• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
اماسا

زووم

اماسا

 2  0  1923
اماسا
زووم
ليست أزمة عابرة.. بل مشكلة مستفحلة..!
مايمر به المريخ من أزمات ومشكلات في تقديري ليست ظروف عابرة ترتبط بإسم محدد زيداً كان أو عبيد، ولم تكن في يوم من الأيام ماركة مسجلة حتى ننسبها إلى جهة من الجهات بقدر ماهي مسؤولية تضامنية يتحملها كل المنتمين لهذا النادي الكبير ابتداءً من الإدارات التي كانت تتولى الشأن والقيادة وتندفع في أعمالها بدون مراجعة تأريخ الحالة، أو النقاش حتى في أصل المشكلة التي يعانيها المريخ، ومروراً بنا نحن كإعلام، خاصة الذين يركزون على الإشادة بالأشخاص والأسماء ويتغاضون عن الأعمال والبرامج، وانتهاءً بالمشجعين الذين نحسبهم بالعدد فيفوقوا مئات الآلاف من المقتدرين الذين يستطيعون الحصول على عضوية النادي وممارسة حقهم الديمقراطي عن قرب، ولكنهم.. إما بخلاء.. أو يكبلهم الإستحياء من شيء ما.. فأصل المشكلة كان في الفترة التي أعقبت حصول الفريق على كأس مانديلا، أي قبل 24 عاماً من الآن، وحيث كان ذلك هو الإنجاز الي رفع من سقف طموحات أنصار المريخ وأشعل أحلامهم بالحصول على المزيد من البطولات الأفريقية، ومع ذلك الإرتفاع حدث تدافع إداري مهول طلباً للأضواء، وارتفعت وتيرة الصراعات بشكل أنتج الكثير من الأزمات الإدارية وتسبب في العديد من المواقف الحرجة في تأريخ النادي، وأذكر من قبيل المثال لا الحصر.. الإنتخابات المزورة في 1993 1994، حيث كان المفوض قد ألغى نتائجها لثبوت تزويرها ودفع الوزير وقتها بمجلس إدارة معين برئاسة ماهل أبوجنه وعصام الحاج ومولانا أزهري وداعة الله وغيرهم.. ثم تمددت الصراعات لتتمخض عن كابوس إسمه عام الرمادة.. ذلك العام الذي فشل فيه المريخ في بلوغ دور الأربعة في أول دوري عام (ممتازفيما بعد)، ثم تطور ليشعل لنا الصراع التأريخي بين محمد إلياس محجوب وعصام الحاج نفسه مع محاولات كتب لها الموت في المهد لإحلال الوفاق، وكان ذلك الصراع الثنائي قد استمر لحوالي أربع سنوات شهد فيها المريخ الأهوال.. ثم عبرنا بشهادة خصومة مع الوفاق بحجة أنه لا يخدم قضايا الإستقرار، وقبله فشلت عدة محاولات لتشكيل مجلس إدارة من شتى ألوان الطيف لأنها لم تنوافق ولم تتقارب في يوم من الأيام من أجل المريخ، بل ركز كل منهم على مكاسبه الخاصة وكيف يمكنه الإنتقام والتشفي من الآخرين.
في عهد محمد الياس محجوب كان النادي يمر بأفقر فتراته في التأريخ من حيث المال، وتسبب ذلك الفقر في الكثير من المشكلات التي مست سمعة النادي، الأمر الذي دفع إلياس نفسه ليكرر: المال ثم المال، ولكن عندما ذهب وجاء خليفته كانت مشكلة المال قد حلت تماماً، بل تخطى الناس حواجز الفقر إلى درجات وصفوا فيها نادي المريخ بالثراء، ومع المال فقدنا الكثير من ملامح المؤسسية في العمل الإداري، فنشأت الأزمات تباعاً، وتداخلت الأدوار بشكل مخل ومشوه لصورة أي نادٍ كبير في مقام المريخ، بينما كان الإعلام الموالي يركز على الحديث عن عالمية النادي وسمعته التي جلبتها أرقام الصرف العالية، دون أن يوجهوا النقد ويدفعوا بالبدائل لحالة الفوضى التي تسيطر على الأوضاع.. ومن ثم الإجابة على السؤال المهم: ما الذي نحتاجه لكي نجعل من المريخ نادٍ كبير؟
فشلنا في أبسط الأشياء، حتى تلك التي ترتبط بسلوك الإنسان ومدى قابليته لأن يكون متحضراً ويلتزم بما يواكب العصر من سلوكيات إدارية وتفاصيل ما كانت تحتاج للمال بقدر ماهي بحاجة إلى الفكر والإقتناع بأهمية أن يكون الإنسان مرتباً ومنظماً في عمله ومظهره.. وعلى سبيل المثال: في مسألة شعار النادي نجد أن هنالك أكثر من 13 شعاراً تستخدمه جهات متفرقة دون أن يفلح المجلس في اختيار شعار محدد ورسمي يعلو المكاتبات والأزياء ويؤطر العلامة التجارية المتمثلة في النجمة الخماسية.. وكذلك مايزال مظهر بعثات المريخ ومعسكراته تحتاج إلى الكثير من مظاهر الإنضباط.. وجميعها ليست سلعة تشترى بالمال أو تعالج بالبديل النقدي وإنما هي سلوكيات الإنسان المتحضر..!
وما زال المريخ كنادي كبير يفتقر للهيكل الوظيفي والإداري الذي يشكل أساساً للإحتراف، وفي غياب ذلك حدثت الكثير من الفوضى، واختلت معايير العمل وتداخلت الإختصاصات بطريقة سببت للكيان مشكلات لا تحصى لأن هنالك أكثر من خمسة أشخاص يعملون في وظيفة واحدة، والأهم من ذلك أنهم كانوا يتبعون للرئيس مباشرة يتلقون التعليمات منه ولا يلقون بالاً لمجلس الإدارة.. وهذا خطأ لو أردنا الحديث عن المريخ كنادٍ كبير... أما لو أردنا التسابق على مدح الرجال والتطبيل لهم فلاشيء يزعج البتة.. فافعلوا ماترونه وعليكم التنازل عن مبدأ الحصول على كيان منظم ومحترم..!
لا يتحدث الناس في المريخ عن الإستثمارات، رغم أنها البديل الحضاري المواكب لجيوب الإداريين، كما أن أحدهم لا يستطيع الحديث عن ضعف الموارد أو غيابها أو حتى شحها لأننا لم نسع إلى تطوير هذه الموارد وموازنتها بالمنصرفات لذلك اختل ميزان الإقتصاد في النادي العملاق.. مع أن ميزانياته تفوق العشرين ملياراً سنوياً، وكان من المفترض أن توضع ميزانية تحدد مدخلات النادي من المباريات ومن بند الإعلان والرعاية والمنافذ الأخرى في الموسم، وتحديد رقم المنصرفات في الموسم بأكمله.. والإتفاق على العجز قبل المناقشة حول طريقة توفير مبالغ العجز تلك.. وهذه ليست بالمسألة الصعبة..!
في تقديري أن المريخ لو أراد العبور من هذه المرحلة الحرجة فعليهم الإستعانة ببيت خبره أجنبي يتولى هيكلة النادي إدارياً بما يتوافق مع سياسات التحول من عصر الفوضى إلى عهد الإحتراف.. وهذه ضرورة مفروضة كذلك.. وإلا سنكون من الأندية المندثرة عما قريب، فما يمر به النادي لم تكن أزمة وليدة اللحظة، ولا يمكن ربطها بإسم من الأسماء كما قلنا سلفاً، ولكنها مشكلة مزمنة بدأت في فترة مابعد مانديلا وحتى تأريخه وأسهمت في التباعد بيننا والبطولات الخارجية، ومع لك نحذر من التعامل مع هذه المشكلة على أساس أنها مشكلة مالية فقط لأن المريخ في العشر سنوات الأخيرة كان من أثرى أندية القارة والمحيط العربي.. ومع ذلك تعتبر الفترة من أفقر الفترات من حيث البطولات في تأريخه.. والأرقام لاتكذب...!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    مصطفى محمد علي 04-25-2013 10:0
    تنتقد على كيفك وتمدح على كيفك ، هل من المؤسسية أن يدفع شخص واحد ويتفرج عليه الجميع ، رضينا جميعا" ان نتفرج على جمال الوالي حتى تمدد وأصبح يتخذ القرارات لوحده والسودان بلد فقير فكيف لا تتوقع ألتفاف أصحاب المصالح حول جمال الوالي عند زيارة الأخ حسن يوسف لجده بعد قصة تسجيل علاء الدين للهلال قلت له بالحرف الواحد نحن عايزين نساهم في دعم المريخ فقال لي المريخ ما محتاج لدعم لأنه جمال الوالي مكفي المريخ ، هذا كان فكر أحد أعضاء مجلس المريخ وعموا" هي تجربة لا تستحق اللعن ولكن تستحق الدراسة والتقويم فلا أعتقد ان جمال الوالي شخص سيئ في نفسه ولا أعتقد انه جاء للمريخ ليفسده ولكن هذه طبيعة النفس البشرية ألتف حوله من رأوا فيه مصدر ثراء وأعتقد مشكلته الوحيده أنه شخص طيب ولا يشبه مجتمع الكورة والذي يتميز بالخبث والمكر والدسائس أعتقد أن جمال الوالي يحتاج منا أن نعقد معه مناظرة عن فترته بالمريخ أن كان يرغب أن يقدم شيئا" جديدا" للمريخ ، علينا أن نتجنب جلد ذاتنا فنحن لسنا بالمجتمع المؤسسي حتى في حياتنا الشخصية حتى نطالب جمال الوالي أن يقدم لنانموذج مبرأ من العيوب
  • #2
    ود البرعي 04-25-2013 06:0
    تلك هي الصحافة التي نسعي اليك والتي تسهم في تطور كرة القدم لا تلك الصحافة التي تقصر علي النفس عوارفها وتنكفئ في حدود انتمائها واستخفافها ببعض .. تلك هي مسؤليك ابوعاقلة . قد تجد من لا يستويهم قلمك بل قد يناصبوك العداء .. لا تبالي طالما لك ضمير غير مرهون او انصرافي
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019