زووم
أزمات مصنوعة...!!
ضمن أحاديث كثيرة ظهرت في الأيام القليلة الماضية، وعشرات التصريحات في الناديين الكبيرين، كان التصريح الفائز بكل أنواط الغرابة، والجدارة في السطحية، ذلك الذي أطلقه الأخ هاشم ملاح عضو مجلس إدارة نادي الهلال عن مستحقات الأجانب السابقين، يوسف محمد وكامبوس وبعد أن شارفت المهلة الممنوحة للنادي من قبل الإتحاد الدولي على الإنتهاء، وبذلك يكون الهلال عرضة للعقوبة.. أقلها الإيقاف والمنع من التعاقد مع اللاعبين الأجانب، وبدلاً من الإدلاء بحديث حكيم حيال هذه القضية التي تواجه الهلال كمؤسسة، قال ملاح: لا علاقة لنا بمستحقات كامبوس ويوسف محمد.. وأردف ذلك بسؤال: من أين لنا بمبلغ 400 ألف دولار؟..!
هذا الحديث يصدر عن عضو مجلس إدارة بنادي الهلال، والمشكلة تواجه النادي وتهدد كينونته كإسم كبير في المحافل القارية، كما تهدد بسحب ترخيصه قبل أن يكتمل بالشكل الرسمي، ومع ذلك يقول الرجل أنه لا علاقة له بهذه المشكلة، وبصراحة أقول له أنه وللأسف الشديد أقل قامة من إدارة نادي قمة مثل الهلال.. وإلا لقال كلاماً يفيد الناس ويخدم إتجاه الخروج من الأزمة، ومع ذلك نحن كرياضيين أقرب للواقع من أهلنا الساسة الذين فشلوا في تسديد مبلغ مائتين وخمسين ألفاً هي اشتراكات السودان في الأمم المتحدة فكانت النتيجة أن منع الوطن من الحضور والتمثيل في الجمعية العامة للأمم مؤخراً ومع ذلك مرت القضية (ولا حدش مات)... وقد يسأل بعضهم عن القاسم المشترك بين هذه وتلك، فهذه قضية رياضية تخص نادٍ من الأندية التي تضع علم السودان في المحافل الخارجية وبكفاءة عالية، والاهم أنه صاحب جماهيرية جارفة وليس مجرد نادٍ يمكن تجاهله ومقابلة قضاياه بآذان صماء، ولكن في الحالتين حدث التساهل والإستخفاف والإتكالية، فلا رسوم الأمم المتحدة كانت مفاجأة ألجمت الخارجية والمالية ومنعتهما من التصرف، ولا مستحقات أجانب الهلال كانت صاعقة هبطت فجأة وباغتت البرير وصحبه، وإنما كانت أموراً مرتبة ومعلنة ومعروفة وموضوعة مسبقاً على قائمة الإستحقاقات.. وبالتالي لا داعي للتظاهر بالبراءة ياهاشم ملاح، فأنتم مجلس إدارة الهلال الحالي ويجب عليكم تولي المسؤولية كاملة وإلا فإنه يتوجب على الفيفا أن تقسم الهلال إلى جزئين أحدهما لصلاح إدريس والآخر لكم.
عندما قاتل مجلس الهلال الحالي من أجل الفوز في الإنتخابات كان معروفاً للجميع ان النادي يئن تحت وطأة الديون، وأن إدارة النادي نفسها ليست مجرد كاميرات وفلاشات ولقاءات في الفضائيات كما يظن ملاح ورفاقه، فهنالك مسؤوليات كبيرة في انتظارهم أولها مثل هذه المشكلة، وهم يستطيعون مجابهتها وحلها برغم ضيق الوقت، فلو كان الفريق قد تأهل إلى الدور التالي من الأبطال ولم يخرج أمام العاجي سيوي لهرع المجلس من أجل تدبير المبغ ذاته لتنقل الفريق من وإلى أماكن مبارياته.. فليعتبر الجميع هذا المبلغ هو ميزانية مشاركة الهلال في البطولة الأفريقية حتى شبه النهائي.
في المريخ.. مارس الجميع صناعة الأزمة على الأصول، وتفانوا في مساندة من يقود القافلة إلى مصير مجهول.. وكانوا من قبل مشدوهين ومتفرجين على الرئيس جمال الوالي وهو يتخبط باحثاً عن دعم لوجستي بخل به الناس عليه ودفعوه للتخبط ما بين الصحيح والخطأ حتى شعر انه وصل إلى النفق المظلم ففضل الإبتعاد، وبعضهم يعرف أن مجرد إبتعاد الوالي ليس حلاً للمشكل وإنما هو التعقيد بعينه، فمن الصعب إبعاد رجل ظل ممسكاً بزمام الامور لعشر سنوات كاملة لم يكن شركاءه ورفقاءه بمجلس الإدارة يعرفون أهم المعلومات عما يفعله.. ومن ثم ينتظرون أن تمضي الامور في أمان..!
الغريب في مسار الأزمة الإدارية في المريخ أنهم مايزالوا يركزون على التغيير في الوجوه ولا أحد يبحث عن أسباب أساسية كانت وراء إعادة إنتاج الأزمة بهذه الدقة التي أدهشت الجميع، فكل مجالس المريخ التي جاءت بمسميات مختلفة في الفترة الأخيرة كانت مجتهدة ولم تحدد أهدافها بدقة، ولم تنح إلا في بعض الأشياء ذات الوهج الإعلامي الشديد.. والمردود الواقعي الزهيد.. ففشلوا في بعض الأساسيات التي لم تكن متعلقة بالمال، ولا تكلف الناس سوى الأيمان بأهمية التنظيم في العمل الإداري والرياضي.. وعلى سبيل المثال لا الحصر كان الناس يتحدثون بمزيد من الدهشة والإعجاب عن بعض البعثات الأفريقية والعربية التي زارت البلاد للتباري مع الفريق، مثل بعثة مازيمبي الكنغولي.. وانحصر الحديث بمزيد من الإعجاب والإنبهار عن مظهر البعثة وكيف تتحرك وكيف كانت تبدو متكاملة في كل شيء، مع أنها لم تنفق ما ينفقه المريخ، ومؤخراً تحدثوا بذات الدهشة عن ريكرياتيفو دي لوبولو الأنجولي الذي قدم لنا درساً بليغاً بالإقصاء من أبطال أفريقيا.. كما قدم لنا درساً لم نستوعبه لأننا فشلنا في استيعابه من مازيمبي من قبل، فبقي إداريي المريخ يتحدثون عن البعثة بذات الدهشة والإنجذاب.. ترتيبها.. مظهرها، دقة مواعيدها، إنضباطها وغيرها من السلوكيات المفقودة عندنا، والضرورية في عالم كرة القدم الحديثة التي تؤكد ان كل السلوكيات التي تظهر خارج المعلب تنعكس على داخله، مع الملاحظة أن شيئاً من ذلك لا يشترى بالمال، ولو كانت الحضارة تتأصل في السلوك البشري، فنحن مازلنا بعيدون عن تشخيص الأزمات نفسها من اجل تقديم الحلول والمخارج منها..!
قبل أن يجتهد اهل المريخ في البحث عن مجلس إدارة يغامر ويتولى أمر إدارته فإنه يتوجب عليهم الحديث أكثر والإتفاق على الأهداف والمطلوبات في المرحلة القادمة حتى لا يتجدد الخلاف بعصام الحاج جديد.. فالمريخ ليس بحاجة إلى علماء في المناكفات ولا خبراء في المؤامرات وإنما هو في أمس الحاجة إلى شخص يفكر ويقدر بشكل إيجابي ويضع الحلول للمشكلات ولا يتفانى في تعقيدها..!
غير معقول.. غير معقول
لاحظنا منذ فترة ليست بالقصيرة أن بعضهم يشير بطريقة أو بأخرى لتورط جمال الوالي في شبهات إختراق لاعبي المريخ والتغيري بهم من أجل التساهل والتهاون، وقد قرأت خبراً قبل ما يقارب الشهرين على الفيس بوك وعلقت عليه مستنكراً مبدأ توجيه الإتهامات جزافاً، حتى ظهرت المسألة الآن جلية في تصريحات عصام مسكين برغم وجود من روج للفكرة من داخل المجلس الحالي أو من هم حوله من أنصار.. ولكن من وجهة نظري الخاصة جداً أننا اختلفنا مع الوالي في بعض الامور المتعلقة بإدارة كرة القدم، والعقليات والشخصيات التي اعتمد عليها فأضلته فيما بعد، ولكننا لم نختلف يوماً ما على أخلاقه، وأكاد اجزم على شيء هنا.. وهو أنه مهما حدث له في المريخ فإنه لن ينحدر في يوم من الأيام إلى درجة يلعب فيها هذا الدور.. ولا أتوقع منه دوراً يؤذي المريخ، فنحن نتفق أنه خدم المريخ كثيراً.. وقدم له ما عجز عنه الكثيرين غيره.. وخلافنا معه بعض الوسائل التي اعتمدها واضح لا يشمل محاولات التجريم هذه لأن الفشل الذي حدث مؤخراً واضح الأسباب أيضاً.. فما كان يفعله عصام الحاج وأعوانه يؤدي مباشرة إلى الدرجات الدنيا وليس الإخفاق في البطولات الأفريقية فقط..!
أزمات مصنوعة...!!
ضمن أحاديث كثيرة ظهرت في الأيام القليلة الماضية، وعشرات التصريحات في الناديين الكبيرين، كان التصريح الفائز بكل أنواط الغرابة، والجدارة في السطحية، ذلك الذي أطلقه الأخ هاشم ملاح عضو مجلس إدارة نادي الهلال عن مستحقات الأجانب السابقين، يوسف محمد وكامبوس وبعد أن شارفت المهلة الممنوحة للنادي من قبل الإتحاد الدولي على الإنتهاء، وبذلك يكون الهلال عرضة للعقوبة.. أقلها الإيقاف والمنع من التعاقد مع اللاعبين الأجانب، وبدلاً من الإدلاء بحديث حكيم حيال هذه القضية التي تواجه الهلال كمؤسسة، قال ملاح: لا علاقة لنا بمستحقات كامبوس ويوسف محمد.. وأردف ذلك بسؤال: من أين لنا بمبلغ 400 ألف دولار؟..!
هذا الحديث يصدر عن عضو مجلس إدارة بنادي الهلال، والمشكلة تواجه النادي وتهدد كينونته كإسم كبير في المحافل القارية، كما تهدد بسحب ترخيصه قبل أن يكتمل بالشكل الرسمي، ومع ذلك يقول الرجل أنه لا علاقة له بهذه المشكلة، وبصراحة أقول له أنه وللأسف الشديد أقل قامة من إدارة نادي قمة مثل الهلال.. وإلا لقال كلاماً يفيد الناس ويخدم إتجاه الخروج من الأزمة، ومع ذلك نحن كرياضيين أقرب للواقع من أهلنا الساسة الذين فشلوا في تسديد مبلغ مائتين وخمسين ألفاً هي اشتراكات السودان في الأمم المتحدة فكانت النتيجة أن منع الوطن من الحضور والتمثيل في الجمعية العامة للأمم مؤخراً ومع ذلك مرت القضية (ولا حدش مات)... وقد يسأل بعضهم عن القاسم المشترك بين هذه وتلك، فهذه قضية رياضية تخص نادٍ من الأندية التي تضع علم السودان في المحافل الخارجية وبكفاءة عالية، والاهم أنه صاحب جماهيرية جارفة وليس مجرد نادٍ يمكن تجاهله ومقابلة قضاياه بآذان صماء، ولكن في الحالتين حدث التساهل والإستخفاف والإتكالية، فلا رسوم الأمم المتحدة كانت مفاجأة ألجمت الخارجية والمالية ومنعتهما من التصرف، ولا مستحقات أجانب الهلال كانت صاعقة هبطت فجأة وباغتت البرير وصحبه، وإنما كانت أموراً مرتبة ومعلنة ومعروفة وموضوعة مسبقاً على قائمة الإستحقاقات.. وبالتالي لا داعي للتظاهر بالبراءة ياهاشم ملاح، فأنتم مجلس إدارة الهلال الحالي ويجب عليكم تولي المسؤولية كاملة وإلا فإنه يتوجب على الفيفا أن تقسم الهلال إلى جزئين أحدهما لصلاح إدريس والآخر لكم.
عندما قاتل مجلس الهلال الحالي من أجل الفوز في الإنتخابات كان معروفاً للجميع ان النادي يئن تحت وطأة الديون، وأن إدارة النادي نفسها ليست مجرد كاميرات وفلاشات ولقاءات في الفضائيات كما يظن ملاح ورفاقه، فهنالك مسؤوليات كبيرة في انتظارهم أولها مثل هذه المشكلة، وهم يستطيعون مجابهتها وحلها برغم ضيق الوقت، فلو كان الفريق قد تأهل إلى الدور التالي من الأبطال ولم يخرج أمام العاجي سيوي لهرع المجلس من أجل تدبير المبغ ذاته لتنقل الفريق من وإلى أماكن مبارياته.. فليعتبر الجميع هذا المبلغ هو ميزانية مشاركة الهلال في البطولة الأفريقية حتى شبه النهائي.
في المريخ.. مارس الجميع صناعة الأزمة على الأصول، وتفانوا في مساندة من يقود القافلة إلى مصير مجهول.. وكانوا من قبل مشدوهين ومتفرجين على الرئيس جمال الوالي وهو يتخبط باحثاً عن دعم لوجستي بخل به الناس عليه ودفعوه للتخبط ما بين الصحيح والخطأ حتى شعر انه وصل إلى النفق المظلم ففضل الإبتعاد، وبعضهم يعرف أن مجرد إبتعاد الوالي ليس حلاً للمشكل وإنما هو التعقيد بعينه، فمن الصعب إبعاد رجل ظل ممسكاً بزمام الامور لعشر سنوات كاملة لم يكن شركاءه ورفقاءه بمجلس الإدارة يعرفون أهم المعلومات عما يفعله.. ومن ثم ينتظرون أن تمضي الامور في أمان..!
الغريب في مسار الأزمة الإدارية في المريخ أنهم مايزالوا يركزون على التغيير في الوجوه ولا أحد يبحث عن أسباب أساسية كانت وراء إعادة إنتاج الأزمة بهذه الدقة التي أدهشت الجميع، فكل مجالس المريخ التي جاءت بمسميات مختلفة في الفترة الأخيرة كانت مجتهدة ولم تحدد أهدافها بدقة، ولم تنح إلا في بعض الأشياء ذات الوهج الإعلامي الشديد.. والمردود الواقعي الزهيد.. ففشلوا في بعض الأساسيات التي لم تكن متعلقة بالمال، ولا تكلف الناس سوى الأيمان بأهمية التنظيم في العمل الإداري والرياضي.. وعلى سبيل المثال لا الحصر كان الناس يتحدثون بمزيد من الدهشة والإعجاب عن بعض البعثات الأفريقية والعربية التي زارت البلاد للتباري مع الفريق، مثل بعثة مازيمبي الكنغولي.. وانحصر الحديث بمزيد من الإعجاب والإنبهار عن مظهر البعثة وكيف تتحرك وكيف كانت تبدو متكاملة في كل شيء، مع أنها لم تنفق ما ينفقه المريخ، ومؤخراً تحدثوا بذات الدهشة عن ريكرياتيفو دي لوبولو الأنجولي الذي قدم لنا درساً بليغاً بالإقصاء من أبطال أفريقيا.. كما قدم لنا درساً لم نستوعبه لأننا فشلنا في استيعابه من مازيمبي من قبل، فبقي إداريي المريخ يتحدثون عن البعثة بذات الدهشة والإنجذاب.. ترتيبها.. مظهرها، دقة مواعيدها، إنضباطها وغيرها من السلوكيات المفقودة عندنا، والضرورية في عالم كرة القدم الحديثة التي تؤكد ان كل السلوكيات التي تظهر خارج المعلب تنعكس على داخله، مع الملاحظة أن شيئاً من ذلك لا يشترى بالمال، ولو كانت الحضارة تتأصل في السلوك البشري، فنحن مازلنا بعيدون عن تشخيص الأزمات نفسها من اجل تقديم الحلول والمخارج منها..!
قبل أن يجتهد اهل المريخ في البحث عن مجلس إدارة يغامر ويتولى أمر إدارته فإنه يتوجب عليهم الحديث أكثر والإتفاق على الأهداف والمطلوبات في المرحلة القادمة حتى لا يتجدد الخلاف بعصام الحاج جديد.. فالمريخ ليس بحاجة إلى علماء في المناكفات ولا خبراء في المؤامرات وإنما هو في أمس الحاجة إلى شخص يفكر ويقدر بشكل إيجابي ويضع الحلول للمشكلات ولا يتفانى في تعقيدها..!
غير معقول.. غير معقول
لاحظنا منذ فترة ليست بالقصيرة أن بعضهم يشير بطريقة أو بأخرى لتورط جمال الوالي في شبهات إختراق لاعبي المريخ والتغيري بهم من أجل التساهل والتهاون، وقد قرأت خبراً قبل ما يقارب الشهرين على الفيس بوك وعلقت عليه مستنكراً مبدأ توجيه الإتهامات جزافاً، حتى ظهرت المسألة الآن جلية في تصريحات عصام مسكين برغم وجود من روج للفكرة من داخل المجلس الحالي أو من هم حوله من أنصار.. ولكن من وجهة نظري الخاصة جداً أننا اختلفنا مع الوالي في بعض الامور المتعلقة بإدارة كرة القدم، والعقليات والشخصيات التي اعتمد عليها فأضلته فيما بعد، ولكننا لم نختلف يوماً ما على أخلاقه، وأكاد اجزم على شيء هنا.. وهو أنه مهما حدث له في المريخ فإنه لن ينحدر في يوم من الأيام إلى درجة يلعب فيها هذا الدور.. ولا أتوقع منه دوراً يؤذي المريخ، فنحن نتفق أنه خدم المريخ كثيراً.. وقدم له ما عجز عنه الكثيرين غيره.. وخلافنا معه بعض الوسائل التي اعتمدها واضح لا يشمل محاولات التجريم هذه لأن الفشل الذي حدث مؤخراً واضح الأسباب أيضاً.. فما كان يفعله عصام الحاج وأعوانه يؤدي مباشرة إلى الدرجات الدنيا وليس الإخفاق في البطولات الأفريقية فقط..!
