زووم
هل يصبح السفح ملعباً للنسور..!؟
بعد مشوار نموذجي لفريق النسور الذي ينشط الآن في الدوري الممتاز، بدأه بالدرجة الثالثة إلى الثانية والأولى ثم الممتاز في أربع سنوات، يمر الفريق هذا الموسم بحالة كان من السهل معرفة أن هنالك شيء غير طبيعي يحدث في محيطه، أدى إلى الإضطراب في نتائجه وغياب التناسق الذي طالما كان محور حديثنا في السنوات الماضية، إما إعجاباً بالتجربة المدهشة التي خاضها العميد مكي عبد القادر مصطفى وأظهر من خلالها قدرات كبيرة في إدارة المؤسسات الرياضية، كانت رسالته الأولى إقناع الذين يعملون في هذا الحقل بمبدأ أن (الإنضباط) هو القيمة الأساسية التي تصنع النجاح في المجال الرياضي وفي كل المجالات.. أو تركيزاً على ضرورة أن يأخذ الغير من التجربة، ولكن حدث شيء ما لم يكن في الحسبان، أو على الأقل لم يكن بمقدور القائمين على أمر الفريق الوقوف أمامه ودرء آثاره الكارثية عليه، فمضت الأمور في إتجاه خطير ظهرت آثاره على نتائجه في هذا الموسم ليتذيل ترتيب الدوري للمرة الأولى منذ أن بدأ مشوار التحدي المدهش منذ سنوات، وهي حالة أكرر أنها (إضطرارية).. بمعنى أن هنالك عوامل أدت إلى هذه البداية، وذلك التراجع، ورغم الطوق الحديدي المضروب على أخبار النادي، والصرامة التي يتعامل بها القائمين على النسور مع فوضى التناول الإعلامي، إلا أن الهمس قد تحول إلى جهر وبدأ الناس يطرحون الكثير من الإستفهامات عن الأسباب التي تقف وراء تراجع غير منتظر لنتائجه، في وقت كنا نراهن فيه على أنه سيحمل الفتح الجديد للكرة السودانية، ويشكل المدرسة الجديدة لإدارتها بعد أن عم الفوضى أرجاءها وما عاد هنالك من يعترف فيها بأن الإنضباط هو المخرج من بلاويها وتدني مستواها العام.
كنت ومازلت من المهتمين بهذا الفريق، بل والمعجبين به أيضاً.. لأسباب كثيرة وكبيرة في ذات الوقت، منها أنني من أعداء الفوضى التي تدنس الرياضة في بلادنا، والنسور تجربة حملت لنا النصرة في المعركة ضد هذه الفوضى الرياضية الخلاقة، وبات الكثير يؤمنون بأن ضخامة الإنفاق المالي لا يعني بالضرورة إنتاج مجموعة إنجازات بقدر ما تربط المسألة بالممارسة السليمة للرياضة بمفاهيمها الكاملة بدون مجاملة.. وهذه من اكبر مكاسب النسور الأدبية، وبذات الإهتمام والإعجاب الكبيرين بحثت عما وراء هذا التدهور.. بدون اللجوء إلى العميد مكي عبد القادر كمرجع في هذه الإفادات لحساسية موقفه فيما يحدث للفريق، وربما أيضاً للتداخل المحتمل بين ما يجري في النسور وما يمكن أن يتعلق بالعمل الرسمي، كما أدرك أن أي تناول سيشعل الحساسيات، ولكن لا بأس أن نتطرق لمسألة إبتعاد سعادة العميد من محور الأحداث بأم درمان إلى نيالا حيث موقع العمل كسبب أول في تراجع نتائج الفريق، مع عدم إهمال الأسباب الأخرى.. فالنسور شئنا أم أبينا فريق نشأ وترعرع وشب ثم تصابى وبلغ النضوج بأنفاس العميد.. وذهب إلى مراقي النجاح والإبهار برعايته وإشرافه المباشر، ثم معاركه المتواصلة ضد كل ما يمكن أن يكون مضراً في مسيرة الرياضة والفرق على وجه الخصوص.. فكان يفعل ما هو صحيح بغض النظر عن ردود الأفعال، فتذهب قراراته مباشرة إلى حيث تضفي الهيبة والوقار والإحترام لفريقه.. والأهم من ذلك أنهم كانوا وما يزالوا فريقاً يتميز بلونية خاصة في الأداء، وروح قتالية قل وجودها في الفرق الثانية، وإرتباط كبير للأفراد بالفريق ولاءً، لدرجة أنهم يبدون في الملعب وكأنهم يؤدون واجباً مقدساً يرتبط بأكل العيش وليس مجرد لعب ولهو يهدرون به الوقت كما يفعل نجوم الأندية الأخرى من الذين لا تؤثر فيهم الهزيمة.. فلا يجتهدون من لتحاشيها.
لن نقول أن النسور (كان) قوياً.. بل نؤكد أنه ما يزال بذات القوة التي عهدناها.. فقط هنالك بعض الحسابات الخاطئة تسببت في ربكة واضحة على أداءه بعد أن سار لسنوات دون أن تترك أموره للمفاجآت والصدف.. وأخشى أن تكون هنالك سياسات مرتجلة وضعت القطار خارج مساره.. ووقتها ستقرع نواقيس الخطر.. لأن السفح سيكون ملعباً للنسور..!
النسور هو الفريق الوحيد الذي تمتلكه جهة تتبع للدولة، بمعنى أن البقية تتمتع برعاية جزئية وشراكة يتوقع لها ألا تدوم.. فالأمن مع الخرطوم ثم الجيس مع الأهلي يمثلان شراكة مؤقتة، ولكن النسور فريق من روح الشرطة فيجب مراعاة ذلك..!
هل يصبح السفح ملعباً للنسور..!؟
بعد مشوار نموذجي لفريق النسور الذي ينشط الآن في الدوري الممتاز، بدأه بالدرجة الثالثة إلى الثانية والأولى ثم الممتاز في أربع سنوات، يمر الفريق هذا الموسم بحالة كان من السهل معرفة أن هنالك شيء غير طبيعي يحدث في محيطه، أدى إلى الإضطراب في نتائجه وغياب التناسق الذي طالما كان محور حديثنا في السنوات الماضية، إما إعجاباً بالتجربة المدهشة التي خاضها العميد مكي عبد القادر مصطفى وأظهر من خلالها قدرات كبيرة في إدارة المؤسسات الرياضية، كانت رسالته الأولى إقناع الذين يعملون في هذا الحقل بمبدأ أن (الإنضباط) هو القيمة الأساسية التي تصنع النجاح في المجال الرياضي وفي كل المجالات.. أو تركيزاً على ضرورة أن يأخذ الغير من التجربة، ولكن حدث شيء ما لم يكن في الحسبان، أو على الأقل لم يكن بمقدور القائمين على أمر الفريق الوقوف أمامه ودرء آثاره الكارثية عليه، فمضت الأمور في إتجاه خطير ظهرت آثاره على نتائجه في هذا الموسم ليتذيل ترتيب الدوري للمرة الأولى منذ أن بدأ مشوار التحدي المدهش منذ سنوات، وهي حالة أكرر أنها (إضطرارية).. بمعنى أن هنالك عوامل أدت إلى هذه البداية، وذلك التراجع، ورغم الطوق الحديدي المضروب على أخبار النادي، والصرامة التي يتعامل بها القائمين على النسور مع فوضى التناول الإعلامي، إلا أن الهمس قد تحول إلى جهر وبدأ الناس يطرحون الكثير من الإستفهامات عن الأسباب التي تقف وراء تراجع غير منتظر لنتائجه، في وقت كنا نراهن فيه على أنه سيحمل الفتح الجديد للكرة السودانية، ويشكل المدرسة الجديدة لإدارتها بعد أن عم الفوضى أرجاءها وما عاد هنالك من يعترف فيها بأن الإنضباط هو المخرج من بلاويها وتدني مستواها العام.
كنت ومازلت من المهتمين بهذا الفريق، بل والمعجبين به أيضاً.. لأسباب كثيرة وكبيرة في ذات الوقت، منها أنني من أعداء الفوضى التي تدنس الرياضة في بلادنا، والنسور تجربة حملت لنا النصرة في المعركة ضد هذه الفوضى الرياضية الخلاقة، وبات الكثير يؤمنون بأن ضخامة الإنفاق المالي لا يعني بالضرورة إنتاج مجموعة إنجازات بقدر ما تربط المسألة بالممارسة السليمة للرياضة بمفاهيمها الكاملة بدون مجاملة.. وهذه من اكبر مكاسب النسور الأدبية، وبذات الإهتمام والإعجاب الكبيرين بحثت عما وراء هذا التدهور.. بدون اللجوء إلى العميد مكي عبد القادر كمرجع في هذه الإفادات لحساسية موقفه فيما يحدث للفريق، وربما أيضاً للتداخل المحتمل بين ما يجري في النسور وما يمكن أن يتعلق بالعمل الرسمي، كما أدرك أن أي تناول سيشعل الحساسيات، ولكن لا بأس أن نتطرق لمسألة إبتعاد سعادة العميد من محور الأحداث بأم درمان إلى نيالا حيث موقع العمل كسبب أول في تراجع نتائج الفريق، مع عدم إهمال الأسباب الأخرى.. فالنسور شئنا أم أبينا فريق نشأ وترعرع وشب ثم تصابى وبلغ النضوج بأنفاس العميد.. وذهب إلى مراقي النجاح والإبهار برعايته وإشرافه المباشر، ثم معاركه المتواصلة ضد كل ما يمكن أن يكون مضراً في مسيرة الرياضة والفرق على وجه الخصوص.. فكان يفعل ما هو صحيح بغض النظر عن ردود الأفعال، فتذهب قراراته مباشرة إلى حيث تضفي الهيبة والوقار والإحترام لفريقه.. والأهم من ذلك أنهم كانوا وما يزالوا فريقاً يتميز بلونية خاصة في الأداء، وروح قتالية قل وجودها في الفرق الثانية، وإرتباط كبير للأفراد بالفريق ولاءً، لدرجة أنهم يبدون في الملعب وكأنهم يؤدون واجباً مقدساً يرتبط بأكل العيش وليس مجرد لعب ولهو يهدرون به الوقت كما يفعل نجوم الأندية الأخرى من الذين لا تؤثر فيهم الهزيمة.. فلا يجتهدون من لتحاشيها.
لن نقول أن النسور (كان) قوياً.. بل نؤكد أنه ما يزال بذات القوة التي عهدناها.. فقط هنالك بعض الحسابات الخاطئة تسببت في ربكة واضحة على أداءه بعد أن سار لسنوات دون أن تترك أموره للمفاجآت والصدف.. وأخشى أن تكون هنالك سياسات مرتجلة وضعت القطار خارج مساره.. ووقتها ستقرع نواقيس الخطر.. لأن السفح سيكون ملعباً للنسور..!
النسور هو الفريق الوحيد الذي تمتلكه جهة تتبع للدولة، بمعنى أن البقية تتمتع برعاية جزئية وشراكة يتوقع لها ألا تدوم.. فالأمن مع الخرطوم ثم الجيس مع الأهلي يمثلان شراكة مؤقتة، ولكن النسور فريق من روح الشرطة فيجب مراعاة ذلك..!