• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
اماسا

زووم

اماسا

 1  0  2541
اماسا
زووم
شئنا أم أبينا...!
في فترة من الفترات حظينا بزيارات متتالية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وبطبيعة الحال عايشنا عن قرب أجواء العمل الإعلامي هناك، وبقدر ما كنا منبهرين بدقة ومهنية واتساع المؤسسات الصحفية، كنا في المقابل في حيرة من أمرنا تجاه النقد اللاذع الذي توجهه الأقلام لرئيس إتحاد كرة القدم، ووقتها كان يوسف السركال منتخباً لتوه رئيساً، ولأنه لا يتمتع بأية حصانة أو لقب من ألقاب الشيوخ كان البساط أحمدي بالنسبة لكل الأقلام والصحفيين سواءً أكانوا أجانباً أو وطنيين، ومن وجهة نظري الخاصة كانت هنالك قيود كثيرة تحول دون توجيه النقد لمستحقه بذات القدر الذي يوجه فيه لرئيس الإتحاد وهو مواطن عادي، في دولة مثل الإمارات لم تنقص هذه القيود من رفاهية المواطن وحقوقه الأساسية، وقد دعتني تلك الذكريات إلى المقارنة بما يجري الآن في السودان حيث تتعدد المعايير في النقد الموجه لإدارات الأندية والمؤسسات الأخرى وعلى رأسها إتحاد كرة القدم، مع أن فوضى الأندية السودانية تتطلب استنفاراً لكل النقاد في العالم لمواجهته حتى لا تنتقل العدوى إلى البلدان الأخرى المجاورة والبعيدة.. وإليكم بعض الأمثلة التي تؤكد ماذهبت إليه:
لم نتطرق إلى قضية من القضايا التي تخص الإتحاد السوداني لكرة القدم إلا ووجدنا الرد بالمستندات، ولم تسر شائعة من الشائعات في الوسط الرياضي عن موضوع من الموضوعات الحساسة في أروقة الطابية بنمرة (2).. إلا وتصدى المسؤولون هناك في اليوم التالي لتوضيح الحقائق درءً للفتنة وانتشار الأخبار المغلوطة، وحتى المخالفات هناك يواجهونها بنوع من الشفافية ولا ينكرونها بتاتاً كما يحدث في أنديتنا، خاصة في عهد الكتور كمال حامد شداد، والذي كنت أقصده في كل معلومة صغيرة كانت أم كبيرة لأجد منه تعاوناً وتعاملاً كثيراً ما أدهشني ودفعني لأن أكون أحد المعجبين بأسلوبه، وقد اختلف عنه خليفته في هذه الميزة ولا أذكر متى تقابلنا في المرة الأخيرة برغم أننا في الوسط المريخي وكلانا ينتمي لمنطقة الحصاحيصا ومن المفترض أننا نتقابل على الأقل في الأعياد، ولكن والحقيقة تقال أننا نحتاج أحياناً لكثير من التوضيحات منه كرئيس ولا نجده، وأحياناً لا يظهر إلا عندما يتحول الموضوع من سجال رياضي عادي إلى أزمة طاحنة تهدد علاقات الإتحاد مع أنديته، ولكن في المقابل ظل إتحاد كرة القدم محافظاً على هيبته ومكانته، وعلى الأقل هو المؤسسة الرياضية الوحيدة التي تحرص على إنعقاد الجمعية العمومية الطارئة باستمرار كما نص عنها النظام الأساسي، وهنا أطرح السؤال على كل المريخاب والهلالاب: هل تذكرون آخر تأريخ لإنعقاد جمعية عمومية سنوية لمناقشة الميزانيات التقديرية وإجازة ما مضى منها ومناقشتها نقاشاً ديمقراطياً وحضارياً؟... شخصياً لا أذكر...!
الإجتماعات الدورية والطارئة لجان الإتحاد تعلن أجندتها سلفاً في الصحف بواسطة النشرة التي يعدها الزميل النشط عاطف السيد المنسق الإعلامي للإتحاد يومياً، وتنساب الأخبار بشكل سلس ومعقول إلى الصحف بصورة تختلف عن السابق، وأداء اللجان الفرعية يبدو معقولاً إذا ما قارناه بأداء اللجان الفرعية في أندية القمة والدراما التي ترتبط بها مع تزاحم المتطلعين وفوضى المجالس والقياديين.. والأهم من ذلك أننا لم نحظ بجلسات نقاش موضوعي حول التحدي الذي ينتظر الأندية في الإنتقال من حالة الهواية إلى آفاق الإحتراف إلا بأروقة الإتحاد، بينما يتعامل الجمهور والإداريين في الناديين الكبيرين وبقية الأندية وكأن الأمر لا يعنيهم بشيء، وكثيراً ما نذهب لنادي المريخ مساءً لنجد جلسات النقاش موزعة بين الإهتمام والتركيز على أخبار الرئيس جمال الوالي وسخاءه في الدفع، وبعض الأخبار الخاصة بصغار الإداريين ومخالفاتهم بطريقة : (سري للغاية).. وتلك الطريقة في تقديري أقرب إلى النميمة من المعالجات ومحاولات ممارسة الحق الديمقراطي لأعضاء الجمعية العمومية، لأن الحديث عن متوكل أحمد علي ومخالفاته وهشام ياسين ومولانا أزهري في أروقة النادي يبقى سراً وبعيداً عن المواجهة، ولأنهما توأمان يعانيان نفس الأمراض فإن نادي الهلال أيضاً يمتليء بالترهات.. تذهب إلى هناك فترى بوقاً صنعه الأمين البرير يصك آذان الناس بالصياح والصراخ، وعندما يحين الحديث عن مستقبل النادي الإداري لا تجد من يناقش ولو في سبيل المجاملة..!
الإعلام يكثف النقد على إتحاد كرة القدم (عمال على بطال).. وهذه مفيدة في كثير من الأحيان إنما ينبغي لقادة المهنة أن يخجلوا على إزدواجية المعايير هنا، فالتطرق إلى نقاط الضعف تخدم الخط العام والمصلحة العليا بحيث يتحتم الإصلاح إن وجد الخلل، ولكن التغاضي عن الإخفاقات في الأندية يعني تراكمها وسيطرتها على الواقع ومن ثم ترديه والإنهيار.. لذلك أكتب بعد إنعقاد المعية العمومية لإتحاد الكرة من حيث المبدأ لأؤكد هيبة المؤسسة وقوة الديمقراطية وعلو الكعب.. شئنا أم أبينا.. في انتظار أن يهب عشاق القمة من سباتهم لتحرير ناديهم من سيطرة التتار الجدد..!

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    د. اسعد حبة 01-15-2013 08:0
    عزيزي دائما ما تتطرق الى اشياء تبدو في غاية الاهمية وازيدك اين المركز الاعلاي او المنتدي الاعلامي او الموقع الرسمي للاندية والاتحاد ومن المفترض ان يكون هنالك منسق اعلامي ووحدة اعلامية متكاملة لكل ناد وحتى الاتحاد العام تنساب منه المعلومة الاكيدة ولكن هذا هو السودان وانظر الي الحكومة قيادي بالحزب الفلاني والوزير و نائبه كل يتحدث باسم الحكومة وكلها تصريحات متضاربة والله يكون في عون السودان عموما الموضوع طويل وشائك ويحتاج لوقفة
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019