما مر هذا الشريط من الذكريات أمامي أتيقن أكثر بأن ما تعرض له فيصل كان فصلاً من التعذيب بدأ منذ سنوات وانتهى فقط قبل أيام.
الحديث عن إعتزال لاعب مثل العجب لا يأخذ مثل هذا المنحى من الضجيج والجدال، ولا يتطلب الأمر الكثير من الإجتهادات في سبيل حرق البخور للأخ جمال الوالي وتزيين ما يفعله في المريخ، ولا يتطلب الجثو على ركبتين على نحو ما فعل البعض.. بل هو موضوع رياضي عادي.. إنما الفرق يصنعه الذوق الذي يتعامل به العالم المتحضر وما نتعامل به نحن هنا، ففي كل أنحاء العالم يعلن إعتزال الكباتن الذين هم في قامة فيصل منذ عام، وتكون لحظة الوداع في المباراة الأخيرة وهذا مالم يحدث لأننا أقل تحضراً من ذلك العالم.. وهذا شيء عادي أيضاً..!
لم يكن إعتزال العجب هو الموضوع المثير الذي كتبنا عنه، أو الخبر الأهم من بين الأخبار التي ينبغي التعامل معها وتحليلها، خاصة وأن الإعتزال هو مصير كل اللاعبين في عالم كرة القدم، وإن امتد مشوارهم مع المستديرة لعقود طويلة، وفيصل لم يستبق شيئاً من فنون كرة القدم لم يطرحه على العشب الأخضر طوال مسيرته مع الكرة، وقد كان على امتداد السنوات التي قضاها في الملاعب من لدن فريقه السابق كوبر وحتى المريخ مروراً بمجموعة فريق البيبسي كولا التي كانت أفضل نخبة تؤدي داخل الصالات، كان هو اللاعب الملهم الذي يسترعي إنتباه الحاضرين والمشاهدين بأرفع الفنون.. ولا جديد في ذلك، ولكنني حاولت التلميح مراراً إلى أن قصة إعتزاله كانت غير طبيعية، وأن يتحدث اللاعب لإذاعة الشباب والرياضة ويؤكد بلسانه أنه أجبر على الإعتزال فذلك غير مستغرب لأنه الحقيقة، ولكن المستغرب أن يكتب عدد من الزملاء غير ذلك ليؤكدوا أنه إعتزل في ظروف طبيعية وبمحض إرادته..!
كل هذه التفاصيل بالنسبة لي ليست مهمة، ولا تستحق كل تلك الضجة التي أثيرت وخلقت نزاعاً بين مؤيدين للإعتزال وآخرين معترضين، وكيف ذهب البعض إلى أبعد من ذلك، وبعقلية المؤامرة وضعوا قصة الإعتزال ذاتها مكان شد وجذب بين لجنة التسيير والمعارضة وعلى رأسها عصام الحاج، بإعتبار أن الأخير هو من يحرض اللاعب على رفض مبدأ إخلاء الخانة ومعاكسة الوالي.. مع أن معاناة فيصل مع الإدارات بدأت قبل بروز عصام في الواجهة المريخية، وبالتحديد منذ 2006، وسبب معاناته طبعاً المزاج الغريب الذي يتعامل به رئيس النادي مع لاعبيه، وتجاهله لدور عدد من اللاعبين الذين كانوا في قيادة الفريق في ذلك الوقت، وكيف أنه كان على تواصل مع بعض اللاعبين الذين هم أقل منهم تأثيراً في نتائج الفريق وإهتمامه المتعاظم بهم، وبدون ذكر الأسماء هنا، كان لمثل تلك المعاملات الأثر المباشر في غياب الفريق عن منصات التتويج وندرة القيام بدور البطولة في أحد عشر عاماً تولى فيها الوالي أمر الرئاسة، وقد فعل كل ما هو ممكن للوصول إلى البطولات الكبيرة والصغيرة معاً، غير أنها كانت في ندرتها مثل مطر الصحاري.. تهطل مرة كل خمس سنوات..!
فيصل العجب رجل خلوق، لا يقتحم مكاتب الإداريين للبحث عن مصالح لم تحققها له كرة القدم، ولا يبحث عن أدوار في الكواليس، مثله ورفقاء دربه من السابقين خالد أحمد المصطفى وجندي نميري، وثلاثتهم لم يضغط على النادي ويبتزه بشيكات تقدم قبل المباريات المهمة كما كان يفعل بعض النجوم من جيلهم ومن سبقوهم، والدليل على خلقه أنه لم يشكو لأحد ذلك التجاهل المريب من قيادة النادي والطريقة العجيبة التي كان يعامل بها.. فقد كانوا يتجاوزونه خارج الملعب في قضايا كثيرة تخص الفريق وزملاءه، مع أنهم يريدونه أن يتحمل المسؤولية كاملة داخل الملعب.. والكثير والمثير من قبيل (بخور الشطه) كان يوقده البعض وعلى رأسهم رئيس النادي نفسه.. ربما دون قصد.. غير أنها كانت أفعال بالغة الأثر..ولكن.. كلما أتذكر السيناريو الذي خرج به خالد أحمد المصطفى من هذا النادي، والوعود الكثيرة التي ظلوا يلوحون بها من أجل تكريمه، وكيف أنهم نسوها جميعاً ليظل الخلوق المخلص خالد حتى الآن بدون تكريم، وكيف أنهم ألقوا بجندي نميري خارج النادي من ذات الشرفة التي ألقي منها (سنمار) قبل مئات السنين.. كلما مر هذا الشريط من الذكريات أمامي أتيقن أكثر بأن ما تعرض له فيصل كان فصلاً من التعذيب بدأ منذ سنوات وانتهى فقط قبل أيام.
الحديث عن إعتزال لاعب مثل العجب لا يأخذ مثل هذا المنحى من الضجيج والجدال، ولا يتطلب الأمر الكثير من الإجتهادات في سبيل حرق البخور للأخ جمال الوالي وتزيين ما يفعله في المريخ، ولا يتطلب الجثو على ركبتين على نحو ما فعل البعض.. بل هو موضوع رياضي عادي.. إنما الفرق يصنعه الذوق الذي يتعامل به العالم المتحضر وما نتعامل به نحن هنا، ففي كل أنحاء العالم يعلن إعتزال الكباتن الذين هم في قامة فيصل منذ عام، وتكون لحظة الوداع في المباراة الأخيرة وهذا مالم يحدث لأننا أقل تحضراً من ذلك العالم.. وهذا شيء عادي أيضاً..!